أقلام وأراء

الجمعة 26 مايو 2023 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس

استفزازات المستوطنين في القدس إلى متى؟

بعد انتهاء مسيرة الإعلام في القدس شهدت المدينة موجة من المسيرات انطلقت في عدة احياء من المدينة، ولكن من الواضح ان كامل القدس أصبحت تحت سيطرة دولة الكيان وهذا ما شهدناه اثناء مسيرة الرقص بالإعلام قبل بضعة ايام ، هذا ويشهد المسجد الأقصى يومياً العديد من الاقتحامات، وأداء صلواتٍ تلموديةٍ جماعيةٍ ، ونتيجة هذه السياسات الإسرائيلية في القدس أدت إلى استهداف كل مكوناتها الحياتية وزيادة تهويدها، فضلا عن مصادرة بيوت الفلسطينيين وتهويدها، مما زاد من نسبة البطالة والفقر، فخطة الاحتلال ترمي إلى تهجير المقدسيين من خلال حملات الاعتقالات وابعادهم عن المدينة، بحجج كاذبة، كما تبذل حكومة الاحتلال قصارى جهدها لإغراق المدينة المقدسة وما حولها بالمخدرات، من اجل افساد فئة الشاب، لكن لم تنجح في هذا المخطط الخبيث فسرعان ما كانت الجمعيات المقدسية والاندية لها في المرصاد مما ادى لإفشال هذا المخطط، فهذا كله يأتي كمقدمة للسيطرة على المسجد الأقصى وما حوله.


فاقتحام إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى صباح الاحد الهدف منه هو لتشيع انصار اليمين لزيادة وتيرة الاقتحامات لساحاته وفرض امر واقع هناك ، وهذا ما تسعى اليه هذه الحركات المتطرفة من اجل التقسيم المكاني والزماني، كما تخطط حكومة الاحتلال إلى تزوير الحقائق والتاريخ للمدينة المقدسة، وذلك بقيامها باستبدال اسماء الشوارع والاحياء والمعالم الإسلامية باسماء توراتية، وقد شرع الاحتلال في تنفيذ مشروع الحوض المقدس ويشمل عشرات المزارات السياحية والأثرية، وهذا ما يقوم به الاحتلال بكل مكوناته اليسارية واليمينية العلمانية واليمينية المتطرفة.


ونجد في الإعلام الصهيوني مدى تأثيره على التسويق لتهويد القدس، ولا تخلو الماكنة الإعلامية عندهم من تغذية هذا التوجه لقلب الحقائق في القدس وما حولها بالاستشهاد بنصوص توراتية محرفة، فهذا المكون الصهيوني بكل اطيافه يسير في نهج واحد وهو تغيير طابع المدينة الإسلامي والعربي، كل يوم نشاهد ونسمع عن حجم المعاناة لسكان المدينة المقدسة واختلاق طرق كثيرة في التضيق عليهم، وهو من باب محو تاريخ المدينة برمته، ولو نظرنا إلى ما قام به الاحتلال منذ سيطرته على الشطر الشرقي من المدينة سوف نجد الكثير من الإجراءات التي اتخذت ضد المكان والسكان معاً، منذ إن تم احتلال القدس والعالم في سبات، هذا التحدي والتبجح الإسرائيلي حول احقيتهم في القدس ما هو إلا حقد نابع من فكرهم التوراتي المتصلب ،لهذا تصر الحكومة اليمينية الإسرائيلية على تحدي مشاعر العرب والمسلمين والعالم برمته، فهي على ما يبدو ماضية في إعادة جولات من الحرب كرات وكرات، فحسب تصريحات بعض الوزراء في حكومة نتنياهو فإن جولات الصراع وشن حرب أخرى على قطاع غزة ما زالت قائمة، فالهدنة التي أبرمت مؤخرا فهي عبارة عن استراحة مقاتل وهذا الواضح من تصريحات قادة الاحتلال.


إسرائيل وضعت في اجندتها رزمة اهداف منها الطمس الإعلامي وكسب الرأي العام الدولي، عبر تزوير التاريخ، وهو أن الأرض أي ارض إسرائيل على حد زعمهم تعيش في حالة غربة، وإن الشعب يعيش مشتتا في اقطار العالم لهذا الأرض تستمد القداسة من الشعب والعكس صحيح، فمنذ احتلال القدس قامت إسرائيل برسم معالم جديدة لتهويد المدينة والهدف فرض أمر واقع، وإيجاد أوضاع جيوسياسية على الأرض، لهذا وفي ظل وجود عالم يكيل بمكيالين لا يوجد ألية ردع لإسرائيل، فرغم احتجاج العالم على الضربات الجوية التي تعرضت لها غزة في الحرب الأخيرة وإن قصف المدنيين بصواريخ وطائرات مخالف للنظام الدولي، لا تعير له حكومة إسرائيل اليمينية أي اعتبار، ولا شك ان هذه الجولات من الاعتداءات المتكررة على الأقصى وباحاته واجتياح مدن شمال الضفة الغربية والامعان في قتل الفلسطينيين ما هي إلا أسلوب لتهجير الشعب الفلسطيني ، فحسب القناة العبرية "14" يقول نتنياهو لن نلتزم وسوف نعود للاغتيالات وستكون في كل الساحات، ونستشف من هذه التصريحات بأن إسرائيل ماضية في تحقيق خطتها وهي تهويد الأرض الفلسطينية برمتها، والقدس خاصة، وتريد أن تقضي على الفصائل الفلسطينية كمقدمة لتكون الساحة أمامها خالية تماما هذا هو المخطط المكشوف أمامها، ولكن ستبقى القدس عربية إسلامية رغم محاولات الاحتلال تجريدها من ثوبها الأصلي، إنها القدس باسمها العربي الكنعاني وحاراتها وأزقتها التي يفوح منها عبق التاريخ وتهفو لها القلوب والعقول وتنظم لها الأشعار .

دلالات

شارك برأيك

استفزازات المستوطنين في القدس إلى متى؟

المزيد في أقلام وأراء

إلى الشخص الذي يمكن أن يكون الزعيم القادم لفلسطين

غيرشون باسكن

الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: كيف يؤدي انهيار القيم الأخلاقية الغربية إلى تأجيج الإبادة الجماعية

مانويل حساسيان

هزيمة ثانية ستلحق بإسرائيل

حديث القدس

جولة قتالية ثانية بدون أفاق وإنجازات

راسم عبيدات

الأولوية للأمن الوطني الأردني

حمادة فراعنة

السنوار والحزام الناسف

غسان شربل

اسبانيا تدين العدوان على قطاع غزة وتمهد للاعتراف بدولة فلسطين

المحامي علي أبو هلال

قل لي يا عمي ، "هل هذا حلم أم جد"؟

حمدي فراج

إسرائيل بين إخفاق 7 أكتوبر ومأزق الحرب البرية‎

هاني المصري

أهلنا في غزة: سنحيا ونموت هنا ولن نرحل!

جمال زقوت

شعب غزة لن يتخلى عن المقاومة

حديث القدس

أمريكا راس الحية التهجير هو الهدف بلا مواربة

وسام رفيدي

أوقفوا الإبادة الإجرامية

حمادة فراعنة

غزة.. واستئناف التاريخ

عاصم الشيدي- رئيس تحرير جريدة عُمان

كيف ستُغير غزة قواعد اللعبة السياسية العالمية كلها؟

حسن أوريد

يحتاج الاطفال الى وقف اطلاق نار انساني دائم

منير الغول

كيسنجر عربياً

عبد الرحمن الراشد

شعبنا لن يهزم ولا مفر من اقامة دولته

حديث القدس

الخطة الإسرائيلية في غزة

د.دلال صائب عريقات

كلمة واضحة للذين يقرأون

ابراهيم دعيبس

أسعار العملات

الأحد 03 ديسمبر 2023 10:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.05

شراء 4.02

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

هل تستطيع إسرائيل خوض حرب طويلة في غزة؟

%79

%21

(مجموع المصوتين 451)

القدس

()