أقلام وأراء

الإثنين 05 سبتمبر 2022 10:51 صباحًا - بتوقيت القدس

اليمين في إسرائيل هو من يقود الانتخابات

بقلم:فتحي احمد


تشير استطلاعات الراي الإسرائيلية بان هنالك افراط في التفاؤل بشأن مستقبل الامن القومي ‏في المقابل انحدار بشان الديمقراطية اليمين واقصى اليمين حسب تشكل الخارطة الحزبية في ‏إسرائيل يرى بأن الديمقراطية في أوجه قوتها في حين يرى اليسار الصورة مختلفة تماما ‏بالطبع ان للفلسفة السياسية الفضل في خلق قاعدة بنيوية حددت معالم واتجاه الحزب ميلاد ‏اليسار واليمين في إسرائيل رغم الاختلاف البنيوي والتركيبة الفلسفية للحزب نجد ان مسارات ‏الأحزاب لها طابع مختلف عن باقي أحزاب اليمين واليسار حول العالم، لو نظرنا للتكتل الحزبي ‏الإسرائيلي من مكان بعيد نجده مختلف، ولكن لو دققنا وامعنا اكثر عن قرب سوف نجدها ‏بصورها النمطية الأفكار السياسية هي نفسها تصب في اتجاه واحد لكن بقوالب مختلفة بعض ‏الشيء، معظم الإسرائيليين قبلتهم حزبهم الأوحد يحكمهم التصويت بإخلاص في الوضع ‏التفكيكي لتلك الأحزاب، التراكم الطبقي أساس وقاعدة الأحزاب التركيب الأيدولوجي يحمل ‏جينات وراثية بصفات تراكمية بنيوية صلبة فهي تحل في بعضها البعض هذه القاعدة ورغم ‏الاختلاف التركيبي تستمد نهجها من الفكر التوراتي التلمودي وهو حلول الاله في الطبيعة ‏وحلول الشعب والاله والطبيعة معا مثالا وليس حصرا تجد نفسك كمتابع انك امام مشهد هوليود ‏في السينما الامريكية، فالاختلاف هو مشهد يراد به تمثلي والأخر تمثيلي مجازي المبتغى هو ‏الحفاظ على الثوابت، تبقى طريقة كل حزب تختلف أسلوبا ونهجا ولكن اللب الفكري السياسي ‏واحد مثال الطرح اليساري الإسرائيلي حول الدولة الفلسطينية نظريا اقرب ما يكون لوجهة ‏النظر الفلسطينية اما المضمون مختلف يجد المفاوض الفلسطيني امام تكتل حزبي رصين ولكن ‏الطريقة تختلف فثمة وفي اليسار والوسط الحل السياسي وارد مع تكتم توراتي غير معلن وفي ‏اليمين النهج السياسي مغيب نجد ان المعتقد التوراتي هو راس الحربة نلاحظ الخلاف بين ‏فكرتين ديني وسياسي علماني او يساري علني مع تصريحات خجولة مثل بن جوريون أبو ‏العلمانية في إسرائيل وقت تاسيسها قال لا يوجد بيني وبين الدين عداوة وخصام نفهم ان هذا ‏العلماني يهدد بسيف الدين في المقابل لتمرير مشروعه الصهيوني لو عدنا الى الاءات الثلاث لا ‏تفاوض ولا دولة فلسطينية وقدس ولا عودة اللاجئين يتشكل في مخيلتنا ان الاحتلال بأطيافه ‏السياسية يعكف دائما على ان إسرائيل دولة تعيش في وسط تجمع عربي حدوده من الجهات ‏الأربع تكون دول الطوق فعبر تأسيس دولة الاحتلال منذ سبعة عقود ويزيد لاحظنا كيف فلتت ‏إسرائيل من العقال واستطاعت ان تهيمن على الدول العربية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا ‏هنا سؤال يتبادر لأذهان الجميع هل تتجه إسرائيل كلما زاد عمرها الالمزيد من التطرف والإرهاب ؟ لا ‏شك ان عمليات التصفية بزعم مطلوبين امنيين يوجد لها تفسير واحد هو القلق الأمني الذي ‏تعيشه إسرائيل ويزداد يوما بعد يوم نحن امام دولة وضعت كل المعايير الدولية وغيرها على ‏الرف وضربت بعرض الحائط كل مخرجات المؤسسات الدولية، اليوم الوضع السياسي ‏الإسرائيلي يتدحرج بشكل سريع نحو أولا التطبيع مع العرب وهذه الجزرة والعصا بيدها ‏الأخرى لخلخلة بنية التنظيمات السياسية وتقويضها بهذه الصورة نستطيع القول وبعد قراءة ‏استطلاعات الراي في إسرائيل ان نسبة 80% من الناخب اليميني في إسرائيل سيدلي بصوته ‏في الانتخابات القادمة للكنيست يليه التكتل العلماني ما يقارب 70% واليسار 65% التفسير ‏المنطقي لهذا الاستطلاع ان اليمين الإسرائيلي سيكون حاضرا بقوة في الانتخابات وسيصب ‏بقوة للأحزاب اليمينية المتطرفة لاعتبارات توراتية، بعد هذا الاستطلاع نحن امام موجة قديمة ‏جديدة من التعنت وعدم قبول الاخر لا بل ورفضه والمطالبة علنا بترحيله بمعنى مصادرة ‏الأراضي سوف تشهد زيادة ملحوظة وبناء المستوطنات سوف تتوسع كذلك الشارع الإسرائيلي ‏غير منقسم على نفسه فالتوغل الأمني الإسرائيلي في الفترة الأخيرة جعل الإسرائيلي يلح على ‏الامن وهو مطلب فسيولوجي أولا وأخيرا هذا الدهاء السياسي والأمني كون لدى الناخب ‏الإسرائيلي فكرة ان إسرائيل حصونها مهددة من الداخل، الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ‏لشمال الضفة الغربية حسب وصفهم دك معاقل الإرهاب واعلامهم المسموم لعب دورا كبيرا في ‏تحويل انظار الإسرائيليين وحرف بوصلتهم وخصوصا من هم خارج المنظومة الحزبية ‏ليصبحوا اكثر تطرفا من المتطرفين. الشارع الاسرائيلي ليس بن غفير وعناصره صحيح هو ‏عراب اقتحام الأقصى المتكرر فهنالك أصوات كانت تحسب على انها معتدلة قلبتها السياسية ‏الإسرائيلية المتمثلة في اجتياح المدن الفلسطينية لدواعي امنية فاستطاعت القوى الحريدية ان ‏تقيم قاعدة مناصرة لها من أحزاب أخرى وافراد ليس لهم خط سياسي. نخلص الى ان الانتخابات ‏الإسرائيلية القادمة شكلا ولونا المسيطر عليها اليمن ولا تختلف عن سابقتها، يبقى العزوف عن التوجه ‏للانتخابات هو سيد الموقف في الوسط العربي فالناخب العربي لم يجد الامن في المدن العربية ‏في الداخل كما ان تعثر المفاوضات مع الفلسطينيين زادت من حالة الإحباط لديه. ‏

دلالات

شارك برأيك

اليمين في إسرائيل هو من يقود الانتخابات

المزيد في أقلام وأراء

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024م

كريستين حنا نصر

نزع الشرعية عن دور "الأونروا" سابقة خطيرة

حديث القدس

هل بدأ العد العكسي للعدوان؟

هاني المصري

إسرائيل وليس نتنياهو فقط.. من مأزق إلى مأزق

حمدي فراج

غزة والانتخابات الأمريكية

مجدي الشوملي

الهدنة المحتملة بين استمرار الحرب والحصاد السياسي

مروان اميل طوباسي

خيار الصمود والانتصار

حمادة فراعنة

الجامعة العربية.. خرساء صماء

بهاء رحال

قمة جس النبض..

حديث القدس

مبادرات سعودية قيادية وواضحة

حمادة فراعنة

جولة مفاوضات استعراضية

أحمد رفيق عوض

الحل الإقليمي وخطة الجنرالات وإنهاء الحرب

أمجد الأحمد

عبء الكبار على أكتاف الصغار: ماذا فعلت الحرب بأطفال غزة؟

هجمة استعراضية!

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 514)