أقلام وأراء
الأربعاء 29 مارس 2023 11:01 صباحًا - بتوقيت القدس
ليست مجرد خلافات سياسية
بقلم:حمادة فراعنة
ليست مظاهرات الاحتجاج التي تجتاح المستعمرة، واتساع حجم ونوعية المشاركين، ليست لها دوافع سياسية وحسب، أو حصيلة خلاف بين أحزاب الائتلاف وبين أحزاب المعارضة، هي كذلك ولكنها أشمل وأعمق، هي سياسية اجتماعية اقتصادية أيديولوجية أمنية، تعبر عن الحالة المرضية التراكمية المتفاقمة، لدى المستعمرة .
هي صراع بين الإسرائيليين، لا علاقة للفلسطينيين أو العرب أو المسلمين أو المسيحيين بها، إنها تعبير دقيق عن حالة العزلة العبرية الإسرائيلية اليهودية، عن الشعب الفلسطيني الذي يراقب، يتمنى، يتأمل، بعضهم بصمت، وبعضهم بصوت خافت، والبعض الذي يشارك بخجل، ولكن الكل الفلسطيني يتابع الاحتجاجات الإسرائيلية غير المسبوقة ضد بعضه البعض.
الفلسطينيون سواء في مناطق 48، أو مناطق 67، في حالة دهشة، يتابعون الحدث الإسرائيلي، باستغراب، بتخلف، وعدم وعي، بل وبإحساس من الدونية، وكأن المجتمع الإسرائيلي اللقيط، خال من الأمراض، من الصراع، من التفاوت، من التعارضات، ولهذا يقع التردد الفلسطيني في مناطق 48 من خلال الإنكفاء وعدم المشاركة، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، في بلد آخر، وكأن الاحتجاجات لا تعنيهم، ولهذا يراقبونها، حاملين الأمنيات والأمل، أن تُنتج حصيلة جديدة من الوقائع والاستخلاصات والنتائج، لعلها تنعكس عليهم بالمساواة وإنهاء مظاهر الظلم والتمييز الواقع عليهم.
الاحتجاجات الإسرائيلية مدنية غير عنيفة، مثيلة لما تجري في فرنسا، أو غيرها، ولكنها غير مسبوقة بهذا الحجم والنوعية والاتساع لتشمل قطاعات مهنية، لم يكن لأحد مهما وصلت قدراته في القراءة والفهم أن يصل في استنتاجاته، إلى ما وصلت إليه الاحتجاجات الإسرائيلية، بمعايير مختلفة، ولكنها تحمل نفس مضمون الاحتجاج والرفض لثلاثة رموز: 1- لنتنياهو شخصياً وسلوكه وإجراءاته بسبب دوافعه الأنانية الضيقة، 2- ضد الائتلاف القائم بين الليكود والأحزاب الدينية المتشددة، والسياسية المتطرفة، 3- ضد تجمع كتلة الصهيونية الدينية وقيادتها سموترتش وبن غفير.
عنوان الصراع الذي إنفجر بين الإسرائيليين هو: 1- صراع بين المتدينين والعلمانيين، 2- بين الاشكناز الغربيين وبين السفراديم الشرقيين، 3- بين اليمين السياسي المتوسط أو المعتدل نسبياً وبين اليمين السياسي المتطرف، وهو لم ينفجر إلا حصيلة تراجع عناوين الصراع الوطني القومي بين العرب: مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق في مواجهة المستعمرة، وتراجع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأدواته وعناوينه، باستثناء حالات فردية إبداعية من التضحية والفعل، ولكن هذا الصراع مُقيد بالتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، والتهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب، وغير ذلك مجرد مفردات ثورجية، طق حكي، ورغبات غير مسنودة بالفعل الكفاحي، إضافة إلى عوامل التطبيع بين العواصم العربية مع المستعمرة، جعلت حالة الاعتراف والتطبيع هي العنوان السياسي الأبرز بديلاً لمفاهيم الصراع العربي الإسرائيلي، وأدواته وأفعاله.
لن تكون المستعمرة، كما كانت، قبل نتائج انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، وقبل إنفجار الاحتجاجات للأسبوع الثالث عشر على التوالي، لذا ننتظر، نراقب، لنرى حجم المتغيرات ونتائجها وإلى أين ستصل، طالما أن هنالك فشل استراتيجي وقعت فيه المستعمرة، يتمثل بالإخفاق في طرد وتشريد ونفي كل الشعب الفلسطيني من وطنه، وبقاء سبعة ملايين عربي فلسطيني على كامل خارطة بلادهم، سيكون لهم شأن آخر، مهما طال الوقت في مواصلة الاحتلال والتوسع والاستيطان والتمييز العنصري.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الرئاسة تحذر من مخاطر التشريع الإسرائيلي الذي يمس بالأونروا
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
ليست مجرد خلافات سياسية