Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 10 أغسطس 2023 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس

شروط للتعزيز وشروط للتطبيع

تتعامل إسرائيل معنا – نحن العرب – بكثير من الاستخفاف والاستهانة ولا اريد أن اقول الاحتقار، ذلك ان اسرائيل لا تخفي خططها ولا حتى أهدافها ، بل هي تجاهر بها وتعلنها على الملأ جهاراً نهاراً، فما تعلنه اسرائيل عن ما تسميه تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية ، هكذا في صَلَف عجيب ووضوح غريب، انما تهدف من ورائه الى تفجير المجتمع الفلسطيني وتمزيق النسيج الاجتماعي دون ان تكلف نفسها بأن تعطي هذه السلطة اي طوق للنجاة أو هامش للحركة أو حتى قدرة على التمثيل، وتبدو هذه الخطوة – خطوة التعزيز- وكأنها جزء من علاقات عامة وذَرٍ للرماد في العيون وحملة اعلامية ترضي بها الولايات المتحدة وتغضب بها الشعب الفلسطيني، هذه الخطوة الاسرائيلية التي لن يتحق منها بشيء – برأيي المتواضع- تأتي للتهرب من الاستحقاقات الاكثر أهمية وضرورية منها التفاوض حول إنهاء الاحتلال أو حتى التفاوض على أقل من ذلك بكثير، تبدو مسألة التعزيز وكأنها اعادة تأهيل أو انتاج للعلاقة باكثر اشكالها سوءاً، اسرائيل وبدلاً من الجلوس الى مائدة مفاوضات حقيقية للتفاوض حول مستقبل احتلالها للشعب الفلسطيني فانها تريد ان تستعيد ما ثبت فشله ، هذا يذكرني بتقرير اللورد الانجليزي دوفرين الذي ارسله الى حكومته في السنة الاولى لاحتلال مصر حيث ورد ان على انكلترا ان تحكم مصر من خلال طرف مصري موالٍ ومراقب ومطيع ، حتى تقع اخطاء الحكم على رؤوس المصريين انفسهم.


لقد جربت اسرائيل الاستعانة بطرف فلسطيني مقبول "يساعدها" في ادارة احتلالها ، ولكنها فشلت جميعاً منذ أوائل السبعينات وحتى يومنا هذا، فشلت فكرة الاعتماد على التشكيلات العشائرية او الجهوية او المصقولة او المصنوعة، وهي تفشل لسبب بسيط جداً، ان اسرائيل لا تريد ان تعطي شيئاً ، لا لتلك الجهات ولا للشعب الفلسطيني ايضاً، اسرائيل تريد ان تأخذ كل شيء، الامن والسلام والتطبيع والهدوء ودوام الاحتلال، لهذا، فان فكرة تعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية بهذه الفجاجة والفظاظة التي تطرحها حكومة الاحتلال انما تعمل على تفجير الشارع الفلسطيني لا أكثر، ونربأ حقاً بالسلطة الوطنية الفلسطينية ان لا تتعامل مع هكذا خطو ة، فاسرائيل لا تريد من ورائها سوى تلميع وجهها والخروج من ازمتها ، هذا فضلاً عن ان حكومة اسرائيل ذاتها غير متفقة على هكذا خطوة ،اذ صرنا نسمع ان وزير المالية لا يريد ان يوقع على رزمة تلك المساعدات للسلطة ، وان نتنياهو سوف يجد طريقة الى التسوية ، فاذا كانت حكومة الاحتلال غير متفقة ولا منسجمة ، فلماذا نقوم نحن باخراج هذه الحكومة من دوامتها، ولان هذه الخطوة كاذبة واعلامية ولها اهداف خطيرة، فان رئيس وزرائنا قال ببساطة:

 اعيدوا الينا اموالنا أولاً . ان كل ما تتحدثون عنه هو اموالنا المنهوبة. وهي جملة كافية لنسف كل ما قيل.


ولكن، ولان اسرائيل تستخف بنا نحن العرب، فان اسرائيل تتجبر حتى في شروط تطبيعها مع العالم العربي، فاسرائيل لن تتنازل في الموضوع الفلسطيني ولن تقبل بمساعدات عسكرية لاي طرف عربي قد تشكل خطراً عليها ولن تقبل التطبيع باي ثمن، اكثر من ذلك، قال نتنياهو ساخراً ان الكلام عن القضية الفلسطينية اصبح جزءاً لا بد عنه في اي لقاءات مع اطراف عربية، ولا يجب الامر ان يكون كذلك "نحن نستطيع ان نقيم علاقات مقبولة بدون اتفاق" نتنياهو يقول ذلك باعتبار ان العالم العربي فارغ وليس فيه شعوب ولا كرامات ولا حقوق .


 استخفاف اسرائيل بنا واستهتاره بمشاعرنا ومصالحنا تشبه في بعض اوجهها تكرار حرق مصحفنا في العواصم الغربية وسكوت الصحافة والساسة والنخب في الغرب او حتى دفاعها عن ذلك . هناك استخفاف حقيقي بنا .. والامر كله لله من قبل ومن بعد.

دلالات

شارك برأيك

شروط للتعزيز وشروط للتطبيع

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 96)