غزة، تلك البقعة الصغيرة على الخريطة، تحمل في طياتها قصصًا من الألم والصمود. في كل زاوية من زواياها، تجد مشاهد تُجسد معاناة شعبٍ يعيش تحت حصار خانق. الأطفال يلعبون بين الركام، يبتسمون رغم الدمار، وكأنهم يعلنون للعالم أن الحياة أقوى من الموت. الأمهات تحملن أحزانهن بصمت، بينما الآباء يبحثون عن لقمة العيش وسط الأسواق الفارغة والطوابير الطويلة للحصول على الماء والطعام.
في الليل، تتحول غزة إلى لوحة من الرعب، حيث يسيطر صوت الطائرات والقصف على المشهد. الأطفال لا ينامون، والخوف يصبح رفيقًا دائمًا. ومع ذلك، تجد في غزة قوة لا تُقهر، حيث يبني أهلها من ركام المنازل أحلامًا جديدة، ويزرعون الأمل في قلوب أبنائهم.
غزة ليست مجرد مكان، بل هي رمز للصمود والكرامة. إنها تُعلمنا أن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة، وأن الكرامة لا تُقاس بالظروف، بل بالإرادة التي لا تنكسر. ستبقى غزة دائمًا وأبدًا منارة للصمود وعنوانًا للشرف والكرامة.
أين أخلاق العالم؟ عام ونصف من الجوع والموت!
عام ونصف مرّ، ولا يزال مشهد الدم مستمراً. أطفال يموتون من الجوع، أمهات يصرخن في ظلام لا كهرباء فيه، ومُدن تُقصف حتى تُمحى من الخرائط. كل يوم يُولد سؤال جديد، ولكن يظل السؤال الأكبر مُعلّقاً بلا جواب: أين أخلاق العالم؟
أين هي تلك الشعارات الرنانة عن "حقوق الإنسان"، و"العدالة الدولية"، و"الضمير العالمي"؟ لماذا يصمت العالم أمام المذابح، ويتفرج على المجاعات، ولا يحرك ساكناً أمام الحصار والخنق البطيء لشعب كامل؟
لماذا هذا الصمت؟ ولماذا هذا الانحياز الأعمى؟
هل أصبحت إنسانية الإنسان تُقاس بجواز سفره، أو بلون بشرته، أو باتجاه بوصلته السياسية؟
العالم لا يعاني من نقص في البيانات، بل من نقص في الرحمة. والمنظمات تعرف، ترى، وتوثّق، لكن الفعل غائب.
الإعلام العالمي يملك عدساته، لكنه يختار الزاوية التي تخدم المصالح . وعندما يصبح القتل مشهداً اعتيادياً، يفقد الإنسان إنسانيته.وحين تُقاس القيم الأخلاقية بميزان الربح والخسارة، يصبح الصمت جريمة.
هنا، لا الحديث عن "سوء الأوضاع" يكفي، ولا "بيانات القلق" تبرئ أحداً. عام ونصف من الصمت الدولي على تجويع المدنيين، وقصف المستشفيات، وحرمان الناس من الكهرباء والدواء…هذا ليس مجرد فشل سياسي، بل سقوط أخلاقي.. نحن لا ننتظر الشفقة… بل نطالب بالعدالة. الإنسان الذي يموت جوعاً لا يحتاج دموع المؤتمرات، بل يحتاج كسرة خبز.
والذي يُدفن تحت الركام لا تعنيه قرارات بلا تنفيذ، بل كان يحتاج فقط حياة آمنة.إلى متى سيظل الضمير العالمي مؤجلاً؟
إلى متى سيظل العالم متحضراً في مظهره، ومتوحشاً في صمته؟ التاريخ لن ينسى هذا العار. والشعوب الحية، حتى إن جاعت… لن تسامح من تواطأ بصمته.
غزة ليست مجرد مكان على خارطة العالم، بل هي رواية مكتوبة بدماء أبنائها، بأحلام أطفالها، وبصبر نسائها ورجالها. إنها رمز للصمود الذي لا يمكن كسره، حتى في وجه أكثر الظروف قسوة. في كل ركن من أركان غزة، تجد قصصًا تنبض بالحياة رغم الموت، وتحكي عن شعب يرفض أن يُهزم. مشاهد الصمود والمأساة في غزة
- الدمار الذي لا ينتهي : المباني المهدمة ليست مجرد هياكل، بل هي تاريخ وأحلام ومستقبل كان يُفترض أن يبنيه سكانها. بين الركام، تجد كتبًا مدرسية ممزقة، ألعاب أطفال مكسورة، وصور عائلية محطمة.
- وجوه الأمهات المكلومة : كل أم تحمل في عينيها قصص فقدٍ وألم، لكنها تقاوم لتكون مصدر الأمل لأطفالها. قوة الأمهات في غزة تشهد على الإرادة التي لا يمكن سحقها.
- الأطفال بين الحياة والموت : الأطفال في غزة ليسوا مجرد أرقام في تقارير الحرب، بل هم أبطال، يحملون أحلامًا أكبر من الواقع الذي يعيشونه. تجدهم يلعبون بين الركام، يصنعون ألعابًا من اللاشيء، ويبتسمون رغم الخوف والجوع.
- الليل في غزة ليس وقتًا للراحة، بل هو فصل جديد من الرعب. أصوات الطائرات والقصف تجعل النوم مستحيلًا، والخوف يصبح جزءًا من يوميات كل أسرة. ومع ذلك، تجد العائلات تجتمع في غرف مظلمة، تتحدث عن الأمل، وعن غدٍ قد يكون أفضل.
شارك برأيك
أين أخلاق العالم؟ عام ونصف من الجوع والموت!