أقلام وأراء

الخميس 06 يوليو 2023 9:13 صباحًا - بتوقيت القدس

التزام حماس بضبط النفس كسلطة حاكمة في قطاع غزة يمنح المواطنين فرصة للعيش الآمن والهادئ ..

  بعد العدوان الاسرائيلي على مخيم جنين والارتباط العضوي بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق والتجمعات ووحدة الساحات ظهرت على الملأ تصريحات من قياديي حركة الجهاد الاسلامي بان الذراع العسكري للحركة سيطلق الصواريخ من غزة ليفرض معادلة صعبة على الاحتلال لثنيه على الانسحاب من جنين ووقف عدوانه ، لكن هذه الصواريخ لم تأت في الوقت المحدد ولم ينفذ التهديد على ارض الواقع وما الصواريخ الخمسة التي اطلقت فجر الاربعاء الا محاولة فقط لاثبات الوجود وردت عليها اسرائيل بقصف محدود لمنع الانجرار الى مواجهة جديدة .. 


لقراءة الواقع في قطاع غزة يجدر بنا التوقف عند مسألة مهمة جدا تتعلق بحركة حماس وقيادتها في الداخل والخارج حيث اصبح واضحا ان لهذه الحركة اهدافا اخرى تحرص من خلالها على تفويت الفرصة على الاحتلال من خلال سياسة ضبط النفس المتواصلة التي تلتزم بموجبها حماس بعدم الانجرار الى معارك وحروب وصراعات من شأنها ان تجلب الدمار فقط ونتائج كارثية على قطاع غزة ومواطنيه وعليه التزمت حماس خلال   العدوان الاخير على قطاع غزة واستهداف حركة الجهاد الاسلامي واغتيال عدد كبير من قادتها بعدم الرد وها هي تكرر نفس الموقف خلال العدوان على مخيم جنين ، كما انها ( اي حماس) لم تكتف بعدم الرد وانما لم تسمح لباقي الفصائل والحركات في القطاع بالرد على عدوان الاحتلال وهي بذلك ترسخ قوتها كسلطة حاكمة للقطاع وتفرض معادلة جديدة من الهدوء والاستقرار ستجلب مستقبلا عيشا آمنا لمواطني القطاع حتى وان لم يحصلوا على فرص عمل وضلوا تحت خط الفقر الا انهم يكسبون بذلك الابتعاد عن القتل والاستشهاد وتدمير البنية التحتية وشبكات الكهرباء والماء  والاتصالات والانترنت ..


اصبح واضحا ان هناك مصالح عديدة لحركة  حماس في مواصلتها سياسة ضبط النفس والهدوء وانها عدلت بنودا مهمة من برنامجها السياسي لصالح توفير الاستقرار في قطاع غزة الجريح ورغم ان مصالحها الشخصية وحرصها على الحصول على اموال طائلة من الدعم الخارجي الا ان هناك معادلة مهمة تستند اليها بتجنيب القطاع ويلات الدمار والخراب …


رغم التصعيد الاسرائيلي المتواصل بحق اهلنا في الضفة الغربية والقدس وانتهاك حرمة المسجد الاقصى المبارك باستمرار الا ان حماس تستمر بسياستها الجديدة في ضبط النفس ورغم ذلك هي تصر على عدم التفاوض مع اسرائيل على هدنة طويلة الامد بسبب استمرار سياسات اسرائيل العدوانية ، لان  هذه الهدنة ان تمت يشترط ان تكون  هناك عوامل لضمان استدامتها لوقت طويل واهمها منح القطاع مشاريع وفرص حيوية للانطلاق نحو الحياة الكريمة وخصوصا فتح المعابر واقامة مطار والسماح بحرية الحركة وتزويد القطاع بالكهرباء والماء على مدار الساعة اضافة لوقف سياسة الاعتداء الممنهجة في الضفة الغربية والقدس وهذه الامور حتى اللحظة لا يمكن لاسرائيل ان تلتزم بها وبالتالي فان تكتيك  حماس وحتى الجهاد افضى الى عدم التعهد بالتزام بهدنة طويلة الامد خلال اجتماعات القاهرة الاخيرة في حزيران الماضي وبدلا من ذلك ركزت حماس على مشاريع التبادل التجاري والاقتصادي مع مصر في محاولة لتحرير سكان القطاع تدريجيا من الحالة المعيشية الصعبة التي يرزح بسببها حوالي مليوني مواطن تحت خط الفقر …


وتقول حماس ردا على المحاولات العربية والدولية المستمرة لمنع اي تصعيد جديد في المنطقة ان شعبنا الفلسطيني لا زال تحت الاحتلال وبالتالي من حقه الدفاع عن ارضه ووطنه ومن هنا فحق المقاومة بالرد على العدوان الاسرائيلي يعتبر مشروعا وهذه النقطة الجوهرية بالذات هي التي تستند اليها حماس خلال ما جرى من اعتداءات منذ مطلع العام الماضي ورغم ان التصريحات الصادرة عن قيادة الحركة بهذا الخصوص الا اننا اصبحنا نلمس بشكل واضح ان الرد في هذه المرحلة ومؤقتا لن يتم لان لحركة حملس اهداف اخرى ضرورية اهمها عدم السماح للاحتلال بجر المنطقة الى دوامة عنف جديدة تكون نتائج حربها على القطاع مدمرة وكارثية ..


هذا التوجه لحركة حماس يلقى قبولا وترحيبا دوليا وعربيا ولكن مقابل ذلك لم تتحقق على ارض الواقع اية نتائج عملية لدفع الحياة الى طبيعتها في غزة وبالتالي فان الموقف العربي والدولي يجب ان يكون ضاغطا بشكل اكبر على اسرائيل لتلبية مطالب الغزيين من جهة وعدم الاكتفاء بالتصريحات والادانات فقط من الجهة الاخرى فالمطلوب حاليا هو التقدم خطوات الى الامام لمكافأة قطاع غزة مقابل الهدوء والاستقرار الذي يوفره حيث يحرص سكان القطاع على الاستقرار والسلام بعد معاناتهم الطويلة من الحروب والصراعات وهو ما من شأنه ان يوفر لحماس فرصة تساعد في خلق بيئة جديدة للتعايش السلمي …


هل تدرك اسرائيل جيدا ان سياسة ضبط النفس التي تقوم بها حماس مفيدة ومهمة في هذه المرحلة للبناء عليها لتحقيق فرص من شأنها ان تجلب  الهدوء والاستقرار وهل تدرك المنظومة الدولية والعربية المبادرة لفرض معادلات جديدة بعيدة عن الحروب بفضل سياسة حماس الجديدة انه آن أوان الانطلاق لتحقيق طموحات وآمال الغزيين ام ان الصورة ستتغير وفقا لاهواء وسياسات اسرائيل التي تسعى من خلالها لابقاء القطاع يئن تحت وطأة الحصار الذي لا يجلب معه سوى التجويع والتركيع ومزيد من الازمات لمواطني غزة الابرياء ؟

دلالات

شارك برأيك

التزام حماس بضبط النفس كسلطة حاكمة في قطاع غزة يمنح المواطنين فرصة للعيش الآمن والهادئ ..

المزيد في أقلام وأراء

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 223)

القدس حالة الطقس