أقلام وأراء
الجمعة 02 سبتمبر 2022 11:07 صباحًا - بتوقيت القدس
(مطار رامون) المخطط الذي سيسقطه الفلسطينيون
بقلم:مأمون المساد
مضى اسبوع على أول رحلة انطلقت من مطار الكيان الإسرائيلي المحتل للارادة والسيادة والأرض الفلسطينية ( مطار رامون ) ، ووفق مخطط اسرائيلي صهيوني خبيث رمى إلى اصطياد اكبر قدر من الاهداف بحجر واحد ، سادت حالة من الاستياء والاستنكار والاستهجان من تجاوب بعض الفلسطينيين مع الدعوة الإسرائيلية ، فالمخطط بدأ بتضييق الخناق على المسافرين خارج الأراضي الفلسطينية عبر الجسور الأردنية ومعبر رفح مع مصر ، وفرض معاناة نفسية وصحية ومالية على المسافرين الذين يخرجون للعلاج والعمل والدراسة وزيارة الاهل والسياحة عبر تحديد ساعات العمل في المعابر وفرض رسوم مغادرة ، ومزاجية التعامل ، وألقت اسرائيل بالمقابل مغريات البديل الجاهز في مطار رامون الذي دشن عام 2019.
أهداف الكيان الإسرائيلي المحتل ومن خلال المخطط الذي رسم لهذه الغاية اراد من خلاله تحقيق جملة من الاهداف يمكننا التأشير عليها وما خفي اعظم بما يلي :-
اولا:- إحداث شرخ في العلاقة الاردنية - الفلسطينية التاريخية والمتجذرة بين الشقيقين في وحدة الدم والمصير ، وذلك من خلال التسويق المكشوف للعالم عموما وللفلسطينيين خصوصا أن معاناة المسافرين من جراء الإجراءات الاردنية ، وعملت ماكينة الاعلام الى ترويج ذلك على الرغم من كل التسهيلات ومحاولات التخفيف على الاشقاء وبالتنسيق مع سلطة المعابر الفلسطينية في السلطة الوطنية الفلسطينية ، وما كان الاردن يوما الا الرئة التي تنفس من خلالها الاشقاء على مدار السنوات الماضية .
ثانيأ :- توجيه ضربة اقتصادية وسياسية للاردن من خلال الاستحواذ على حصة من عوائد السفر للاردن وعبر جسر الملك حسين ومطار الملكة علياء الدولي وفنادق ومرافق الأردن ، وذلك ضمن إطار التضييق عليه سياسيا واقتصاديا التي انتهجتها حكومات الاحتلال الاسرائيلي عبر سنوات طويلة ، واستعرت مع رفض الاردن لأي تسوية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وكانت صفقة القرن المزعومة الشاهد الذي سجل حجم الهجمة الشرسة .
ثالثا :- احداث شرخ فلسطيني -فلسطيني بين الموافقين والرافضين لاستخدام مطار رامون لا سلطة فيه ولا سيادة للسلطة الوطنية الفلسطينية والقفز على حل القضية الفلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة ، واتفاقية السلام ومباحثاته المتوقفة منذ سنوات، وكأننا امام سياسة الأمر الواقع التي يفرضها العدو على الشعب والسلطة معا .
رابعا :- تقديم صورة للكيان الاسرائيلي على أنه الدولة التي ترغب بالسلام وتقدم المساعدات والتسهيلات لابناء الشعب الفلسطيني ، لا كما يدعي الفلسطينيون أنه كيان محتل مغتصب للحقوق الشرعية والإنسانية، بالاضافة الى انه يهدف الى اضعاف الاحتلال من قدرة الجانب الفلسطيني على أن يكون له مطار أو ممر خاص في الضفة الغربية المحتلة تديره السلطة، كما كان المطار في غزة قبل تدميره من ى قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي .
خامسا :- أرادت حكومة الكيان الاسرائيلي أن تفعل اقتصادها ومطارها الذي افتتح في العام 2019 ، وشهد ركودا وذلك كون المطار المدشن جاء مخالفا لشروط السلامة العامة الدولية وقربه من مطار الملك الحسين الدولي ، وهناك شكوى واعتراض تقدم به الاردن لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) حول مخاطر فنية منها تماس مناطق الملاحة الجوية، وعدم تحقق الحد الأدنى للمسافات الفاصلة بين الطائرات في طور الإقلاع والهبوط والاقتراب من كلا المطارين، فضلاً عن عدم التزام إسرائيل بمعايير اختيار مواقع المطارات بحسب متطلبات منظمة الطيران المدني الدولي ، و يعتبر تشغيل المطار خرقا لقواعد الطيران المدني الدولي، وخاصة اتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 وملاحقها.
سادسا :- يسمح استخدام المطار للاحتلال الإسرائيلي بابتزاز السكان الفلسطينيين عبر سياسة المنع والاعتقال والاسقاط والابتزاز ، وهو ما سيشكل أداة ضغط على المقاومة الفلسطينية والناشطين .
سابعا :- ان حالة عدم استقرار المنطقة وأمام اية احداث في غزة والأراضي الفلسطينية سيكون هناك تحديا في استمرارية عمل المطار وبالتالي توقف الملاحة منه واليه .
ولعل مشهدية الرحلة الأولى من الاراضي الفلسطينية إلى المطار تنسف الرواية الإسرائيلية في تسهيل مهمة للمسافرين فهم اشبه ما يكونون في سيارات نقل السجناء وسط إجراءات أمنية يسيرون وسط سيارات شرطة اسرائيلية خشية من قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف الرافض لأي اعتراف أو تطبيع في العلاقات مع الفلسطينيين ، بل أن الأيام ستثبت أن الجزرة التي وضعتها السلطات الإسرائيلية ما هي إلا فخ أن من ناحية الإجراءات أو الأسعار والتسهيلات وسرعان ما ستنقلب اسرائيل على كل هذه المغريات ، لتبرز المطالبة للفلسطينيين انفسهم ان لا تنطلي الخطط الاسرائيلية عليهم وتفويت الفرصة على مخططات يستطيع الشعب الفلسطيني اسقاطها . عن "الدستور الاردنية"
دلالات
خالد قبل أكثر من 2 سنة
سعر اصدار الجواز الاردني مبالغ فيه وكذلك رسوم الدخول نرها كعقوبه وليست خدمات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
استنساخ جباليا في جنين.. قوس النار هل يتمدد لمناطق أوسع؟
المشهد الراهن والمصير الوطني
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 560)
شارك برأيك
(مطار رامون) المخطط الذي سيسقطه الفلسطينيون