تعتقد دولة الاحتلال انه من خلال استخدامها للقوة الغاشمة ضد شعبنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي الداخل الفلسطيني يمكنها من حسم الصراع لصالحها بعد ان يكون شعبنا قد دخل مرحلة اليأس ، ومن ثم الهجرة الطوعية للخارج وفي حال رفض الاخرين الهجرة فستقوم دولة الاحتلال بتهجيرهم عنوة ومن خلال اقتراف المزيد من الجرائم والمذابح وبالتالي القيام بأوسع عملية تطهير عرقي عندما تسمح الظروف بذلك.

لذا نرى حكومة نتنياهو الاكثر يمينية وتطرفا وعنصرية تصعد من جرائمها ضد شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته، من خلال عمليات القتل التي تقوم بها بصورة شبه يومية، والاجتياحات والاعتقالات وبناء المزيد من المستوطنات وتوسيع ما هو قائم وشرعنة البؤر الاستيطانية وتشجيع شبان الاحتلال على اقامة المزيد من هذه البؤر التي ستصبح لاحقا مستوطنات وزيادة عدد المستوطنين .. الخ من انتهاكات هدفها جعل شعبنا يرفع الراية البيضاء حسب اعتقادهم وزعمهم ووهمهم.

كما ان ما تقوم به قطعان المستوطنين الذين تم تسليحهم من عمليات قتل وارهاب واعتداءات وحرق والتي طالت البشر والشجر والحجر، يهدف ارهاب واخافة شعبنا، هي الاخرى تصب في محاولات واعتقاد دولة الاحتلال بأن مثل هذه الانتهاكات والجرائم يمكنها ان تحسم الصراع لصالح دولة الاحتلال.

ولكن الشيء الذي تتجاهله دولة الاحتلال وخاصة حكومة نتنياهو الحالية بأن مثل هذه الجرائم والانتهاكات ، ستزيد من حالة العداء بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، وان حالة العداء هذه ستزيد من اراقة الدماء في المنطقة وتهدد الامن والسلم ليس فقط في المنطقة وانما في العالم اجمع.

كما ان دولة وحكومة الاحتلال تتجاهلان ان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، وان شعبنا الفلسطيني مثله مثل كل شعوب العالم ، لا يمكنه التخلي عن حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طال الزمن ام قصر.

وسيكون مصير جميع الاجراءات والممارسات والجرائم الاحتلالية الفشل المحتوم امام ارادة شعبنا وعزمه على الصمود فوق ارضه وفي وطنه ، وانه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات الجسام من اجل تحقيق كامل اهدافه الوطنية وانتزاع حقوقه كاملة دون اي نقصان.

وعلى دولة الاحتلال وحكومة المتطرفين ان تعي تماما ان تصعيدها الدموي في الاراضي المحتلة، ستطيل امد الصراع في المنطقة والذي لن يكون في يوم من الايام لصالحها، بل على العكس من ذلك ستدفع دولة الاحتلال ثمن هذا التصعيد، وحالة العداء وسينتصر شعبنا، لأن ذلك حتمية تاريخية مجربة ، ولكن دولة الاحتلال تتجاهل وتتعامى عن ذلك..