أقلام وأراء
الجمعة 24 مارس 2023 11:07 صباحًا - بتوقيت القدس
زورق نتنياهو يرتطم بالصخور!
تعّود بنيامين نتنياهو الإبحار في مياه هادئة. ومنذ أول مرة صار فيها رئيس وزراء إلى آخر مرة، كان الفوز في معاركه هو القاعدة، والخسارة هي الاستثناء، وعلى الرغم من أن فوزه أو خسارته كانا بأصوات قليلة، فإنه بعد أن يتسلم مهام منصبه يقدم نفسه لإسرائيل والعالم على أنه رئيس وزراء الجميع.
ولم يكن بوسع معارضيه إلا أن يتعاملوا معه على هذا الأساس، انتظاراً لجولة انتخابات جديدة، قد تؤدي إلى الإطاحة به.
ظلت الأمور هكذا على مدى الولايات الخمس، وكل من راقب رحلته السياسية توصل إلى اقتناع بأن الرجل هو الأقوى على مستوى إسرائيل كلها، وهو الملك الساحر على مستوى معسكره، وهو الرجل الذي يُستقبل في عواصم العالم على أنه الجدير بأن توقَّع الاتفاقات معه.
وسبحان مغير الأحوال، ففي فترة قصيرة تحسب بالأسابيع، لم يعد نتنياهو المألوف هو نتنياهو الحالي، ولم تعد المياه الهادئة التي وفرت لزورقه إبحاراً سلساً ومضمون الوصول إلى المحطة التي يريدها هادئة بالفعل. وإذا بربان الزورق يجد نفسه في قلب إعصار لم يسبق أن واجه مثله، ولا حتى ما هو أقل منه بكثير، وفي مجمع صخور صلبة لا قبل لزورقه بتجنب الارتطام بها.
فإذا بالملك الساحر رئيس الوزراء الأطول عهداً حتى من بن غوريون مؤسس الدولة، يضطر إلى الانتقال من بيته الذي يبعد كيلومترات قليلة عن المطار بمروحية شرطة، لاستحالة مرور سيارته من جموع المتظاهرين ضده، ولأول مرة على مدى العمر الطويل في رئاسة الوزراء، يتجمع آلاف أمام سفارات الدول التي يزمع زيارتها، لتوجيه رسالة مفادها: «هذا الرجل لا يمثلنا، فلا تستقبلوه»، ولأول مرة ينحدر من مكانة الملك الساحر إلى مجرد رئيس لتجمعه، ويقال عنه إنه ألعوبة بيد من يملكون القدرة الحقيقية على الإطاحة به من داخل ائتلافه.
حين قدَّم رئيس الدولة إسحاق هيرتسوغ مبادرته بالحل الوسط للأزمة المستمرة والمتصاعدة، وعنوانها التغييرات في القضاء وتقويض الديمقراطية، رفضها نتنياهو بعد دقائق من صدورها، غير أن ما قاله لتبرير رفضه يشير إلى اعتراف مباشر بمكانته المتراجعة في الدولة العبرية؛ حيث قال: «إن مبادرة هيرتسوغ تمثل نصف الشعب الإسرائيلي»، ما يعني أنه لم يعد باستطاعته القول إنه رئيس وزراء إسرائيل كلها!
إن أي رئيس وزراء لا يقتنع بنفسه ولا يُقنع، إلا إذا تم تتويجه في البيت الأبيض، وها هو التتويج التقليدي يتعثر، وهذا أنتج معضلة متعبة للرجل، دفعته إلى الاحتجاج بطريقة تخلو من المهابة والاعتداد، فقد منع وزراء حكومته من زيارة واشنطن قبل أن يزورها هو. ذلك يختلف كثيراً عن زمن سابق، حين كان البيت الأبيض يستعجل زيارته، وحين كان يلقي خطاباً أمام الكونغرس غير آبه بتحفظات البيت الأبيض على تجاوزاته.
السيد نتنياهو توغل في أزمة كبرى، الجديد فيها أنها بجملتها وتفاصيلها من صنع يديه. فما إن استسهل الارتماء في أحضان أقطاب اليمين المتشدد ليصل إلى رئاسة الوزراء، حتى بدأ يدفع ثمن استسهاله من لحم إسرائيل الحي، ذلك أن أقطاب ائتلافه تجاوزوا كثيراً حدود ما كان يستطيع وما لا يستطيع، فها هم يحشرونه في مجمع الصخور وفي لجة الإعصار، فهم لم يعودوا يريدون مجرد امتيازات هو قادر على منحها، ولا مجرد مناصب وموازنات كما كان الأمر عليه سابقاً؛ بل إنهم يريدون تغيير أساسات الدولة وهويتها، على أن يكون هو «البلدوزر» في أمر خطير كهذا.
لقد وصلت الأمور إلى ما هو أبعد بكثير مما كانت تصل إليه الأزمات الكبرى في إسرائيل. لم يعد ما يجري مجرد أزمة داخلية، فها هي تمتد إلى خارج إسرائيل، ليس فقط بفعل التظاهرات التي تستقبل نتنياهو في أي عاصمة يزورها؛ بل في أمر لم يكن ليحدث من قبل، مثلاً:
الاتحاد الأوروبي يناقش الأزمة، ومستقبلو نتنياهو يتحدثون معه في أمرها، وواشنطن لا تكتفي بالضغط الرقيق؛ بل تصعِّد مواقفها وكأن أزمة إسرائيل تندلع في أهم أولوياتها.
كان المخرج المأمول هو ما سيأتي به رئيس الدولة المفترض أنه أحد أهم رموز وحدتها، وحين يتخذ نتنياهو وائتلافه موقفاً ليس متحفظاً عليها؛ بل معادياً، فهذه واحدة من أعتى وأصلب الصخرات التي يرتطم بها زورقه، ولا أحد يعرف حتى اللحظة مصير الزورق وربانه. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"
دلالات
محمد قبل أكثر من سنة
شو بالنسبة للباخرة!
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
غزة والانتخابات الأمريكية
الرئاسة تحذر من مخاطر التشريع الإسرائيلي الذي يمس بالأونروا
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
زورق نتنياهو يرتطم بالصخور!