أقلام وأراء

السّبت 24 يونيو 2023 10:14 صباحًا - بتوقيت القدس

الشعب الفلسطيني بحاجة الى حماية دولية وليس خطابات نارية

لم تجف بعد دماء الشهداء في جنين ومخيمها وفي بلدة ترمسعيا التي اجتاحها المستوطنون قبل ايام بحماية قوات الاحتلال ، ليقوم المتطرف ايتمار بن غفير وزير ما يسمى ب"الامن القومي" في حكومة نتنياهو باقتحام جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس امس، ويعلنها لمئات المستوطنين الذين احتشدوا من حوله بأعلى الصوت "أنا أمنحكم دعما كاملا ومطلقا لكني أريد أكثر بكثير من المستوطنة هنا، وينبغي أن تكون هنا مستوطنة كاملة، وليس هنا فقط، وإنما في جميع التلال من حولنا".


لم يقم هذا المتطرف، بتلك الخطوة الاستفزازية عبثا ، وانما جاءت بعد ان وافق نتنياهو على شرعنة "بؤرة افيتار" المقامة على الجبل المذكور في اعقاب خضوعه لمطالب اركان حكومته المتطرفة وفي مقدمتهم الوزيرين بن غفير وسموتريتش وزمرة المتدينين الحاقدين الذين يعتبرون الضفة الغربية اهم من تل ابيب من ناحية دينية .


وقد ترافق هذا الاقتحام المشؤوم، مع سلسلة هجمات شنها المستوطنون امس، على ابناء شعبنا في مختلف المحافظات، وايضا بحماية قوات الجيش التي شاركتهم اطلاق الرصاص والغاز السام باتجاه المواطنين العزل الذين يدافعون عن مقدراتهم بالوسيلة الوحيدة التي يمتلكونها وهي "الحجر" المحصن بالارادة الشعبية العارمة الرافضة لاستمرار الاحتلال بكل اشكاله والتعايش معه ومع مئات آلاف المستوطنين الذين تغص بهم الضفة الغربية، لتصبح حاضنة لدولتين الاولى فلسطينية مجزوءة ومنقوصة السيادة ومحاصرة، والثانية قوية ومنيعة ومدعومة بالمال والسلاح. والهدف من ذلك كله دفعنا الى الهجرة او البقاء في دوامة العنف والقتل، وذلك لأن اسرائيل ترفض التعايش مع الشعب الفلسطيني بل وترفض وجوده في الأصل، وتقول للمجتمع الدولي وبخطوات عملية على الارض " لا لحل الدولتين".


ان الشعب الفلسطيني الذي لا يمتلك السلاح النووي او الدبابات والطائرات القتالية ، لن يرفع راية بيضاء ولن يستسلم امام آلة القتل والبطش الاسرائيلية، بل على العكس من ذلك فإنه شعب ولاد ويخرج من بينه يوميا اجيال سقط الرهان الاسرائيلي عليها بأنها ستنسى بعد موت الاجداد، وسوف تفرط وتقبل بالامر الواقع ، وهو مايؤكد ايضا ان المقولة الاسرائيلية القديمة ان الشعب الفلسطيني هو "غبار الارض" هي مقولة بائسة وبددتها البسالة الفلسطينية على الارض وما مخيم جنين الا العنوان الابرز والنموذج الحي على ما نقول .


امام هذا الواقع الصعب الذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني يوميا دما طاهرا من اجساد ابنائه الغضة، لا بد من موقف دولي واضح وصريح ازاء ما تقوم به اسرائيل التي تحكمها عصابات المستوطنين، من عدوان يومي سواء من قبل الجيش الذي عاد الى سياسة الاغتيالات بطائراته المسيرة والتي توقفت بعد انتهاء انتفاضة الاقصى، او من قبل عصابات المستوطنين التي انفلتت من عقالها وباتت تمارس عربدتها على رؤوس الاشهاد لتظهر حقدا دفينا على شعبنا الذي حتما لن يقف مكتوف الايدي وسيدافع عن نفسه بكل ما يمتلك من ارادة صمود وبقاء على ارض وطنه المسلوب.


ان المطلوب من الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي عامة، توفير حماية دولية لشعبنا فورا ودون تردد، وكذلك مواقف واضحة وصريحة توقف شلال الدم النازف وتضع حدا للاستيطان الزاحف الذي يلتهم الارض ويمنع اقامة دولة مستقلة وذات سيادة، فهذه الحكومة التي لا تمتلك سوى مشروع "الدم" ، لا يمكن لها ان ترتدع الا اذا قال العالم كلمته" كفى للاحتلال ومن حق الشعب الفلسطيني ان يعيش حرا ومستقلا كبقية شعوب العالم في كنف دولة كاملة السيادة تقام على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧ وعاصمتها القدس" . ومن هنا نؤكد ان الخطابات والشعارات لا تفيد الشعب الفلسطيني بشيء بقدر ما هو بحاجة الى اتخاذ خطوات عملية ملموسة على الارض توفر له الحماية وترفع عنه يد الاحتلال ومستوطنيه الثقيلة .

دلالات

شارك برأيك

الشعب الفلسطيني بحاجة الى حماية دولية وليس خطابات نارية

المزيد في أقلام وأراء

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 214)

القدس حالة الطقس