التحركات الفلسطينية على الأصعدة العربية والاسلامية والعالمية، هي تحركات مهمة لإبقاء القضية الفلسطينية حية وعلى رأس سلم الاولويات، في ضوء محاولات الاحتلال تغييب القضية، بل العمل على محاولات حسم الصراع لصالحه وعلى حساب شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف وكنيسة القيامة.

وكذلك في ظل ما يشهده العالم من الحروب وتحديداً الحرب الروسية الاوكرانية، والتي تحولت الى حرب أشبه بالكونية نظراً لاصطفاف المعسكر الغربي ضد روسيا التي تحاول جعل العالم متعدد الاقطاب، بدلاً من مواصلة امريكا هيمنتها على العالم، وما أنتجته الحرب الروسية الاوكرانية من محاولات تغييب للقضية الفلسطينية وتوجه انظار العالم لهذه الحرب وما يسفر عنها.

ولكن الصحيح ايضاً ان هذه التحركات الفلسطينية، يجب أن لا تقتصر على اصدار البيانات والتعلق بأوهام التسوية والرهان على ذلك، بل يجب ان يرافق هذه التحركات العمل على تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، لكي تؤتي هذه التحركات ثمارها وتعود بالفوائد العملية على القضية الفلسطينية، خاصة وان الاقتصار على البيانات باتت لا تقدم كثيراً على صعيد تحقيق منجزات فلسطينية كالمنجزات التي حققتها منظمة التحرير عندما كانت عبارة عن جبهة وطنية تضم كافة الاطياف الفلسطينية ذات البرنامج الوطني الواحد والموحد.

فالقمة الثلاثية التي عقدت أمس في العلمين بجمهورية مصر العربية، بين الرئيس عباس والرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني، هي قمة ضرورية للتأكيد على ان القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى على رأس اهتمامات الدول العربية، وانه بدون ايجاد حل عادل ودائم لها، فلن ينعم الشرق الاوسط بالامن والاستقرار وكذلك العالم برمته.

وعلى القمة وغيرها من القمم والاجتماعات ان ترفق ذلك بخطوات عملية على الارض ترغم دولة الاحتلال على الانصياع للقرارات والقوانين والاعراف الدولية بشأن القضية الفلسطينية، والضغط على الولايات المتحدة الاميركية للضغط على دولة الاحتلال لتحقيق السلام مع الفلسطينيين وليس فقط دعوتها لذلك في الوقت الذي تمدها بكافة مقومات وجودها وخاصة الدعم العسكري الذي تستخدمه دولة الاحتلال ضد شعبنا، بل ضد العديد من الدول العربية.

وهذا الضغط على امريكا لا يمكن ان يحقق النتائج ما لم يتم توحيد كافة الجهود العربية بما في ذلك الفلسطينية، لأن توحيد الجهود، هو الاقدر على جعل امريكا تعيد النظر ولو جزئياً في سياساتها، خاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها امريكا تحديات كبيرة من أجل انزالها عن عرش العالم من خلال ايجاد عالم متعدد الاقطاب لا تحكمه امريكا لوحدها.

وعلى الجانب الفلسطيني أولاً وقبل كل شيء إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، ليكون تأثيره أكبر وأوسع، ويواجه التحديات الاحتلالية بعزيمة جماعية وليس كما هو الحال من انقسام وخلافات داخلية.