أقلام وأراء
الخميس 14 يوليو 2022 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا يريد بايدن؟
بقلم:حسام كنفاني
الجولة التي يقوم بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في المنطقة، واستهلها بزيارة إسرائيل ويوم الجمعة أراضي السلطة الفلسطينية، قبل أن ينتقل يوم إلى السعودية، في أول رحلة مباشرة من تل أبيب إلى الرياض، بعدما كان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، دشّن مثل هذه الرحلات لكن بشكل معاكس، حين انتقل من الرياض إلى تل أبيب في 2017 في أعقاب القمّة التي جمعته مع زعماء العالم الإسلامي في ذلك الحين.
التركيز خلال الجولة منصبٌّ على اللقاءات المرتقبة في السعودية، حيث سيجتمع بايدن مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، فيما لا آمال تُذكر موضوعة على ما يمكن أن يحمله الرئيس الأميركي في زيارته إلى دولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية. فلا توقعات بإحياء مسار المفاوضات وتحريك الجمود الذي يعتريها منذ سنوات، في ظل الوضع السياسي الهش الذي تعيشه إسرائيل، واقترابها من الانتخابات التشريعية الخامسة خلال ثلاثة أعوام. هذا ناهيك عن أن بايدن وإدارته لا يضعان القضية الفلسطينية في أولوياتهما، والرئيس الأميركي لا يحمل أي مقترح أو مبادرة لاستئناف العملية السياسية/ فزيارته رام الله لن تكون أكثر من فرصةٍ للضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، لبذل مزيد من الجهد لحماية أمن إسرائيل.
أمن إسرائيل بالتأكيد سيكون ذا أولوية في اجتماعات الرياض، مع ملفاتٍ أخرى. غير أن ما يروج، منذ الإعلان، عن الزيارة إن هدف اللقاءات في الرياض هو تشكيل حلف معادٍ لإيران لا يبدو أنه يحمل كثيرا من الدقة، في ظل المتغيرات الحاصلة في علاقات الأطراف الموجودة في الاجتماع مع طهران، وفي مقدّمة هذه الأطراف تأتي الولايات المتحدة نفسها. لا شك أن إسرائيل هي الساعية، بالدرجة الأولى، إلى تشكيل مثل هذا الحلف، وهي تجد من يُجاريها في ذلك من المجتمعين في الرياض، غير أن تطورات الأسابيع الأخيرة وضعت تكوين مثل هذا الحلف موضع شكّ.
يمكن إجراء جرد بسيط وسريع للعلاقات القديمة والمستجدّة بين المشاركين في الاجتماع وإيران، بداية من الولايات المتحدة التي تسعى إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران وفق شروط واشنطن، ورغم أن طهران لا تزال رافضةً هذه الشروط، إلا أن باب المفاوضات أعيد فتحه بعد توقف فترة بسبب الخلافات، ما يؤشّر إلى بوادر تنازلاتٍ ممكنةٍ في الجولات المقبلة. أحد عرّابي هذه العودة الجديدة للمفاوضات هو دولة قطر، المشاركة أيضاً في اجتماع الرياض، والتي لا ترى مصلحة سياسية أو اقتصادية أو أمنية في تشكيل مثل هذا الحلف المعادي لإيران، وفي هذا التوقيت بالذات. وها هي اليوم تلعب دور الوسيط في تذليل العقبات أمام محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، واستضافت بالفعل جولة المفاوضات، وزيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران قبل أيام تأتي في هذا السياق. أيضاً يمكن النظر إلى موقف سلطنة عُمان من الزاوية نفسها، فمسقط كانت دائماً وسيطاً مباشراً وغير مباشر بين إيران والدولة الغربية، إضافة إلى أنها ملتزمة الحياد في صراعات المنطقة، وهي بالتالي غير معنية في الدخول بجبهة ضد إيران.
أما السعودية، المستضيفة للقاء، فهي أيضاً لم تغلق الباب أمام الحوار والتصالح مع إيران. ومن اللافت ما تم الإعلان عنه قبل أيام عن لقاء مرتقب في العراق بين وفدين سعودي وإيراني، ومن الممكن أن تصدر عنه مواقف مهمة في مجال التقارب بين الرياض وطهران. فكيف يتقاطع هذا التقارب مع الأحاديث عن سعي السعودية إلى تشكيل تحالف ضد إيران؟ وأي تحالف ممكن أن يتشكل من طرفين، هما الإمارات والبحرين، هذا إذا فرضنا أنهما معنيان في فتح مثل هذه الجبهة، في ظل العلاقات الاقتصادية الوطيدة القائمة مع إيران؟
لا يمكن أن تكون أهداف بايدن تشكيل مثل هذه الجبهة، وهي ليست من أولوياتها، فالدرجة الأولى يرغب الرئيس الأميركي في تأمين مصادر الطاقة، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، ومحاولات الرياض وأبوظبي التملص من رغبة واشنطن في زيادة إنتاج النفط، وبالدرجة الثانية يسعى بايدن إلى الحفاظ على المسار الذي دشنه سلفه في فتح باب التطبيع مع إسرائيل، وهو ما لن يجهد نفسه في تحقيقه مع تخطي بعض المشاركين الرغبات الأميركية بالتطبيع إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.
عن "العربي الجديد"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
ماذا يريد بايدن؟