أقلام وأراء

السّبت 08 يوليو 2023 9:48 صباحًا - بتوقيت القدس

دفنوا أمواتهم وواصلوا المسير

استمرار  سياسة الاستفراد التي تنتهجها أجهزة المستعمرة وجيشها في التعامل مع الفلسطينيين: يومي 3 و4 تموز الجاري، جندت قدرات لواء من العسكر والمعدات المتطورة والطائرات المسيرة، في اقتحام مخيم جنين، بعملية غير مسبوقة بهذا الحجم، منذ عملية السور الواقي التي قادها شارون في شهر آذار 2002، حينما اجتاح المدن الفلسطينية وأعاد احتلالها، التي سبق وأن انحسرت عنها قوات الاحتلال على اثر اتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل عام 1993، ورداً على مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية، وتم قبولها وإطلاقها في قمة بيروت يوم 28 آذار 2002.


دمرت قوات المستعمرة جزءاً كبيراً من بيوت المخيم وشوارعه متعمدة، لإظهار "العين الحمرا" لطرفي المعادلة، لطرفي الصدام والصراع، للفلسطينيين كما للإسرائيليين : للاستدلال على أنهم حكومة مميزة قادرة متمكنة،تتصرف على أن أرض الضفة الفلسطينية هي "يهودا والسامرة"، أي جزءاً من خارطة المستعمرة، ولا أمل مُرتجى، ولا مجال لتغيير صفتها، والعمل على جعلها طاردة لأهلها وشعبها لصالح المستوطنين المستعمرين الأجانب، وكتلهم الحزبية البرلمانية المتطرفة سياسياً ودينياً، بهدف إلغاء اي رهان لقيام دولة فلسطينية وفق حل الدولتين، أي أن همجية حملتها ضد المخيم رسالة للطرفين، لطمأنة الاسرائيليين وبث الرعب في الفلسطينيين.


شهداء مخيم جنين، أكبرهم محمد مهند الشامي وله 23 عاماً، وأصغرهم مجدي يونس عرعراوي وله 17 عاماً، وأكثر من 120 جريحاً، و20 منهم إصابات خطيرة، بما يؤكد أن القتل والتدمير وبث الرعب والخراب، سياسة منهجية متعمدة لسلوك وأداء وإجراءات جيش الاحتلال وأجهزته.


يوم امس، الجمعة صباح 7 تموز، تم اقتحام مدينة نابلس من قبل قوات الاحتلال، أدى الى استشهاد شابين وعدة إصابات وتدمير ممتلكات، وهكذا تتواصل المواجهة بين أطراف المشروعين المتصادمين منذ عشرات السنين، بشكل متقطع متصل بمظاهر وأدوات وأحداث متفرقة بين: 1- المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، 2- و
في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي العبري الإسرائيلي اليهودي الصهيوني.


أمهات الفلسطينيين ولادة، معطاءة، منجبة، لا تبخل بالولادة، مصحوبة بالوعي، والاستعداد للتضحية، مغمسة بماء الورد والفرح والأمل أن المستقبل، أن الغد، أن الإشراق سيكون لشعب فلسطين وأهلها العرب : من المسلمين والمسيحيين والدروز، وبعضاً من اليهود الكارهين الرافضين المعادين للاستعمار والاحتلال والصهيونية لأراضي فلسطين.


سلطة الاحتلال تسعى عبر عملياتها المتقطعة التدريجية، وممارسة سياسة الاستفراد للمدن والفصائل والمواقع والأحياء تحقيق غرضين يسهما في تعزيز أمنها واستمرارية احتلالها وبرنامجها التوسعي:


أولاً: تصفية وقتل المقاومين ومنع تمددهم والحيلولة دون أن يكون لهم نفوذ وحضور وسلطة، وهذا ما يُفسر عمليات القتل والتصفية للشباب وهم في بداية تطوعهم الكفاحي والانخراط في العمل المقاوم.


أما الثاني فهو تجفيف الحاضنة الاجتماعية الإنسانية الولادة من أمهات المقاومين، وجعلهم في حال الخصومة للعمل المقاوم طالما أن أولادهم يتعرضون للقتل وهم شباب، وبيوتهم للنسف والتدمير، وإرباك حياتهم واستقرارهم بعد تفجير البيت، على أثر جهد أولادهم ومقاومتهم ضد الاحتلال ومظاهر المستعمرة.

دلالات

شارك برأيك

دفنوا أمواتهم وواصلوا المسير

المزيد في أقلام وأراء

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 229)

القدس حالة الطقس