استهداف مدارس وطلبة القدس ليس بالأمر الجديد، فهذا الاستهداف قائم على قدم وساق منذ احتلال المدينة عام 1967 والى اليوم، ولكن الشيء الجديد ان هذا الاستهداف يشهد حاليا هجمة شرسة هدفها فرض المنهاج الاسرائيلي المزيف على مدارس المدينة، ومنع هذه المدارس من تدريس المنهاج الفلسطيني تحت مزاعم ان هذا المنهاج فيه تحريض على دولة الاحتلال، في حين ان الحقيقة هي غير ذلك تماما.

فالهجمة الشرسة التي تستهدف المدارس والطلبة هي في اطار محاولات دولة الاحتلال أسرلة التعليم في المدينة خاصة بعدما اعترفت امريكا من خلال الرئيس الامريكي السابق بأن القدس هي عاصمة دولة الاحتلال، في تحد واضح للقرارات الدولية التي تعتبر المدينة محتلة، ولا يحق لدولة الاحتلال فرض المنهاج الاسرائيلي المزيف على مدارس المدينة، وان ادعاءات دولة الاحتلال بأن المنهاج الفلسطيني تحريضي هو ادعاء كاذب ولا أساس له من الصحة، وان مدارس دولة الاحتلال خاصة ، والدينة والتلمودية منها على الاخص، هي التي تحرض على قتل الفلسطينيين وتصفهم بالاغراب، وتزور التاريخ والحقائق، وان المنهاج الاسرائيلي الذي تعمل على فرضه بالقوة، هدفه طمس الوعي لدى الطلبة الفلسطينيين، وجعلهم يؤمنون بالرواية الاسرائيلية المزيفة، والتي تدعي بحق اليهود في البلاد، وانه ليس للفلسطينيين أي حق فيها رغم ان الفلسطينيين هم امتداد للكنعانيين الذين أسسوا هذه البلاد وعاشوا فيها وبنوا حضارة دونها التاريخ الانساني البشري.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، وفي اطار هذه الهجمة الشرسة على المدارس والطلبة، قامت شرطة الاحتلال وقواته أمس بتفتيش حقائب طلبة مدرستين تقعان داخل الحرم القدسي الشريف وصادرت الكتب الفلسطينية، ومنعت الطلبة من حملها في تحد واضح للقوانين والاعراف الدولية، الى جانب ما تقوم به من إرهاب للطلبة خاصة صغار السن في محاولة لاخافتهم ومنعهم من حمل ودراسة المنهاج الفلسطيني الذي هو منهاج عادي يعلمهم التاريخ العربي والاسلامي والمسيحي الحقيقي في المدينة، وان القدس هي فلسطينية وعربية منذ أسسها الكنعانيون، الى جانب العلوم الاخرى والدين الاسلامي، الذي شطب المنهاج الاسرائيلي منه ما يتعارض مع التزييف الذي قامت به دولة الاحتلال.

كما ان دولة الاحتلال تستهدف أسلوب الترهيب والترغيب لاجبار المدارس في القدس على تدريس المنهاج الاسرائيلي، فهي تهدد بعدم تجديد تراخيص هذه المدارس واغلاقها في حال عدم تدريسها للمنهاج الاسرائيلي وقامت في هذا السياق بمحاولة فتح مدارس تدرس المنهاج الاسرائيلي، ولكن رفض الاهالي لذلك سيحول دون تمرير هذا المخطط.

وقبل أيام وفي هذا السياق أقدمت قوات الاحتلال على مصادرة كتب المنهاج الفلسطيني من سيارة كانت تقوم بنقلها الى القدس واعتقلت السائق لارهابه ومنعه في الايام القادمة من تحميل كتب المنهاج الفلسطيني.

ان هذه الهجمة الشرسة وغيرها خاصة محاولات دولة الاحتلال فرض معلمين جدد واستبدال المعلمين الذين يعلمون المنهاج الفلسطيني والتهديد بطردهم من الوظيفة، سيكون لها انعكاسات سلبية على الطلبة والمدارس والمعلمين ، ما لم يتحرك الجانب الفلسطيني على كافة الاصعدة لوقف الانتهاكات الاسرائيلية واستهداف التعليم في القدس، وعدم الاكتفاء كما هو حاصل الآن باصدار بيانات الشجب والاستنكار ومناشدة العالم التدخل في حين ان هذا العالم لا يعترف سوى بالاقوياء ولدينا القوة، ولكن استمرار الانقسام السياسي والجغرافي هو الذي يضعفنا وسيتغله الاحتلال لصالح مخططاته التهديدية وأسرلة التعليم.