Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 12 نوفمبر 2024 4:37 مساءً - بتوقيت القدس

تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

لم تفلح الجهود التي تقودها دولة قطر في دورها الوسيط منذ ما يزيد عن العام، ومعها مصر إلى جانب "الوسيط الخصم" الولايات المتحدة في وضع حد لحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، في ظل التعنت الذي أبداه ولا يزال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يريد أن يحقق بالمفاوضات والسياسة ما لم يحققه جيشه في الميدان من أهداف معلنة على الأقل.


لا أحد على وجه التحديد يعرف ما يواجهه أو يسمعه الوسيطان العربيان، سواء من الدولة المعتدية إسرائيل أو من "الوسيط" الثالث الولايات المتحدة وعلى الأدق "الخصم"، دون أن يخرج أحد على الملأ لكي يسمي الأمور بأسمائها ويعلن عن الطرف الذي يتسبب في عرقلة المفاوضات التي استغلها نتنياهو منذ ثلاثة عشر شهراً غطاء لمذبحته المفتوحة.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون تحدثوا لـ"ے" دوت كوم، أن ما تناقلته وسائل الإعلام عن نية قطر تجميد وساطتها، وحتى الطلب من قيادة حماس مغادرة أراضيها، بمثابلة رسالة سياسية بليغة للتحرر من الضغوط التي تمارس عليها لدفعها بدورها إلى ممارسة الضغوط عل حركة حماس من أجل القبول بالشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب، لكن قطر عادت ونفت أن تكون قد انسحبت من المفاوضات. كما نفت أن تكون قد طلبت من قيادة حماس مغادرة الدوحة.


تجارب عدة وعلاقات وثيقة مع أمريكا وأوروبا


وأكد الدكتور عمر رحال، الكاتب والمحلل السياسي ومدير مركز "شمس" لحقوق الإنسان، أهمية الدور القطري في المفاوضات، معتبراً أن قطر تمثل الفلسطينيين والمقاومة بصفة "الأشقاء الأمناء".


وأوضح أن قطر تحظى بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى علاقاتها المميزة مع المقاومة الفلسطينية، ما يجعلها وسيطاً موثوقاً من قبل جميع الأطراف في المفاوضات الجارية مع الاحتلال.

وأشار رحال إلى التجارب السابقة لقطر في التفاوض وحل النزاعات، سواء في دارفور أو مع طالبان أو في لبنان، إلى جانب جهودها في نزاعات أُخرى، ما أكسبها خبرة واسعة وحصافة في تقريب وجهات النظر وطرح حلول مقبولة للأطراف المتنازعة. 


وأضاف: "هذه التجارب تمنحها رصيداً قوياً في التفاوض على المستويين الإقليمي والدولي.


وفي ما يتعلق بنفي حركة حماس تلقيها أي رسائل من قطر تطلب منها مغادرة الدوحة، قال رحال: إن السياسة متغيرة وكل شيء فيها ممكن، مشيراً إلى أن قطر تهدف إلى الحفاظ على دور إقليمي قوي، وهو ما يجعل وجود المقاومة على أراضيها داعماً لهذه الطموحات.


كما توقع أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب قد تمارس ضغوطاً على قطر لإبعاد حماس عن أراضيها، معتبرة ذلك إحدى وسائل الضغط لتحقيق مصالحها وفرض تسوية تلائم الرؤية الأمريكية والإسرائيلية.


ضغوط أمريكية وإسرائيلية على قطر


من جانبه، أشار عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، إلى التحديات التي تواجهها قطر نتيجة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية عليها، لتضغط بدورها على حركة حماس، بهدف دفعها لتقديم تنازلات وقبول شروط إسرائيل في التفاوض حول غزة. 


وقال: "هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها قطر لضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل في إطار وساطتها بين حركة حماس وإسرائيل، ولن تكون الأخيرة، إذ تسعى واشنطن وتل أبيب، في إطار تكتيك تفاوضي- ابتزازي، إلى دفع قطر للضغط على حماس، بحيث تقبل بشروط إسرائيلية شديدة الصعوبة. تأتي هذه الضغوط، التي تعتمد على التهديدات المباشرة وغير المباشرة، في وقت حساس إقليمياً ودولياً، مع قرب جولة تفاوض جديدة بشأن مستقبل غزة".


وأكد الرنتاوي أن قطر تعتبر واحدة من اللاعبين الإقليميين الرئيسيين الذين يسعون لإبقاء باب الحوار مفتوحًا، إذ قامت بتقديم وساطات متعددة على مدار السنوات في ملف غزة، غير أن هذه الوساطة تضعها في موقف حساس، خاصة أن العديد من الأطراف، بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة، ترغب في أن تتخذ قطر موقفاً صارماً في الضغط على حماس للقبول بشروط "استسلامية" تفرضها حكومة نتنياهو.


الخارجية القطرية تضع حداً للشائعات


وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت سلسلة من التسريبات الإعلامية والشائعات حول انسحاب قطر من دور الوسيط، مع تهديدات بطرد قادة حماس أو إغلاق مكاتبهم، غير أن التصريحات الرسمية، خاصة من قبل الناطق باسم الخارجية القطرية، وضعت حداً لهذه الشائعات، وأكدت أن دور قطر كوسيط لا يزال قائماً، ولكن بشروط.


ورأى أن التوقيتات تشير إلى وجود تلازم بين الضغوط على قطر والتحولات السياسية في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي وفوزه بالرئاسة تتجدد المخاوف القطرية من سياسة أمريكية أقل مرونة، حيث عانت قطر سابقاً من تهديدات مباشرة على وجودها في فترة رئاسة ترامب الأولى، بما في ذلك حصار مفروض عليها من "رباعي الحصار" العربي، لم ينهه إلا دعم تركي وإيراني سخي.


ورأى أنه مع عودة ترامب قد يكتسب اللوبي المناهض لقطر في الولايات المتحدة زخماً جديداً، خاصة أن هناك حالياً 14 عضواً من الكونغرس يطالبون بفرض عقوبات على قطر، بما في ذلك طرد قادة حماس من الدوحة وتسليم بعضهم. هذه الدعوات قد تتزايد بعد انتصار الجمهوريين في الانتخابات.


ووفق الرنتاوي جاءت التسريبات القطرية الأخيرة كرسالة من قطر تعبّر عن رفضها لاستغلال وساطتها كغطاء لتمرير ضغوطات على الفلسطينيين، فالقيادة القطرية تدرك تماماً أن وساطتها في ملف غزة مرغوبة، خاصة من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، لكنها تعي أيضاً أن بعض الأطراف ترى في هذه الوساطة أداة لضمان إذعان حماس وقبولها بالشروط الإسرائيلية.


دور بنّاء وليس أداة للضغط والإذعان


وأوضح أن قطر تعتقد أن وظيفتها كوسيط يجب أن تكون بنّاءة وتخدم الهدف في تحقيق حل متوازن، وليس كأداة للضغط والإذعان. ولهذا تلمح قطر إلى أنها قد تعلّق دور الوسيط إذا شعرت أن الضغوط غير منصفة، في حين أنها مستعدة لاستئناف الدور إذا كانت الوساطة تخدم الحل السلمي.


وأشار الرنتاوي إلى التداعيات المحتملة على حماس ومستقبل وجودها في الدوحة منذ بداية الصراع الأخير في أكتوبر 2023، إذ بدأ يتزايد الحديث عن احتمالية أن تضطر حماس لمغادرة قطر، وقد يعتمد ذلك على نتائج المفاوضات وطول أمد الأزمة.


وأضاف: "في حال استمر الضغط الأمريكي والإسرائيلي، فقد تضطر قطر إلى تقليص الدعم المباشر لحماس، وهو ما قد يدفع الحركة إلى إعادة النظر في تواجد قياداتها في الدوحة".


وذكر أنه توجد خيارات محدودة لحماس خارج قطر، حيث إن دولاً كلبنان والعراق، بالرغم من تعاطفها الظاهري، ليست قادرة على تأمين بيئة آمنة بسبب التعقيدات الأمنية والسياسية. أما إيران، فقد تكون ملجأ، لكن الانتقال إليها قد يزيد من عزل حماس، ويثير مخاوف حول علاقتها بباقي الأطراف الإقليمية.


 تركيا والجزائر قد تقبلان بوجود رمزي للحركة، لكن دون تقديم دعم كامل نظراً لمصالحهما الإقليمية المعقدة. لهذا، قد يكون أمام حماس خيار توزيع القيادة جغرافياً وتبني نمط من اللامركزية في العمل.


دور بارز لقطر في دعم الشعب الفلسطيني 


بدوره، أشاد وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر بالدور البارز الذي تلعبه قطر في دعم الشعب الفلسطيني، خاصةً في مدينة القدس، وفي جهودها المتواصلة للوساطة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يشهد جرائم وإبادة جماعية.


وأكد عبد القادر أن قطر سعت منذ البداية لتخفيف معاناة قطاع غزة، سواءً عبر التوسط لوقف إطلاق النار أو من خلال إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومحاولات كسر الحصار المفروض على القطاع. 


وأشار إلى أن جهود قطر لدعم غزة لم تقتصر على الأزمة الحالية، بل امتدت لما قبل السابع من أكتوبر، من خلال مشاريع إعمار ومساعدات إنسانية قدمتها اللجنة القطرية لدعم القطاع، والتي ساهمت في التخفيف من معاناة سكانه.


وأوضح عبد القادر أن ما يتم تداوله حول انسحاب قطر من الوساطة غير دقيق، مؤكداً أن الدوحة لن تتخلى عن قطاع غزة، وستواصل مساعيها بالتعاون مع مصر وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لوقف إطلاق النار ورفع الحصار. 


وأكد أن قطر لن تتراجع عن هذه "المسؤولية التاريخية" في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته حتى وقف العدوان وانسحاب إسرائيل من غزة.


ونفى عبد القادر وجود أي طلب قطري لخروج حماس من الدوحة، مشيراً إلى أن الضغوط الخارجية، خاصة الأمريكية، قد تتزايد، لكن قطر ستبقى ملتزمة برسالتها الداعمة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركة حماس كجزء منه. 


وأضاف عبد القادر: "إن الحديث عن إغلاق مكتب حماس في قطر مبالغ فيه وغير دقيق، مؤكداً استمرار وجود الحركة في الدوحة واستمرار قطر في وساطتها لإنهاء العدوان على القطاع.


قطر لا تملك وسائل ضغط حقيقية على إسرائيل


من جهته، شدد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سليمان أبو ستة الدور المهم الذي تلعبه قطر في الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل. 


وأوضح أبو ستة أن هناك عقبة أساسية تتعلق بموقفي الطرفين المعنيين في المفاوضات. فمن جهة، يشدد الفلسطينيون، ممثلين بحماس وفصائل المقاومة، على ضرورة تحقيق وقف شامل ونهائي للحرب وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة كشرط مسبق لأي اتفاق.


ويرى أبو ستة أن أي صفقة لا تتضمن إنهاء الحرب تعني استمرار إسرائيل في سياسة التصعيد والدمار بحق القطاع.


وأضاف: أما الجانب الإسرائيلي، وتحديداً حكومة نتنياهو، فيرغب في إبرام صفقة دون إنهاء حالة الحرب. ويعكس هذا الموقف، بحسب أبو ستة، إرادة سياسية غير متسقة داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث إن هناك أطرافاً داخلية ترفض هذا التوجه، وتطالب بإيقاف الحرب.


ويرى أبو ستة أن قبول إسرائيل بوقف الحرب والشروع في إعادة إعمار غزة قد يُيسر من موقف المقاومة الفلسطينية، ما يفتح الطريق أمام اتفاقات محتملة، لكن التعنت الإسرائيلي يظل عقبة كبرى.


وحول الوساطة القطرية، أشار أبو ستة إلى أن قطر تبذل جهوداً للوصول إلى اتفاق، لكنها تواجه صعوبات نتيجة تعنت حكومة نتنياهو. وتفتقر قطر إلى وسائل ضغط حقيقية على إسرائيل، ما أدى إلى تصريحات أخيرة تشير إلى فشل الوساطة حتى الآن.


وفي سياق التفاوض، أكد أبو ستة أن حماس أبدت مرونة وقبلت عدة مقترحات، من بينها مراحل تسوية تدعمها الولايات المتحدة، لكنها تشترط ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد ولم يتمكن الوسطاء من تحقيقه.


وبالرغم من الإعلان القطري عن احتمال تعليق الوساطة، يرى أبو ستة أن هذه التصريحات قد تكون تكتيكاً قطرياً للضغط من أجل إنهاء الحرب، مستشهداً بتجارب سابقة مثل صفقة شاليط التي نجحت بفضل تدخل أدوار أوروبية بعد فشل الدور العربي.


تحديات تواجه قطر مع قرب عودة ترامب


وأشار أبو ستة إلى أن قطر تواجه ضغوطاً إضافية مع احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قد يجدد مواقفه الصارمة تجاهها، ما يضعها في موقف صعب. 


ولفت إلى أن قطر قد تشعر بأن ارتباطها بحماس يهدد مصالحها الاستراتيجية، ما يدفعها إلى إصدار مثل هذه التصريحات كإشارة على موقفها الحيادي.


ونفى أبو ستة وجود طلب قطري لخروج مكتب حماس من الدوحة، مشيراً إلى أن هذا الخروج ليس في مصلحة قطر، لأن نقله إلى طهران مثلاً قد يضر بفرص الوساطة القطرية. وعليه، فقد تكون هذه التسريبات وسيلة ضغط ضمنية، دون وجود نية فعلية لتنفيذها.


قطر سئمت محاولات إلقاء اللوم عليها


أما الكاتب والصحفي المقدسي داود كتاب، فيرى أن قطر قد اتخذت خطوة ذكية وفعالة عبر الإعلان عن تعليق وساطتها في المفاوضات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. 


وقال كتاب: إن هذا القرار جاء بعد أن بدا أن قطر سئمت محاولات إلقاء اللوم عليها لعدم تحقيق تقدم في الصفقة. فبينما أكدت قطر تعليق الوساطة بسبب عدم جدية الأطراف، وهي بذلك تشير إلى عدم جدية الجانب الإسرائيلي بشكل خاص، فإنها تتجنب بذلك تحمل اللوم غير العادل.


ويرى كتاب أن هذا التكتيك القطري يعكس سياسة مشابهة لتكتيكات الاحتلال، إذ تقول شيئاً وتفعل نقيضه، وهو أسلوب يضع الكرة في ملعب الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الأمريكيين. 


كما يعتبر هذا القرار بمثابة امتحان لحيادية قطر ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر.


وفي ما يتعلق بعودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، يرى كتاب أن موقفه من حركة حماس قد يكون مختلفاً تماماً عن موقف الرئيس بايدن، الذي وصف نفسه بـ"الصهيوني". 


فبحسب كتاب، ترامب ليس شخصية أيديولوجية، ولا يلتزم كثيراً بمسائل مثل دعم إسرائيل أيديولوجياً، بل يركز عادةً على البحث عن الحلول ويكون على استعداد للتفاوض مع أي جهة إذا كانت تحقق أهدافه، كما أظهر عندما اجتمع مع زعيم كوريا الشمالية سابقاً.


وأشار كتاب إلى التحديات التي قد تواجه ترامب في هذا السياق، فالكثير من كبار المتبرعين لحملته الانتخابية هم من المؤيدين لليمين الصهيوني المتطرف، ما يعني أن اتخاذ أي موقف متوازن أو متساهل تجاه حماس قد يلقى معارضة شديدة من المحيطين به.

دلالات

شارك برأيك

تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.75

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.98

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.29

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%63

%38

(مجموع المصوتين 8)