أقلام وأراء

الخميس 24 أبريل 2025 9:06 صباحًا - بتوقيت القدس

الصهيونية العلمانية تُشرعن للصهيونية التوراتية اغتصاب فلسطين

نشر الدكتور نادر اندراوس، أستاذ علم الاجتماع في جامعة هارفرد الأمريكية، مقالاً تحليلياً في مجلة "الفراتس" الإلكترونية، في عددها الصادر في 28 مارس 2025 بعنوان (النقد العلماني لسِفر الخروج.. المواجهة بين إدوارد سعيد ومايكل والزر). حيث ركز على انتقادات البرفيسور إدوارد سعيد على منهجية وأطروحات المفكر اليهودي الأمريكي مايكل والزر، كأحد أهم منظري "الحرب العادلة"، والمُعبر الأساسي للمدرسة "الصهيونية الليبرالية". ويتشعب الدكتور نادر في المقاربات بين منهجية والزر مقارنة بمنهجية إدوارد. وذلك بعد أن كشف أهم الرؤى السياسية والفكرية لمايكل والزر بشأن موقفه من الكيان الصهيوني. 

هدف مقالي هذا، هو تبيان أن كل تيارات الحركات الصهيونية، من الصهيونية الليبرالية والاشتراكية واليمينية والتوراتية والعنصرية، مع شدة الصراع الفلسطيني والعربي ضد الكيان قد تضاءل التمايز بينها، لدرجة أنها أصبحت- تقريباً- كلها تياراً صهيونياً واحداً، لا تخوم واضحة بينها. مقالي هذا يبدأ بالتلخيص المكثف لمقاربات الدكتور نادر في مقاله -وبتصرف مني-، والذي يبرز على السطح عصارة الأطروحات "الصهيونية الليبرالية/العلمانية" التي تشرعن وتبرر اغتصاب فلسطين، وتصب هذه الأطروحات في خدمة الحركة الصهيونية اليمينية والشعبوية.

يبدأ الدكتور نادر في تعريف المقصود بالصهيونية الليبرالية: (الاتجاه الفكري والسياسي الذي يدافع عن شرعية المشروع الصهيوني من مفاهيم تنطلق من التراث الليبرالي مثل الحقوق والمواطنة والحرية الدينية، ويعدّ حل الدولتين حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية). ويحلل د. نادر أزمة مفكري هذا التيار التي تتمثل في (تناقض رئيس بين الإصرار على التمسك بحقوق الإنسان وعالميتها، وفي الوقت نفسه تقديم الحجج الليبرالية للتمسك بالمشروع الصهيوني ودولة "إسرائيل").

 نشر والزر كتابه "سفر الخروج والثورة"، حيث وظف فيه (التراث الديني اليهودي لتقديم قراءة علمانية لقصة خروج بني إسرائيل من مصر، لتكون نموذجاً لكل حركة تحرر). أراد والزر من تأسيس الصهيونية الليبرالية على التراث الديني أن يجعلها منافسة لصهيونية أخرى عدّها ضارة بالمشروع الصهيوني هي الصهيونية اليمينية التي تستند على التراث نفسه. بعد كتابته لهذا الكتاب، نشر إدوارد سعيد مراجعة نقدية لكتاب والزر، بيَّن فيها انتهاء محاولة والزر لعكس مقصوده: (فعوضاً عن علمنة الدين، ثبّتَ قداسته، باعتماده على قراءة تأويلية مفتقرة للتاريخ). موضوع كتابه "سفر الخروج والثورة"، هو الإجابة عن سؤال: ما دور التقاليد الدينية في تشكيل التاريخ. بدأ والزر بحث هذا السؤال في أطروحته للدكتوراه المنشورة سنة 1965 بعنوان "ذا ريفوليوشن أوف سينتس"، أي ثورة القديسين، وهي دراسة اجتماعية وتاريخية لدور بعض اتجاهات الحركة الإصلاحية المسيحية التي أدّت إلى ولادة البروتستانتية في تأسيس العالم الحديث أخلاقياً وسياسياً. ثمّ ألف والزر كتابه الضخم ذي الثلاثة مجلدات المعنون "ذا جويش بوليتيكال تراديشن"، أي التقاليد السياسية اليهودية، الذي نشره بين سنتي 2000 و2018، والذي يعيد قراءةَ الفلسفة السياسية وبناءها في التلمود. ويعرفنا د. نادر لخلفية والزر بأنه (لم يكن مايكل والزر يوماً ماركسياً ولا من دعاة السلمية. فمع انتقاده حربَ فيتنام، يبيّن والزر في "الحروب العادلة وغير العادلة" أنه ليس ضد الحروب من حيث المبدأ. كان الكتاب محاولةً منه لإيضاح موقفه الأخلاقي الذي جمع بين صيغة محدثة من نظرية الحرب العادلة التي صيغت في القرون الوسطى و"التوضيحات التاريخية" المتنوعة من الحروب البيلوبونيسية، وهي حرب يونانية قديمة بين أثينا وإسبرطة، إلى حرب فيتنام وحرب 1967 يعترف والزر أن دافعَه لكتابة الكتاب محاولةُ إيضاح سبب وقوفه ضد حرب فيتنام من جهة، ودعمه "إسرائيلَ" في حرب 1967 من جهة أخرى. صار والزر يرى سفر الخروج والنبي "موسى" أينما التفت. فالآباء المؤسسون الأمريكيون يحيلون إلى سفر الخروج، وكذلك أوليفر كرومويل صاحب الثورة المجيدة ضد الملكية البريطانية، ودعاة إلغاء العبودية، ومنظرو لاهوت التحرير، وأخيراً حركة الحقوق المدنية. خلص والزر إلى أن سفر الخروج لا بد أن يكون النموذج الأساسي الذي يحتوي مفتاح الحركات الثورية كلها). رغب والزر في التمييز بين نوعين من الصهيونية: "صهيونية الخروج" و"الصهيونية المُخلِّصة". تركز صهيونية الخروج على ذاكرة هروب بني إسرائيل من مصر وتيه الأربعين عاماً في القفار والوصول إلى الأرض الموعودة. أما الصهيونية المُخلِّصة فتركز على عودة المُخلِّص في المستقبل والقيامة التي تسبق عودته. ويشرح والزر الفرق بين الصهيونيتين، حيث تمنح صهيونية الخروج الأولوية لاستقلال القرار السياسي للبشر وقدرتهم على صياغة تاريخهم. فهي تروي قصة صراع بشري ضد القمع ورحلة التخلّص منه وصولاً إلى النضج السياسي. بالمقابل، تتسم الصهيونية المُخلّصة بأنها أقل "مأساوية" في تعبيرها. فهي تحلم بحلول يوم القيامة المفاجئ، لا بالتعلُّم البطيء في الصحراء. "صهيونية الخروج معتدلة وعقلانية وقابلة للترجمة ومتاحة للثوريين والاستحواذ العلماني. أما الصهيونية المخلصة فتنتمي إلى اليمينيين الذين يبذل والزر جهداً كبيراً لإبعاد نفسه عنهم". يهدف الكتاب إلى عرض موقفٍ يتيح للصهيونية الليبرالية أن تنافس الصهيونية اليمينية على الساحة الدينية والنصّية نفسها. لكن هذا التبرير بين صهيونية سفر الخروج وصهيونية الخلاص القيامي هو تبرير غير دقيق . ذلك أن (قصة خروج بني إسرائيل نفسها قيامية. فهي تحتوي على غزو الأرض "الكنعانية"، وأوامر من إله اليهود "يهوه" بذبح سكانها). يقول مايكل والزر "استثني الكنعانيون صراحة من اهتمام العالم الأخلاقي. فوصايا سفر التثنية أمرت بأنه يجب طردهم أو قتلهم جميعاً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وتحطيم أصنامهم". وهنا ينبهنا المقال بأن هذا (ما نسميه بمعايير اليوم الإبادة الجماعية. إلا أن والزر يقتبس عن حاخامات تلموديين من القرون الوسطى، ومن بينهم ابن ميمون -الأندلسي-، الذين أبطلوا هذه الوصية. إذ أن "الوصية كانت تنطبق، حسب المُعلّقين، على مجموعة محددة من الناس فقط ذُكروا في النص، ولم يعودوا موجودين أو لا يمكن التعرف إليهم حالياً). وكانت هذه المسألة المهمة هي موضوع رد إدوارد سعيد على والزر في كتابه "قراءة كنعانية" الذي نشره سنة 1986. وهي المسألة التي شكلت نقطة المواجهة الرئيسة بين إدوارد سعيد ومايكل والزر. لقد نشر سعيد مقالة بعنوان "الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها". حاجج فيه بأنه لا مفر للصهيونية من التمسّك بخرافة (أنَّ أرض فلسطين كانت أرضاً بلا شعب. أو حتى إن كان فيها سكان، فهم إما "لا ينشغل بهم العالم أخلاقياً"، وإما "غير موجودين ولم يعد ممكناً التعرف إليهم"). ووجد إدوارد سعيد في كتاب مايكل والزر، الذي تجاهل فيه وجود الفلسطينيين تماماً، تأكيداً لتحليله هذا. لذلك بدأ في تفنيد أطروحاته التي روجها بأنها ليبرالية علمانية: (كان انشغال والزر الوحيد هو الصهيونية اليمينية التي تستند إلى وصية التوراة في قتل الأطفال والنساء جميعاً لتبرير تصرفاتها، ولكنه لم يكن معنياً بمدى الواقع الراهن في فلسطين المغتصبة، بل تجاهل والزر التاريخ الفعلي الذي يحرِج حجته. فهو على سبيل المثال يقول: "ليس لهذه الوصية آثار عملية، فاليهود العائدون إلى الأرض لن يلتقوا الحثيين أو العموريين"، لكنه لا يسمّي من سيلتقي بهم اليهود). يصف إدوارد سعيد "تكتيك" مايكل والزر التأويلي أنه "تضمين عبر التأجيل". ويعني بذلك أن والزر يعد (بمناقشة الإشكاليات المطروحة على ما يقوله لاحقاً، لكنه لا يفعل ويستمر بتأجيلها حتى تُنسى ويُحيَّد أثرها). والنتيجة، حسب إدوارد، هي (إسباغ صفة تقدمية زائفة على أفكار شديدة المُحافَظة. بل إنه قدّم هدية مجانية "للصهيونية المخلصة" وأحلامها المرتبطة بيوم القيامة). وينتقد إدوارد سعيد منهج هذا الصهيوني "الليبرالي" الذي يناصر الكيان الصهيوني باعتباره جزءًا من حركة التحرر الوطني. ويشير إلى أنه من المفترض أن عهد التحرر من الاستعمار قد انتهى مع حلول السبعينيات والثمانينيات في المجالين الفكري والسياسي، باستثناء حالتَي نيكاراغوا وجنوب إفريقيا. (لقد دعم اليسار الغربي الكيان الصهيوني قبل سنة 1967 لأنها تجربة "اشتراكية"، خصوصاً عندما لم يكن التحالف مع الولايات المتحدة أساسياً لأمنها. إلا أنه بعد سنة 1967 أصبحت هذه الصورة لهذا الكيان أقل مصداقيةً نظراً لزيادة نفوذ الجيش وتجذّر احتلال أراضي 1967 وتعاظم الاعتماد على دعم من مركز خارجي يمثل قوة عظمى هي أمريكا، وهذه كلها سمات تقليدية للاستعمار الاستيطاني). من جهة أخرى، قدّم اليسار الجديد نفسه معارضاً لحرب فيتنام والحرب الباردة. فكيف يمكن إذن الحفاظ على دعم الكيان الصهيوني في ضوء عدم الاتساق الأخلاقي؟ هذه المعضلة هي التي حددت النموذج التحليلي الذي اتبعه مايكل والزر كما وصفه إدوارد سعيد. فهدف والزر هو إقناع جيله من اليسار الجديد أن دعم الكيان الصهيوني ليس تنكّراً لالتزاماتهم التقدمية. ولذلك يصف إدوارد سعيد هذا العنصر من طرح مايكل والزر أنه (خطابي، وله تبعات نظرية. فثمة تناقض في عمل والزر بين ادعائه التمسّك بطرح كوني، صالح لكل مكان وثقافة وزمان، والتزامه الموازي بسياسات الهوية التي يناقشها في كتابه "مجالات العدالة"، حيث يرى بأنه "لا يمكن التوصل إلى صيغة واحدة للمساواة نظراً أن لدى المجتمعات معايير خاصة للعدالة"). أي أن والزر يعطي الأولوية للهوية العرقية والدينية والقومية لأنها التأطير الأهمّ للمشكلة. ويستشهد والزر هنا بموقف الروائي الفرنسي ألبير كامو. ويركّز تحديداً على علاقة كامو بأصوله الفرنسية الجزائرية ومجتمع "الأقدام السوداء" في أثناء حرب تحرير الجزائر. ذلك أن ألبير كامو (انتقد العنف المفرط الذي مارسته جبهة التحرير الوطني الجزائرية في مقاومتها الاستعمارَ الفرنسي، وتعاطفَ مع أبناء هويته-الاحتلال الفرنسي- مع أنه كان ممثلاً للموقف المناهض للاستعمار في الدوائر الفكرية الفرنسية). يخلص والزر من هذا المثال إلى أن الناقد -ويقصد ذاته- (يجب أن يتحدث إلى أبناء هويته فقط- أي الصهاينة المغتصبين- حتى يتسنى له مخاطبة ضميرهم، وأن للهوية والولاء والانتماء أولوية على المبادئ الأخلاقية المجردة). وهكذا، تتكشف أهداف مايكل والزر، عندما يؤكد على أهمية النقد والتأمل والالتزام بمُثُل عالمية مثل الحرب العادلة، وفي الوقت نفسه يؤكد الحاجة للجماعة والانتماء.  وهدفه من ذلك هو (إعادة تعليب الجانب العرقي الديني للمشروع الصهيوني بأطرٍ تبدو على السطح تقدّمية وعلمانية. ينتج عن ذلك عالم أخلاقي مغلَق تُقبَل فيه حدود المجتمع المحلي بلا مساءلة، وتأخذ فيه الأشكال العرقية الدينية للهوية والسلطة الأولوية). ويوضح د. نادر بأن إدوارد سعيد يرفض اعتبار الارتباط بهويةٍ ما مقياساً كافياً لأي فعلٍ نقدي، مع أنه يقبل أهمية هذا الارتباط، ويستبدله بما يعدّه عنصراً جوهرياً آخر وهو (مدى تعريض الناقد نفسه للإقصاء من جماعته). ويبدو أن هذه هي مشكلة مؤلف "سفر الخروج والثورة". (فوالزر لا يعرّض نفسه لأي خطر في أي من حججه. هي ترضي التزاماته "العلمانية"، أو السياسية، و"الدينية" على حدٍّ سواء، لأنه لم يخاطر بأي منهما). لقد بيّن إدوارد سعيد كيف أن (المواطنة "الإسرائيلية" تحديداً يُحامى عنها والزر على أسس عرقية ودينية مما يعني استحالة أن تكون دولة "لجميع مواطنيها"). أي أصرّ إدوارد على إبراز التناقض بين الهوية العرقية والهوية المدنية. إن الصهيوني الليبرالي مايكل والزر وهو "يُعلمِن" سفر الخروج من الرواية التوراتية باعتبارها حكمةً سياسية قابلة للتبني والتكرار لدى كل حركات التحرر، كما فعلت الصهيونية في فلسطين. قد اعتبر "التاريخ العلماني امتداداً غير متناهٍ للرواية التوراتية". ويختتم الدكتور نادر مقاله التفكيكي. بأن (الغاية من استحضار المواجهة بين إدوارد سعيد ومايكل والزر اليوم هي فضح الطرق التي تستند فيها الصهيونية الليبرالية على الأساطير العرقية الدينية وتتنكّر لها في الوقت نفسه. فوهم الصهيونية الليبرالية الأخطر هو أنها تظن نفسها قادرة على التحكّم بتبعات رغباتها. فمتى تم استحضار الأساطير والرغبات يضحي التحكم أمراً صعباً. في نهاية المطاف، كل محاولة لوضع رغبات عرقية دينية خيّرة مقابل رغبات عرقية دينية شريرة مصيرها التهاوي والفشل. وذلك لأن الأساس الذي يستند إليه هذا التمييز متروك دائماً لمن هو مستعد للمخاطرة بتحقيق أساطيره. وعندما تتحقق الأساطير، يمكن للمثقفين الليبراليين الحفاظ على ضمائرهم نقيّة لأنهم قادرون على إسقاط رغباتهم على الآخرين، والادعاء بعد ذلك أنهم ضحايا مأساة إعادة التاريخ لنفسه). وإنهم "كانت نيتنا حسنة...".


منهجية محمد عابد الجابري، وسمير أمين:

لقد برهنت التحولات التي مرت بها تيارات الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، بأن تنوعاتها من صهيونية "شيوعية" و"اشتراكية" التي تم تشجيعها، والتنظير لها، منظومة الاتحاد السوفييتي، والمعسكر الاشتراكي، والأحزاب الشيوعية العالمية التابعة للمركز السوفييتي، بما فيها الأحزاب الشيوعية العربية. وهذه الصهيونية العلمانية التي تمكنت في المراحل الأولى من تأسيس هذا الكيان، أن تكون لها أدوار مؤثرة في صفوف العمال الصهاينة في فلسطين. وهي التي كانت تروج لفكرة "الدولتين" التي انبثق أصلاً من موسكو السوفيتية، ولم تتبناها كل قرارات الأممية ذات العلاقة باغتصاب فلسطين، وتبنتها لاحقًا ومتأخراً منظمة التحرير الفلسطينية، ورفضتها معظم التنظيمات الفلسطينية والعربية اليسارية غير الخاضعة للمركز السوفييتي، وما لبثت هذه الصهيونية "العمالية" و"الاشتراكية"، وأمام شدة وتيرة الصراع الفلسطيني الصهيوني، بأن تضاءل التمايز بينها وبين بقية تيارات الحركة الصهيونية الليبرالية، والنيوليبرالية المتوحشة، والتوراتية الدينية، والعنصرية الشعبوية، وأصبحت كلها تقريباً متفقة على الأهداف الكبرى للأيديولوجية الصهيونية المعتمدة-حسب رؤية المفكر محمد عابد الجابري، وبتصرف مني- على "العقيدة" التوراتية الدينية، و"القبيلة" العنصرية اليهودية، و"الغنيمة" التي استحوذوها من ثروات وأراضي فلسطين، كما ذكره "يهوه" عندما وعدهم بمملكة فيها العسل واللبن وما تشتهيه الأنفس، وبما وعدتهم الحركة الصهيونية، بكل تنوعاتها. لاحقاً، بأرض بدون شعب، لشعب بدون أرض!.

إن اندماج وتداخل كل تيارات الصهيونية العالمية في بوتقة واحدة، في كيان من "أطراف" الرأسمالية-حسب رؤية المفكر الاقتصادي سمير أمين، وبتصرف مني-، هو سمة جوهرية للمرحلة "المعولمة" من الرأسمالية الفاشية ما بعد الإمبريالية، التي تمكنت دول "المركز" الرأسمالي، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بأن تمحي التمايز الشاسع بين الأحزاب اليمينية فيها- الحزب الجمهوري الأميركي، وحزب المحافظين البريطاني- وبين الأحزاب الليبرالية والعمالية وحتى الاشتراكية- الحزب الديمقراطي الأميركي، حزب العمال البريطاني، الحزب الاشتراكي الفرنسي- لتصبح مواقفها وبرامجها كلها، تعكس الأهداف الجديدة للرأسمالية الفاشية الراهنة.

وبالتالي، فإن اختفاء التمايز بين تيارات الحركة الصهيونية، سارت في موازاة مع اختفاء التمايز بين الأحزاب العمالية/الاشتراكية وبين الأحزاب اليمينية والشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة. تماماً مثلما أصبح الكيان الصهيوني نفسه كأحد أطراف المعسكر الرأسمالي، كياناً رأسمالياً طفيلياً معتمداً على المركز الرئيسي للرأسمالية، وتحول مثل المراكز الرأسمالية من رأسمالية "إمبريالية" إلى رأسمالية "فاشية".


............


نشر سعيد مقالة بعنوان "الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها". حاجج فيه بأنه لا مفر للصهيونية من التمسّك بخرافة (أنَّ أرض فلسطين كانت أرضاً بلا شعب. أو حتى إن كان فيها سكان، فهم إما "لا ينشغل بهم العالم أخلاقياً"، وإما "غير موجودين ولم يعد ممكناً التعرف إليهم").

دلالات

شارك برأيك

الصهيونية العلمانية تُشرعن للصهيونية التوراتية اغتصاب فلسطين

المزيد في أقلام وأراء

تجارة لا تبور

إسماعيل الشريف

جائحة الركود التضخمي الجديد

حسام عايش

عائلة بأكملها في قبضة الغياب... حين تُقصف السماء الذاكرة

بن معمر الحاج عيسى كاتب وباحث جزائري

رفح.. سنة في درب المعاناة وسبع محطات من الصبر الجميل المقدّس

حلمي أبو طه

الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع

راسم عبيدات

اصلاح حال بال المراهقين/ المراهقات (3)

غسان عبد الله

قراءة في مذكرة التفاهم الثنائية بين الحكومتين الفلسطينية والبريطانية

د. دلال صائب عريقات

أوروبا تحتفل.. ونحن ننتحب

أمين الحاج

كُـنْ مســاعداً...!

د. أفنان نظير دروزه

حين تُمنع الكلمات.. تكميم البحث العلمي وطمس المعرفة في زمن الإبادة

د. سماح جبر/ استشارية الطب النفسي

بعد ٨٠ عاماً من الانتصار على النازية.. شعبنا بإرادته وإتقان شروط المواجهة سينتصر أيضاً

دروز سوريَة بين نار داعش ونار إسرائيل!

هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا

خطة ترامب.. تحت غطاء إنساني

فنتازيا ترامب وتكهنات الإعلان المرتقب

تحولات سياسية طارئة

حين تُمنع الكلمات: تكميم البحث العلمي وطمس المعرفة في زمن الإبادة

بقلم: د. سماح جبر استشارية الطب النفسي

بعد عام على حكومة المهندسين

نصار يقين

مطالب "الجمهوريين" في استطلاعات الرأي

جيمس زغبي

القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال الإداري الإسرائيلية سردية القمع المنظم ضد شهود...

بن معمر الحاج عيسى

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1212)