أقلام وأراء
الأربعاء 06 يوليو 2022 10:01 صباحًا - بتوقيت القدس
في ملف شيرين.. أصابت السلطة قليلاً وأخطأت كثيراً
بقلم: نبيل عمرو
أصابت السلطة حين رفضت مشاركة إسرائيل في لجنة تحقيق، وأصابت حين أدانت الجيش الإسرائيلي مباشرة في قتل شيرين، وأصابت حين ذهبت الى محكمة الجنايات الدولية، ولو بقيت عند هذه الإصابات لكسبنا قضية شيرين، ولأصبحت تعبيرا نابضا ومقنعا عن جرائم الاحتلال الذي قتل كثيرين قبل شيرين وكثيرين بعدها، ذلك أن الاحتلال هو قتل مستمر لشعب ووطن وحاضر ومستقبل، غير ان المبالغة في اظهار "أمريكية شيرين" وهي الفلسطينية بالجملة والتفصيل وعمق الانتماء، انطوى على سطحية مفرطة في السعي وراء موقف امريكي يتطابق او حتى يقترب من الموقف الفلسطيني في ادانة الجيش الإسرائيلي، وهذا ما يمكن اعتباره اول المستحيلات حتى لو ادان عدد من أعضاء الكونجرس الواقعة، دون الإشارة المباشرة الى ان الجيش الإسرائيلي هو من فعل ذلك.
وأخطأت السلطة حين انساقت وراء الجهد الإسرائيلي المنسق مع الأمريكي لترجيح الجانب الجنائي على السياسي في الواقعة، فاكتسبت "الرصاصة" التي قتلت شيرين وضع بطل المشهد، وظهرت مصطلحات تقال عادة في جرائم القتل العادية، مثل فحص الرصاصة ومطابقتها مع البندقية ومن اين جاءت.
وطُلب من الأمريكيين المشاركة في التحقيق فكان ان اعيد تمثيل حكاية تحكيم ابي موسى الاشعري، فخلع الأمريكي روايتنا وثبت رواية صاحبه الإسرائيلي.
لو ان السلطة استعادت وقائع مماثلة حدثت في العديد من عمليات القتل الإسرائيلية من الدرة الى غيره لما دخلت في متاهات التحقيق الجنائي، لأن ذلك افسح في المجال امام الرواية الإسرائيلية الكاذبة أساسا، ومنحها مزيدا من الوقت كي تعمم ادعاءاتها، وفي هذا المجال تملك إسرائيل إمكانيات دعائية متفوقة، فإن لم تكن قادرة على قلب الحقيقة فهي قادرة بالتأكيد في التشويش عليها.
لقد نقلت إسرائيل ومعها أمريكا القضية الى متاهة لها اول وليس لها آخر، ونهضت في السياسة ووسائل الاعلام طروحات سوقتها إسرائيل كمسلمات يقينية مثل ... الفلسطينيون يقاتلون في المناطق المأهولة بالسكان وهذا يحملهم مسؤولية الذي يحدث من سفك دماء ودمار وترويع مع ان وجود الاحتلال بحد ذاته يعني بداهة ان جيشه لا يعمل الا في الأماكن المأهولة بالسكان، ذلك ان مخيم جنين ليس حياً من احياء تل أبيب.
امتلأت الصحف الفلسطينية بتصريحات الإدانة للموقف الأمريكي وكأننا كنا بحاجة الى استدعاء لجنة أمريكية للتحقيق واصدارها بيانا متطابقا مع الرواية الإسرائيلية كي نثبت انحيازها ولنندد به!... "شيء أقرب الى النكتة".
كشفت حكاية الرصاصة ولجان التحقيق والكلام الكثير الذي رافقها، ان السطوة الامريكية مستقرة في تلافيف دماغ السلطة وسلوكها، حتى صديقي نبيل أبو ردينة الذي ادان الموقف الأمريكي وكان محقا في ذلك، وقع في خطأ الطلب من أمريكا ان تكون اكثر توازنا في مواقفها فمن اين يأتي التوازن وامريكا لا تكف عن توجيه الرسائل الصريحة للعالم والفلسطينيين بالذات بأن لإسرائيل ظالمة او ظالمة الأولوية القصوى في السياسة الامريكية، وانها الحليف فوق الاستراتيجي التي يحرّم مجرد الضغط عليها ولو بالكلام.
ثم ما جدوى المطالبة بالتوازن بعد ان انطلقت الرصاصة من البندقية، وهيهات ان تعود الى مخزنها بناء على طلب صديقي أبو ردينة، هل يتوقع ان تعتذر الإدارة عن تصريحاتها مثلا؟؟!!.
بعد أيام سيزورنا الرئيس بايدن، لا تملك السلطة ترف الحرد عن استقباله بل ولا يجوز ذلك، الا ان ما يحتاج فعلا الى تدقيق لا أخال السلطة راغبة فيه، هو معرفة حجم وعمق العلاقة بين أمريكا وإسرائيل لتعرف حجم الرهان على توازن امريكي ومدى واقعيته.
بكل اسف فبعد الذي حدث فان واقعة شيرين مع انها كانت تمتلك مقومات قوية لان تواصل التأثير، الا ان تذويبها في اللجان والتعاطي الجنائي اضعفها كثيرا وكثيرا جدا.
دلالات
سحر قبل أكثر من 2 سنة
كل ما كُتِب بالمقالة صحيح وانا وكغيري من فلسطينيي الشتات نعتبر السلطة ضعيفة ولا تتمسك بوعودها فقد سمعنا اكثر من مرة من السلطة ان امريكا لا يجب ان تكون جزءا من التحقيق في
محمد قبل أكثر من 2 سنة
كل ما في المقالة صحيح ودقيق
karim قبل أكثر من 2 سنة
كل الاحنرام لك اسناد نبيل لو انطوى الموضوغ على الاخظاء المتعلقة بالتجقبق قى استشهاد المرحومة شيرين قد نقبل يذالك ولكن ان تتراجع فضيتنا في كل مجال مما يحطم امالنا فذالك لا يغتفر
khalil قبل أكثر من 2 سنة
سيد نبيل أحترم كل كتاباتك، لكن هل نحن بحاجة إلى إدانة أمريكية، وهل نتوقعها؟ وما فائدتها؟ ثم هل زيارة بايدن وهو الرئيس الأضعف للولايات المتحدة، هل تتوقع أنت شخصياً أننا سنجني ولو ثمرة
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
قناة إسرائيلية: كاتس يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال هنية
الأكثر قراءة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة "إف-18" واستهداف مدمرة
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 302)
شارك برأيك
في ملف شيرين.. أصابت السلطة قليلاً وأخطأت كثيراً