أقلام وأراء

الثّلاثاء 05 يوليو 2022 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس

المخابرات العربية .... غباء مستفحل

بقلم: حمدي فراج 


إذا كانت المخابرات الاسرائيلية قد أعترفت بارتكاب ثلاثة اخطاء استراتيجية في تاريخها ، فإن المخابرات العربية إجمالا لم تعترف بأي خطأ ، صحيح انها طورت من طرائقها و حدّثت من وسائل عملها ، ولكنها لم تعترف بأخطائها:


اولا : ليس للمخابرات العربية كما نعهد "استراتيجة" محددة ، تعكف على الوصول اليها خلال مدة محددة او حتى مفتوحة ، و لهذا لطالما مات مدير الجهاز بعد ان عمر طويلا – 30الى 50 سنة – دون ان يحقق استراتيجيته.


ثانيا : ليس للجهاز اهداف او اولوية اهداف سوى هدف واحد هو حماية النظام او رأس الحكم ، باقي الاهداف إن وجدت تأتي دائما في المرتبة الثانية ببعيد.


ثالثا : يعتمد الجهاز جماهير الشعب هي العدو الاول الذي يمكن لها ان تتهدد النظام وتسعى بالتالي الى اسقاطه ، و لهذا تتحسس تحركات الناس و تململهم خوفا من المظاهرات او الاعتصامات فتسارع الى قمعها.


رابعا : و لكي يحول الجهاز دون الوصول الى هذه المرحلة ، فإنه يزرع عملاءه و جواسيسه في كل مكان ، و يبسط يده على الاعلام بكافة انواعه ، احيانا بشراء ذممه و احيانا بفرض الرقابة العسكرية على كل ما ينشر ، كما يبسط يده على الدين ، شيوخا و قساوسة ، مساجد و كنائس ، حتى ان أحدهم في فلسطين التي لم تصبح دولة بعد ، ذهب الى تكفير كل من يعارض الرئيس ووجب قتله.


خامسا : التعامل مع المعارضة وزعمائها لا يقتصر على الزج بهم في السجون ، بل أحيانا كثيرة يتم التخلص منهم بالقتل والاعدام والاغتيال والتعذيب حتى الموت او البراءة او تدبير "حوادث موت" او النفي والابعاد واحيانا بتشويه السمعة ، في فلسطين تم تصوير منافس وليس معارض بعد ان زجوا بإمرأة الى مكتبه لغرض الابتزاز ، وتم اعفاء مدير الجهاز من منصبه على يد هذه الممارسة.


سادسا : لا يتحمل جهاز المخابرات العربي ، اي مسؤولية عن هموم الناس و مشاكلهم الحياتية او الاقتصادية او الصحية او التعليمية ، بعكس اجهزة مخابرات الدول العميقة ، التي تعتبر قضايا الناس و همومهم في صلب مهماتها . المخابرات الاسرائيلية على سبيل المثال هي التي تصدت لوباء الكورونا و مطاردته و محاصرته ، لم تغتل عبر كل تاريخها معارضا واحدا ، وليس في سجونها العديدة سجين رأي واحد ، بل على العكس ، ربما أدركت أهمية المعارضة ، و حرصت على حريتهم و حرية ارائهم و تعدد منابرهم الاعلامية الخاصة بهم ، حتى بات الصوت العربي في الانتخابات الاخيرة هو من يحسم الحكومة بين الاحزاب المتصارعة.


ربما هذا هو ملخص الفرق الجوهري بين جهاز يحمي الزعيم حتى من غضب الشعب ، و بين جهاز يحمي الشعب من اي خطر يتهدده بما في ذلك خطر الزعيم (الفساد ، الاخلال بالقوانين ) ، و لكم من مرة تم اعتقال الزعيم ومحاكمته ، ولهذا يترسخ هنا جهاز امن يحظى باحترام الناس وتثمين وعيهم و مبادئهم وبالتالي دورهم ، و يحظى هناك بنقمتهم و الحط من محدودية عقليتهم و افتقارها الى اي قيم عليا و بالتالي لعنتهم . و قد قال فيهم المتنبي قبل أكثر من ألف عام : لكل داء دواء يستطب به / الا الجهالة أعيت من يداويها. 

دلالات

شارك برأيك

المخابرات العربية .... غباء مستفحل

-

محمد قبل أكثر من 2 سنة

لانها متلقي من الغير وليست مبتكرة

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)