أقلام وأراء
السّبت 29 يوليو 2023 9:39 صباحًا - بتوقيت القدس
إنهم يقتلون العراق
هل يقل قتل الإنسان عن حرق القرآن ؟؟ هو السؤال الجوهري الذي يجب أن نلقيه، ونتمسك به ونعلي من شأنه. فالقرآن هو الوسيلة العقائدية من أجل خدمة الإنسان ورقيه المعنوي الأخلاقي الإيماني بكل ما هو خير ومستقيم، فالقرآن وجد ونزل من أجل خدمة الإنسان، فالانسان هو الأساس، هو الهدف، هو الجوهر.
يحتج العراقيون على حرق القرآن، وهم محقون بذلك، ولكن أليس ما يتعرضون له من قتل وخراب وتجويع وعطش يستحق الاحتجاج على من يواصل خراب بلادهم، وسلب سيادتهم، والتطاول على حقوقهم المائية.
لقد جف العراق، بسبب قطع المياه عنه، وكنت اسمع برنامج عن شح المياه، والآثار التي خلفها قطع المياه المتدفقة وانهارها نحو العراق من قبل جيرانه، ولم يملك المتحدث شجاعة القول لتسمية جيران العراق الذين ارتكبوا جريمة قطع المياه وانهارها عن العراق.
الاسماك، الحيوانات الاليفة، المزارع، الاهوار، الأنهار جفت، ماتت، بسبب قطع تدفق المياه عن البلد الذي كان طوال التاريخ مهيوباً، قوياً، مسنوداً، مرفوع الرأس، بينما عراق اليوم رغم أنه يملك من الثروات النفطية ما يجعله ثرياً، ولكن الفساد والطغيان والأحزاب السياسية الاصولية المتسلطة المرتبطة بمن هم حاقدون على العراق وعلى تاريخه الوطني القومي الديني، تتحكم به بعض الأدوات المذهبية التي تدعي بما هو ليس لديها.
الاحتجاج على حرق القرآن مقبول ، مشروع لتوصيل رسالة، ولكن الا يحق للمحتجين أن يرفعوا أصواتهم الاحتجاجية على حرق العراق وشعبه لقطع المياه وتجفيف موارده، وبسبب ذلك تحول العراق إلى منطقة جفاف قاحلة، جعلت أرضه طاردة لأهلها وشعبها، بسبب الجفاف المتعمد، وشن حرب متواصلة عليه بدون إطلاق النار، بل عبر منع تدفق المياه الطبيعية المتواصلة إليه منذ آلاف السنين، وينفذها اليوم بقرار سياسي أمني مقصود.
سنة الجيران، مع شيعة الجيران، كلاهما يتفق على معاقبة العراق، معاقبة شعبه، سواء كانوا عربا أو كرد، سنة أو شيعة، من المسلمين او مسيحيين، فالمذاهب دوافعها سياسية، غطاء سياسي أمني، لأهداف غير نبيلة، تمس الآخر وتعاقبه، لإضعافه حتى لا تقوم له قائمة أو كرامة أو تطلع أو طموح.
الذين حرضوا على التمادي في الاحتجاجات على حرق القرآن، هم الذين يسكتون على حرق العراق بغرض العطش وسرقة حقوقه من المياه، وبدلاً من توجيه احتجاجات العراقيين على سرقة مياههم، يتوجهون إلى عدو وهمي : غبي ضيق الأفق، أو مرتبط مقصود يتمادى في تشويه المعطيات و"خربطة" الأولويات.
العراق للعراقيين، للعرب كما هو للكرد، للسنة كما هو للشيعة، للمسلمين كما هو للمسيحيين، وضرورة احترام الآخر، على أساس العدالة والمساواة والكرامة وتكافؤ الفرص، وفق نتائج صناديق الاقتراع، غير ذلك تشويه متعمد لواقع العراق وحقوق شعبه، بدون وصاية وتدخل استخباري، وارتباط مفروض غير شرعي، غير أخلاقي، يفتقد للحرية والكرامة وحسن الإختيار.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
الاحتلال يسلم ذوي الشهيد مهند العسود أمرا بهدم منزله في بلدة إذنا
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 95)
شارك برأيك
إنهم يقتلون العراق