مع تأكيد حركة حماس التزامها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، وفقا للجدول الزمني المحدد والمتفق عليه، بعد مفاوضات ومباحثات مع مسؤولين قطريين ومصريين في الدوحة والقاهرة، فإن الأنظار من المفروض أن تتجه يوم غد السبت، إلى مراسم الدفعة السادسة من صفقة التبادل، لكن إسرائيل كعادتها تضع دوما العصي في الدواليب، ليطل مكتب نتنياهو وينفي التقارير التي بثتها حماس عن حل الأزمة، ويدعي انها أخبار كاذبة وليس لها أساس من الصحة.
ويأتي النفي الإسرائيلي رغم وجود اتفاق رسمي، وذلك حتى يتجنب نتنياهو الحرج أمام الوزراء المتطرفين وفي مقدمتهم سموتريتش وبن غفير، وكلاهما اعترف أن إسرائيل رضخت لمطالب حماس، كما أن بعض المحللين الإسرائيليين قالوا إن ضغط حماس نجح، وإنها هددت وحصلت على ما أرادت والكرفانات ستدخل إلى غزة.
ويتضح من تصريحات بن غفير التي أشار فيها إلى أن إسرائيل لم تستغل تصريحات ترمب لإخضاع حماس، بل على العكس استمرت بالخضوع لها، ما يدل على ان إسرائيل وافقت على تنفيذ البروتوكول الإغاثي وخصوصا الإنساني، ولكن نتنياهو ما زال يماطل ويمارس سياسته المعهودة بالتأخير، وذلك لتحقيق توازن في سياسته القائمة على ضرورة إرضاء وزرائه المتشددين..
ما زالت إسرائيل تعطل قرار دخول المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة للقطاع، رغم أنها تحتشد أمام معبر رفح بانتظار قرار إسرائيلي بالسماح لها بالدخول، في إطار تهديد بعض الوزراء بمنع إعمار غزة إلا بعد القضاء على حركة حماس.
من الواضح أن سياسة إسرائيل تعتبر بمثابة عرض دعائي كما تقول القناة الاسرائيلية ١٢، وذلك بهدف تمهيد الطريق أمام الرأي العام الإسرائيلي، بأن حماس هي التي تراجعت عن الشروط التي وضعتها لمواصلة عملية التبادل، وفي حقيقة الأمر فإن هناك اتفاق واضح وصريح بين إسرائيل وحماس، وكل طرف قدم تنازلات معينة من جانبه لضمان تنفيذ الاتفاق، لكن إسرائيل تحاول دوما تأخير عملية تنفيذ أي اتفاق، ومن بين المظاهر الدعائية التي تقوم بها، اجتماع الأمس لتقييم الوضع في مقر القيادة الجنوبية للجيش بحضور نتنياهو ووزير الجيش وكبار قادة الجيش والشاباك، وذلك لتنفيد الاتفاق ولكن بطريقة المراوغة والمناورة حتى حلول الجمعة، وهو الموعد الذي من المقرر ان تعلن فيه حماس عن أسماء المحتجزين الثلاثة الذين سيفرج عنهم يوم غد السبت.
لا تقف التقديرات الإسرائيلية عند حاجز دفعة السبت، بل تتجاوز ذلك إلى إمكانية الإفراج هذا الأسبوع، بما فيه السبت عن ستة من المحتجزين، بسبب قرار حماس الحفاظ على ما تم الاتفاق عليه، ومن هنا يتوجب على نتنياهو إنهاء حربه الصفراء، لأن مخططاته وألاعيبه لم تعد مكشوفة فقط للشارعين الفلسطيني
والإسرائيلي، بل لكل العالم، ومن هنا فإدخال المعدات الثقيلة والكرفانات ضمن البروتوكول الإغاثي هي مسائل سبق الاتفاق عليها وتقديم الضمانات اللازمة بشأنها من خلال الوسطاء، الذين يتوجب عليهم إلزام إسرائيل بتنفيذ الشق الخاص بها حسب الاتفاق وعدم تركه بدون تنفيذ، لأن حماس قد تعود لتضع اشتراطات جديدة إذا لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ كل تفاصيل الاتفاق
شارك برأيك
اتفاق مع وقف التنفيذ!