أقلام وأراء
الأحد 09 يوليو 2023 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس
زيارة وفد اللحنة المركزية لمخيم جنين
الزيارة التي قام بها عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الأخ محمود العالول "أبو جهاد" الى مخيم جنين أمس تعكس الصورة الطبيعية والحقيقية لواقع علاقة شعبنا مع قيادته، وكان يجب أن تتم هذه الزيارة وبالشكل والتوقيت الذي تمت به لتقطع الطريق على كل المغرضين الدخلاء على العمل الوطني يحاولون اقتناص الفرصة لتصدر المشهد وتزوير إرادة الشعب والإساءة لرموزه.
لقد شاهدت كما شاهد غيري ما تم حين توجه وفد فتح للمشاركة في تشييع شهداء مخيم جنين والتشويش الذي تم على الأخ محمود العالون نائب رئيس حركة فتح مما أدى الى عدم اتاحة الفرصة أمامه لمخاطبة الجمهور الحاشد.
صحيح أننا بشر نعتب وننفعل ونغضب ونعبر عن انفعالنا وغضبنا وكما يقول المثل" بقدر العشم يكون العتب". ولكن الذي حدث لم يقتصر على التعبير عن الغضب والعتب، وإنما استُغل وخاصة من قبل بعض "مناضلين" وسائل التواصل الاجتماعي الغائبين تماما عن ساحة وميادين الفعل والنضال الحقيقي، للمزاودة على فتح وعلى السلطة ومهاجمتها بشكل سيء.
ولا شك بأن قيام وفد فتح مرة أخرى بزيارة المخيم واستقباله من قبل قيادات وكوادر المخيم بشكل لائق أعاد وضع الأمور في سياقها الحقيقي ونصابها الصحيح، ويجب البناء عليه في ترسيخ قواعد الثقة بين قواعد المقاومة والقيادة، حتى في غياب رؤية مشتركة لكيفية التعامل مع الاحتلال.
الشعب غير ملزم بقواعد أي بروتوكول أو مذكرات أو بروتوكولات تفاهم، والشعب من حقه أن يعبر عن رفضه للاحتلال بالطرق التي يراها مناسبة والوسائل التي تكون في متناول يده، وعلى القيادة الرسمية أن تترك للشعب الهامش الذي يستطيع من خلاله ممارسة حقه المشروع في رفض ومقاومة الاحتلال.
من أقوال آبائنا المأثورة " قوم بلا جُهال ضاعت حقوقها". ومن شاهد أو حضر الجاهات والعطوات في كثير من الحالات يذكر أن كبار القبيلة كانوا دائما يميلون لقبول العطوة والتهدئة ويتظاهرون بالمرونة والاستعداد للتنازل، وكان الشباب دائما هم المتمردون الذين يرفضون التفريط والتنازل ويصرون على أخذ حقهم بالكامل، وكان كبار القبيلة يتظاهرون بأنهم غير راضين من الشباب ولكنهم كانوا راضين عنهم في قرارة أنفسهم، لأن وقفة الشباب ورفضهم القبول بأية شروط تحملها الجاهة لا تلبي مطالبهم، هي التي تسند ظهر الكبار العُقال وتعينهم على الإصرار على الشروط التي يطالب بها الشباب.
كان الكبار يتذرعون بأن هؤلاء الشباب هم "جُهال" - أي لا تنطبق عليهم نواميس الكبار- ويلتمسون لهم العذر بأنهم "جُهال"، ولكن حقيقة الأمر هي أن هؤلاء "الجهال" هم الوحيدون القادرون على حماية حقوق القبيلة ومن هنا قالوا " قوم ٌ بلا جهال ضاعت حقوقها".
لقد قال المتحدث باسم كتيبة جنين بأن "بواريدنا" ليست مسيسة لصالح أحد ولكننا متحدون في الهدف وهو مقاومة الاحتلال. ويا حبذا لو أدرك القائمون على الشأن الرسمي أهمية الفصل بين عقلانية الكبار وجهالة الشباب وأقروا بأن جهالة الشباب هي وحدها التي تعينهم على الوقوف أمام الضغوط الخارجية التي تمارس عليهم، وأنه إن لم تُلبّ مطالب الشباب فإن أحدا ً لن يستطيع اسكاتهم.
ومع كل ما سبق لا بد من الإشارة الى أن هناك حملة تحريض ضد السلطة الوطنية الفلسطينية واتهامات لها بالفشل والعجز والتخلي عن المقاومة والمطالبة بحلها.
ولا شك بأن مثل هذه الحملة هي حملة ساذجة عاطفية في جزء منها ومغرضة معادية لحقوق شعبنا في الجزء الآخر.
ساذجة وعاطفية، لأن من يتحدثون من هذا المنطلق لا يأخذون بالحسبان بأننا جزء من المنظومة العالمية والإقليمية وأن كل من يتحدث عن الشرعية الدولية أو يطالب بملاحقة ومحاكمة إسرائيل في المحافل الجنائية والسياسية الدولية يجب أن يعرف بأن السلطة الفلسطينية ودولة فلسطين المعترف بها دوليا ً هي وحدها المؤهلة للتواصل والوصول الى المرجعيات الدولية لأنها جزء من الشرعية الدولية، وأن أي تنظيم فلسطيني غير معترف به دوليا ً ومصنف بأنه إرهابي لا يستطيع الوصول للمحافل الدولية التي تصل اليها دولة فلسطين، وأن السلطة هي انجاز وطني يجب التمسك به وتطويره والبناء عليه وليس هدمه.
وأما الجزء الآخر المغرض والمعادي لحقوق شعبنا في انتقاده للسلطة ومطالبته بحلها فهو الجزء الذي لا يملك بديلا ً وطنيا، ويندرج في اطار الحملة المسعورة التي يشنها اليمين الفاشي في إسرائيل ضد السلطة وضد الدولة الفلسطينية لأن بقاء أي شخصية وطنية اعتبارية فلسطينية يُشكل عائقا ً وتهديدا ً للمخطط الصهيوني القائم على طمس وجود الشعب الفلسطيني تمهيدا ً لتصفية حقوقه وقضيته.
وأخيرا، لا بد قبل انهاء هذه العجالة من توجيه التحية للمناضلين الشرفاء في مخيم جنين وفي كل بقعة على امتداد ساحة هذا الوطن، والتحية والمجد لأرواح الشهداء، وتمنياتنا بالتعافي السريع لكل المصابين والجرحى.
ولنتفق على أمر واحد وهو أن استمرار وجود الاحتلال هو المصدر الوحيد للعنف والقتل وأن السلام الحقيقي لن يكون ممكنا إلا بزوال الاحتلال وتحقيق الأمن والكرامة والحرية لشعبنا اسوة بكل شعوب المنطقة والعالم.
[email protected]
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
زيارة وفد اللحنة المركزية لمخيم جنين