أقلام وأراء
الأربعاء 09 أغسطس 2023 9:23 صباحًا - بتوقيت القدس
ما الذي تريده حماس؟
بعيداً عن لغة التخوين والتواطؤ والمفردات الثورجية، يطرح السؤال نفسه بقوة بحثاً عن إجابة موضوعية هادئة حول سبب أو أسباب تغيير سياسات حركة حماس إلى الحد أنها تملك شجاعة عدم الرد على جرائم المستعمرة الإسرائيلية التي تُرتكب في قطاع غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي حليفها الأساسي الأقرب؟؟.
أولاً حركة حماس باتت تسعى إلى سلطة منفردة في قطاع غزة، وصلت إليها بفعل ثلاثة عوامل هي:
أولاً عملياتها الكفاحية وضرباتها الموجعة ضد الاحتلال، وخاصة في الفترة التي نجحت فيها حركة فتح في نقل الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وولادة السلطة الوطنية نتاج الانتفاضة الأولى عام 1987، واتفاق أوسلو عام 1993، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد الانتفاضة الثانية عام 2000، وفكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.
ثانياً بفعل نتائج الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، ومشاركتها بها، وحققت خلالها، وحصلت على الأغلبية النيابية أهلها لتولي رئاستي المجلس التشريعي عبدالعزيز الدويك، والحكومة إسماعيل هنية، بعد أن قاطعت الانتخابات التشريعية الأولى عام 1996 باعتبارها نتاج اتفاق أوسلو "الخياني"، ولكنها شاركت في الثانية بعد تدخل ووساطة قطر كما قال أميرها علناً وكذلك رئيس الوزراء القطري السابق، بناءً على تدخل ورغبة أميركية قوية.
ثالثاً بفعل الانقلاب الدموي الذي بادرت له وأطلقت عليه "الحسم العسكري" ، وسيطرت منفردة على قطاع غزة منذ حزيران 2007 إلى اليوم.
منذ ذلك الوقت واجهت حركة حماس معارك شرسة من قبل قوات الاحتلال التي كانت تهدف ولا تزال نحو تحقيق غرضين معلنين: أولهما بقاء حركة حماس في السيطرة والهيمنة على إدارة قطاع غزة منفردة، وثانيهما العمل الدائم على تقليص قدرات حماس وعدم تمكنها من امتلاك قدرات تسليحية شبيهة بقدرات حزب الله، لهذا كما تقول أجهزة الإعلام الإسرائيلية انعكاساً لمواقف وسياسات الأجهزة الأمنية: خلع أنياب حماس وتقليم أظافرها بشكل دائم ومتقطع.
في كل الأحوال توصلت حماس نحو القبول والتسليم بالتهدئة الأمنية مع المستعمرة الإسرائيلية بوساطات متعددة، تحافظ عليها وتتمسك بها ولها الأولوية في الالتزام، فكما أن قيادة فتح وسلطتها في رام الله تلتزم بما يسمى "التنسيق الأمني" تلتزم حركة حماس بما يسمى "التهدئة الأمنية" الذي يوفر لها استمرار حكمها وتفردها ونجاح البقاء في إدارة قطاع غزة عبر مكاسب وامتيازات حققتها لنفسها ولبعض قياداتها وهي:
أولاً حصولها على مبلغ ثلاثين مليون دولار شهرياً من قطر عبر مطار اللد وإجراءات تسهيلية من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية: عشر ملايين للأسر المحتاجة بواقع مائة دولار توزع على مائة ألف أسرة شهرياً، وعشرة ملايين ثمن غاز ونفط تحصل عليه وتدفع لمصر، وعشرة ملايين بدل رواتب لموظفي حماس ممن لا يتلقون رواتب من السلطة في رام الله.
ثانياً السماح لـ17 ألف عامل يدخلون من قطاع غزة للعمل في مناطق 48، يشكلون دخلاً حيوياً للاقتصاد في قطاع غزة.
ثالثاً عدم تعرض حياة وأمن قيادات حماس للاغتيال، ونتذكر تحذيرات المستعمرة العلنية لقيادات حماس إذا شاركوا في مواجهة قوات الاحتلال في هجومها على الجهاد الإسلامي أنها ستُنهي اتفاق شروط التهدئة الأمنية، وستتعرض قيادات حماس إلى ما تتعرض له قيادات الجهاد الإسلامي.
المستعمرة لها مصلحة في بقاء الانقسام، ولذلك تغذيه وتقدم له الدعم المالي لبقاء قطاع غزة منفصلاً عن الضفة الفلسطينية، وحركة حماس لها مصلحة ذاتية أنانية ضيقة في استمرار سلطتها الأحادية وتحكمها منفردة في إدارة وسلطة قطاع غزة، وهذا سبب تخلي حركة حماس عن حليفتها حركة الجهاد الإسلامي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
7 مجازر و120 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 96)
شارك برأيك
ما الذي تريده حماس؟