أقلام وأراء
الأحد 18 يونيو 2023 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس
ضمان أمريكا الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي النوعي
في الوقت الذي يعبر فيه المعارضين لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويحذر مسؤولين أمنيين والمحللين العسكريين من احتمال قرب التوصل لتفاهمات بين ايران والولايات المتحدة الامريكية، حول البرنامج النووي الايراني.
واتهام نتنياهو بانه المسؤول عن تخريب العلاقة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وما يمثل ذلك من اخطار استراتيجية على إسرائيل، والادعاء انه لم يعد هناك أي رافعة لإسرائيل للضغط على الرئيس الامريكي جو بايدن وادارته حول التقدم في التفاهمات. وذلك بسبب العلاقة الباردة بين إدارة بايدن وإدارة نتنياهو والقطيعة على مستوى القيادة التي تؤثر بشكل أكبر على قدرة إسرائيل في التأثير على الاتفاقية وإبراز المصالح الإسرائيلية. وأنه في الوضع الراهن، إسرائيل غير مؤثرة على الاتفاقية التي تتم صياغتها ووضع بنودها.
وبينما النظام السياسي في إسرائيل منشغل في الازمة السياسية الداخلية، تجري تحولات في البيئة الاستراتيجية وتطورات مهمة في اهم الموضوعات التي حددها نتنياهو لنفسه ولمصلحة إسرائيل وأنها الأهم: وهما الموضوع الإيراني والتطبيع مع السعودية.
وما يجري من تحولات وانفراجات في المنطقة العربية، واعتبار ذلك فشل لسياسة إسرائيل الخارجية في المنطقة العربية، والتطورات وتوطيد العلاقات السعودية الايرانية، وكذلك عودة سوريا لجامعة الدول العربية ودعوة الرئيس بشار الأسد لزيارة الرياض بعد عقد من الزمان، بعد أن استثمرت نحو 6 مليارات دولار في "خطة بندر" للقضاء على نظام الأسد ودعم المعارضة. وعودة السفير المصري إلى دمشق. والتطور في العلاقة بين وإيران ومصر، اللتان تدرسان رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية.
و أن وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكين الذي زار السعودية لم يقوم بزيارة إسرائيل. وان الادارة الامريكية لم تدعو نتنياهو إلى زيارة واشنطن، ووزير الدفاع الأمريكي اوستن التقي وزير الامن الإسرائيلي يؤاف جالانت في السفارة الأمريكية في العاصمة البلجيكية.
ومع تسارع الاخبار عن قرب التوصل لاتفاق والقلق في إسرائيل والخشية من رفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على ايران، واعادة الأصول الإيرانية المجمدة والبالغة نحو 20 مليار دولار. والمتوقّع الإفراج عنها في المرحلة الأولى مقابل تجميد تخصيب اليورانيوم، وان تحرير هذه المبالغ ستؤدي إلى تحرير ميزانيات إيرانية إضافية لتمويل السلاح والوسائل القتالية لحزب الله وحماس والمنظّمات الأخرى في المنطقة.
وفي ظل هذه الإدعاءات الاسرائيلية، وكأن أمريكا تخلت عن إسرائيل البنت المدللة لأمريكا التي تحاول منذ فترة وتمارس ضغوط على السعودية لتطبيع العلاقة مع إسرائيل من خلال عقد صفقة، والمقولة التي يرددها بعض المحللين الاسرائيليين أن (الطريق من القدس الى الرياض يمر عبر واشنطن).
وأن قائمة المطالب السعودية الطموحة، من أمريكا تقديم ضمانات أمنية للسعودية ضد تهديدات إيران، واتفاقية تجارة حرة، وأسلحة متطورة وبيعها طائرات(F-35) بدون قيود، والمساعدة في برنامج نووي مدني ضمن المعايير المعتمدة لإيران.
بالإضافة إلى ذلك، من أجل تعزيز التطبيع مع إسرائيل، ضرورة احداث تقدماً سياسياً على الساحة الفلسطينية.
هناك مصالح للولايات المتحدة، وهي مهتمة بانخفاض أسعار النفط، وايضا الاستعداد لعام الانتخابات، وأيضا تهدئة حماس المملكة العربية السعودية ودول الخليج في العلاقة مع الصين وتدخلها المتزايد في المنطقة.
إسرائيل ليست بحاجة إلى نفوذ في الكونجرس، لضمان عرقلة التفاهمات المحتملة بين ايران والولايات المتحدة الأكثر التزاماً بأن تبقى اسرائيل متفوقة على جاراتها، بفضل الاتفاق معها فهي تمتلك افضل الاسلحة الجوية في العالم، ولديها (القبة الحديدية) ونظام حيتس الدفاعي، والحماية والدعم السياسي والمالي غير المحدود ويقدر سنوياً بنحو 4 مليارات دولار، وغيرها من المساعدات، ولديها تخمة من الأسلحة المتطورة التي تمكنها من البقاء متفوقة في محيطها.
والتفاهمات المحتملة هي جزء من القرار الأميركي بالالتزام ببقاء اسرائيل وامنها، وازدهارها هو بفضل أمريكا والاجهزة والوسائل التي توفرها لإسرائيل، وتمكنها من العيش في منطقة لم تكن في أي يوم من الايام لها. تعود الاسرائيليين أن الالتزام الامريكي أمر مفروغ منه، وأنه ليس من حق أي دولة بالتسلح العسكري والنووي، وأن هذا حق حصري لها، حتى المطلب السعودي بالتسلح العسكري النوعي والنووي المدني اضافة للايراني، قد ينهي التفوق الاسرائيلي في الشرق الاوسط.
لذا هي تعتبر الانفراجات في المنطقة العربية، تهديد استراتيجي لها وتفوقها النوعي، وأن المطالب السعودية ليس من حقها الحصول علي الصواريخ الجديدة، والطائرات والاسلحة النوعية، هي وغيرها من الدول العربية. فهذا يعتبر تهديد لمكانة اسرائيل الاقليمية الخاصة والتي عملت على تثبيتها خلال عقود.
وسواء نجحت الانفراجات او لم تنجح في المنطقة العربية، ستظل إسرائيل بحاجة اكثر من أي وقت للمساعدة الأميركية الشاملة، من أجل الدفاع بقائها، وهي غير مستعدة لتقديم تنازلات للسعودية تتعلق بجوهر الأمن القومي الإسرائيلي، والانتشار النووي في المنطقة العربية.
إضافة إلى التنكر للحقوق الفلسطينية، وسواء كانت الحكومة اليمينية الكاملة الحالية، أو غيرها من الحكومات اللاحقة، وتقديم أي تنازلات من أجل خاطر السعودية، بشأن القضية الفلسطينية.
تدرك إسرائيل خطورة التغيير في الواقع الاستراتيجي، وانها بدون الولايات المتحدة لا تستطع الاستمرار بتفوقها النوعي.
هل سينتج عن الانفراجات في المنطقة العربية احداث تغيرات استراتيجية، وفهم امريكا واستمرار ضمان تفوق إسرائيل النوعي، وطبيعتها العدوانية الاستعمارية التي تبحث عن مصالحها على حساب المصالح العربية، والمضي قدما في المصالحات العربية؟
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
"العمل": صرف دفعة مالية جديدة لمساعدة عمال غزة المتواجدين في الضفة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
ضمان أمريكا الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي النوعي