Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 22 أبريل 2025 6:53 صباحًا - بتوقيت القدس

رحيل فارس!

يرحل الراحلون وتظل أقوالهم وأفعالهم تشهد على استمرار حياتهم بعد وفاتهم، بما تركوه من علم ينفع وذكر يرفع.

 برحيل البابا فرنسيس، تفقد البشرية قامة إنسانية وإيمانية وقيمية رفيعة. لم يخش في القول والفعل لومة لائم، وهو يوجه انتقادات لاذعة للمجرمين على ما ارتكبوا في غزة من جرائم وحرب إبادة مستعرة، معظم ضحاياها من الأطفال.

في العام 2014  زار الحبر الأعظم مدينة السلام، وقال وفعل ما أزعج الاحتلال، الذي حاول عبثاً تغيير درب الآلام الذي سلكه قداسته بجوار الجدار.

استذكاراً واحتراماً وتقديراً للمواقف النبيلة للراحل الكبير، أعيد نشر ما كتبته حينها، عن تلك الزيارة التي كانت بمثابة معركة خاضها قداسته، بما يمتلك من صبر ويقين وإيمان، لم يصل إلى مستواه الكثير من قادة العالمين العربي والإسلامي.


البابا إذ يقود تظاهرة ضد الجدار بصمت جليل!

 وقف واستوقف، وبكى واستبكى في لحظة صمت مدوّية، سجلتها عدسات المصوّرين، الذين جاؤوا من أربعة أرجاء الأرض؛ لتغطية واحدة من أكثر الزيارات أهمية، يقوم بها قداسة الحبر الأعظم لمهد الرسالات، وأرض النبوّات، وملتقى الحضارات، وهو يقود تظاهرة بصمت جليل، ويؤم المؤمنين -مسيحيين ومسلمين- عند الجدار الذي كتبت على حوائطه العذابات، ونزفت عند عتباته الدماء، ورسمت بحجارته واسمنته المسلح بغطرسة القوة العمياء، الحدود الطارئة، وفرضت على جنباته الحقائق الزائفة، ودفنت تحت أساساته قيم الحق والحرية، وأقيمت على أنقاضها أعمدة خرسانية من البغضاء والعنصرية.

كان ترجُل قداسته المفاجئ، والخارج عن النص، من سيارته، باتجاه الجدار، بمثابة تظاهرة قادها الحبر الأعظم، باسم كل المؤمنين والأحرار في العالم، ضد كل ما يمثله الجدار من اعتداء على الحريات، وسلب للحقوق، وسطوٍ على الأراضي، واقتلاع للأشجار وإزهاق للأرواح ، في رسالة وصلت إلى كل من يهمه الأمر، وهي رسالة، وإن كان قد عبر عنها قداسته بكلمات لامست هموم الفلسطينيين وعذاباتهم، وبعثت الأمل في بلوغ غاياتهم وأهدافهم؛ إلا أن تظاهرته ضد الجدار جاءت تعبيراً عملياً عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، في نضاله لنيل حريته وإقامة دولته.

كاد صمته يصير لغة، وكادت يده الحانية الطيبة تصير معولاً يهز أركان الجدار، وكادت صلاته وتسابيحه ودعواته الطيبات الصاعدة إلى السماوات تصير بلسماً يداوي جروح السائرين في طريق الآلام، المرابطين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس؛ من مسيحيين ومسلمين لا يضرهم ما أصابهم من لأواء.

ولعلّ من تابع وسائل الإعلام الإسرائيلية التي كانت تبث زيارة البابا على الهواء مباشرة، لاحظ أنها أشاحت بوجهها عن اللحظة التي خرج بها البابا عن النص، مترجلاً تجاه الجدار، وعادت لتبث لقطات مسجّلة من الزيارة طيلة الدقائق الخمس التي تظاهر فيها قداسته عند الجدار.

دقائق معدودة قبل وصول موكب البابا، كانت كافية لأطفال مخيم عايدة للاجئين، بعد لحظات من انتهاء الجنود من تبييض الجدار من الشعارات، ليخطوا عليه من جديد عبارات الحرية، حتى وصله البابا قبل أن يجف مداد الكتابة عليه!

بقي أن أقول إن صمت البابا وصلاته عند الجدار كان مفاجئاً، وصاعقاً ومدوياً، وكان معركة برية، وتظاهرة بالذخيرة الإيمانية الحية، فعلاً على الأرض، لا قولاً مرسلاً في الهواء الطلق، فعلٌ لم يسبقه إليه من الزعماء وقادة العالم أحد.. نعم إن صوته وصمته وصلاته عند الجدار كانت ذروة الإيمان.

دلالات

شارك برأيك

رحيل فارس!

المزيد في أقلام وأراء

بين بلفاست وغزة: دروس من أيرلندا الشمالية للفلسطينيين

فلسطين من التقسيم إلى التطهير العرقي.. النكبة مستمرة

رفعت قسيس

الحب في زمن الحرب بغزة.. بين لهيب المعاناة ولهفة القلوب

حلمي أبو طه

جولة ترامب.. الرابحون والخاسرون

عوني المشني

هل يعود حكم المماليك؟

جواد العناني

النكبة والإبادة والحد الأدنى

حمزة البشتاوي

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!!

محمد علوش

التعليم في فلسطين.. رسالة الأمل وصوت الهوية في زمن التحديات

د. سارة محمد الشماس

كل يوم في المخيم هو تذكير بأن النكبة لم تنتهِ

محمد أبو عكر أسير سابق مضى خمس سنوات في الاعتقال الاداري

الإسلاميون بعد قرن.. حصادُ الصراع ومآلات المستقبل؟!

الإفراج عن عيدان ألكسندر .. دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات اللاجئين في القدس

قد لا تصل هذه الرسالة أبدًا

الفرصة الأخيرة؟ الاقتصاد الفلسطيني أمام لحظة الحقيقة مع حكومة مصطفى

الدكتور سعيد صبري- مستشار اقتصادي – عضو مجلس ادارة هيئة التحول الرقمي الدولية

… ونقرأ الفاتحة على خسائرنا الفادحة!

إبراهيم ملحم

الإفراج عن عيدان..هل من انفراجة توقف الإبادة؟

جمال زقوت

الإفراج عن عيدان ألكسندر ، دلالات جديدة في السياسة الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية

مروان إميل طوباسي

الاعتراف المزعوم والهراء المعلن

أمين الحاج

إسرائيل على مفترق طرق.. احتلال، إبادة جماعية، وموت رؤية

ألون بن - مئير

انكشاف الغرب الاستعماري وتعريته

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1238)