Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 12 أبريل 2023 11:31 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا يحدث في إسرائيل؟!

مشاهد الاحتجاجات المستمرة في الشارع الإسرائيلي منذ فترة طويلة جداً، والمتواصلة رغم محاولات حكومة بنيامين نتنياهو «تغيير الموضوع»، وتوجيه الرأي العام الإسرائيلي إلى الأخطار المهددة من «الإرهاب الفلسطيني»، أو «إرهاب لبنان» أو «إرهاب سوريا»... هذا الوضع الجديد في إسرائيل يجعل المهتمين بقراءة المشهد الإسرائيلي يولون أهمية للغوص فيه وتحليله لمعرفة حقيقة ما يحدث.


المجتمع الذي تتشكَّل منه إسرائيل هو في الأصل مجتمع استعماري من مهاجرين. فاليوم الصراع لم يعد صراعاً سياسياً بين اليسار واليمين. بل أصبح صراعاً متعدد الطبقات، صراعاً إثنياً عرقياً، طبقياً، وهو بعد أساسي له علاقة بالمشروع التأسيسي الصهيوني.


ومن المهم معرفة أن معسكر المعارضة في إسرائيل اليوم يتشكل من اليهود الغربيين المعروفين باسم الأشكيناز، وهم علمانيون، يطلق عليهم الجماعة المؤسسة للدولة، لأنهم هم من أسّس القوانين والسياسات الأساسية للدولة، وكرسوا فصل السلطات وشكل الدولة وطابعها الرئيسي. ويبقى ضرورة طرح السؤال التالي؛ من مهم في المعسكر المقابل؟ المسمى اليمين الجديد، الذي تمثله الحكومة الإسرائيلية اليوم، فيمكن القول باختصار إنه مكون من الجماعات التي لم تساهم تاريخياً في تأسيس المشروع الصهيوني، وكانت في هامشه أو انضمت إليه لاحقاً، بعد فترة من تاريخ تأسيس إسرائيل عام 1948. وهم أساساً من اليهود الشرقيين المعروفين باسم السفارديم والمزراحيين، وطبقياً ينتمون إلى الطبقات الأقل حظاً وأقل دخلاً في المجتمع الإسرائيلي، ودينياً تعتبر الأكثر تزمتاً والأشد أصولية ومحافظة. ويضاف إليهم يهود الفلاشا الإثيوبيون الذين يشعرون بالاضطهاد والتمييز.


فاليهود الشرقيون لم يكونوا جزءاً من المشروع الصهيوني الأول لتأسيس إسرائيل، ولكنهم أتوا إليها لاحقاً عبر حملات تهجير منظمة ومختلفة من الدول العربية والإسلامية. وكانت إسرائيل وقت تأسيسها مكونة من اليهود الغربيين الأشكيناز بنسبة تزيد عن 95 في المائة من تركيبة السكان، وبالتالي مع اكتمال وصول اليهود الشرقيين السفارديم والمزراحيين، أصبحت دولة إسرائيل عملياً دولة مقسومة بالنصف بين الفريقين، مع عدم إغفال أن هناك فئة أخرى مهمة، وهي «الحريديم» وهو المسمى الذي يطلق على الفئة الدينية الأصولية المتشددة، وهي المجموعة التي كانت ضد مشروع الصهيونية ومشروعها الأساسي، ولكن في اللحظات الأخيرة قبل إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 تم الاتفاق بينها ورئيس الوزراء الإسرائيلي المؤسس بن غوريون على منحهم شكلاً من أشكال الحكم الذاتي، مقابل مشاركتهم وموافقتهم على تأسيس الدولة.


والمجموعة الأخيرة، وهي مهمة وشديدة التأثير، مجموعة المستوطنين، وهي في غاية الأهمية، لأنها هي التي تقود اليمين الجديد. وأهميتها تكمن في كون الصهيونية الدينية تاريخياً مهمشة وضعيفة وصغيرة، ولم تكن متطرفة قومياً، على عكس مجموعة الحريديم. ومجموعة المستوطنين هذه تؤمن بشكل عميق أن الدور الآن حان لأجل تحقيق «خلاص الأرض» لإنجاز وعد الرب بإسرائيل الكبرى بعد إنجاز «خلاص العبد»، ونجاتهم على أرض الميعاد، بعد أن كان اهتمام الطرح الديني كالحفاظ على عادات السبت والذبح المقدس.


التغيرات الديموغرافية العميقة تبقى هي أهم منابع قوة اليمين المتطرف. وهو تحول جذري في «القماشة الإنسانية» في إسرائيل. باختصار، عدد العلمانيين يتناقص بشدة، لأن الحريديم المتشددين ينجبون بأعداد هائلة، والعلمانيون إنجابهم قليل، وهجرتهم من إسرائيل إلى دول الغرب أصبحت لافتةً. العلمانيون الذين شكلوا ذات يوم 95 في المائة من تعداد إسرائيل عند تأسيسها بالكاد يشكلون 45 في المائة من عدد السكان اليوم. وهذا التحول الهائل في «شخصية» الدولة الإسرائيلية يفقدها «التأييد المطلق» من يهود الولايات المتحدة، ويقلل من التأييد التاريخي من قبل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه معظم أعضاء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة.


قد يبدو منطقياً تسليط الضوء خلال هذه المرحلة على بنيامين نتنياهو، وهذا سيكون خطأ، لأنه مجرد سياسي انتهازي حرقت كل أوراقه، والخطأ نفسه قد يرتكب بالتركيز على الشخصية الجدلية، إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، فهو شعبوي، لكن بآيديولوجيا أضعف، ويعتمد على التحريض والعاطفة.


من المهم التركيز على شخصية المرحلة، الذي يقود الحراك المضاد للشارع الإسرائيلي، وهو بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية (تشدد الاستيطان الديني). وهو متدين، قومي، واضح جداً أن الطبقات الضعيفة تمثل عموده الفقري الآيديولوجي، وخلفه حاخامات تقرأ وتنظر وتقدم له آراء التوراة والتلمود.


إسرائيل تتغير بعنف من الداخل ومجتمعها مهدد بمواجهات وجودية. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"

دلالات

شارك برأيك

ماذا يحدث في إسرائيل؟!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل أكثر من سنة

توصيف عميق أستاذ

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)