دقت الساعة، وحان موعد مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل بين إسرائيل و"حماس" بشكل جدي، رغم أن المفاوضات الحقيقية كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، لكن وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش حصل على وعد مشؤوم من نتنياهو ينص على أن قرار بدء المفاوضات للمرحلة الثانية سوف يخضع لنقاش الكابينيت السياسي والأمني الذي اجتمع يوم أمس، وبالتالي فإن القرار يُرجح أن يكون في إطار مجاملة الأميركيين فقط، مع مماطلة أكبر، حيث يشير عدد من المسؤولين في دائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى أنه لا يوجد أحد تقريباً في إسرائيل يعتقد أنه من الممكن الوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة، لأن الفجوات كبيرة جداً، ولن تتمكن إسرائيل من التنازل عن أيٍّ من مطالبها.
تسعى إسرائيل بذلك بكل قوة لتمديد المرحلة الأولى، وإدراج المزيد من الرهائن على القائمة الإنسانية، ويبدو أن بعض بنود هذه القائمة تم الاتفاق عليها، حيث من المقرر الإفراج يوم بعد غد الخميس عن عدد من جثث الإسرائيليين، وتشير التوقعات أيضاً إلى امكانية الإفراج عن ستة محتجزين على قيد الحياة في دفعة يوم السبت المقبل، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هذا التغيير سيكون مقبولاً لدى "حماس"، وما المقابل الثمين الذي ستحصل عليه، لا سيما أن نتنياهو لا يزال متردداً بشأن مسألة إدخال البيوت المتنقلة والعتاد الخاص بالبروتوكول الإغاثي.
مع الإشارة إلى أن التقديرات الإسرائيلية بأن فرص الدفع والتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق ليست كبيرة، وذلك بسبب رفض حماس التخلي عن قطاع غزة من جهة، وفي ظل تهديد استقرار الحكومة الاسرائيلية من جهة أخرى، حسب ما أورد موقع "هآرتس"، فإن أولوية المستوى السياسي في إسرائيل بالدفع نحو تمديد المرحلة الأولى تُعد بمثابة ورقة ضغط، لكن "حماس" قد ترفضها إلا إذا التزمت إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإغاثي.
يواصل نتنياهو اللعب على كل الحبال، وهو متلهف لاستقبال قرار وزير جيشه يسرائيل كاتس إنشاء إدارة خاصة في وزارة الجيش لتهجير سكان غزة "طوعاً"، حيث يسعى نتنياهو لتعزيز هذا النهج من خلال تقديم خطة أولية، بشأن الموضوع، من قبل الجيش الإسرائيلي، فيها مغريات كثيرة تتضمن مساعدات واسعة، تسمح لأيّ مقيمٍ في غزة، يرغب في الهجرة طوعاً إلى دولة ثالثة بالحصول على ظرف يتضمن ترتيبات خروج خاصة عن طريق البحر والجوّ والبرّ.
وفي حال أصرّ الغزيون على صمودهم وبقائهم على أرضهم، فإن نتنياهو يهدد باستخدام ورقة تهديد ترمب، وبالتالي استئناف العدوان بناء على معطيات النقاشات الجارية حالياً، إضافة إلى وعده المشؤوم لسموتريتش، وإلا فإن حكومته قد تنهار في أي لحظة
شارك برأيك
الوعد المشؤوم