بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية أمس على تعيين أيال زامير رئيساً لأركان جيش الاحتلال، كان نتنياهو من أوائل المهنئين، باعتبار أن زامير سيقوم بمهمة التغيير، كما يدعي نتنياهو، لوجه الشرق الأوسط بنهجه الهجومي.
ويواصل نتنياهو بذلك الحديث منذ بداية الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، التلويح بمصطلح تغيير الشرق الأوسط، وهو مصطلح استعماري لكيان محتل يسعى لاحتلال المزيد من الأراضي العربية المجاورة لفلسطين، وفي مقدمتها لبنان وسوريا، ولم يكن مستغرباً أن يهنئ نتنياهو ووزير جيشه كاتس رئيس الأركان الجديد، حيث وصفا عملية اختياره بالمهنية والدقيقة، وأنها تعكس الثقة الكبيرة بخبرته الواسعة في الجيش الإسرائيلي.
تهنئة نتنياهو أكثر من مرة لزامير، وإبداء الإعجاب به بسبب ما وصفه بالتزامه نحو الجيش وإسرائيل وتأييده هذا التعيين، لا يأتيان من فراغ، لأن زامير سيكون مطيعاً لأوامر وطلبات نتنياهو الذي واجه مشاكل وخلافات عديدة مع قيادة الجيش، خصوصاً مع وزير الجيش السابق يوآف غالانت، والضغط على عدد كبير من القياديين في الجيش بأساليب تفرض عليهم الاستقالة والتخلي عن مهماتهم، والتلويح بإقالة رئيس جهاز الشاباك، كلها تبدو حلقات متتالية لنتنياهو للهروب من فشل السابع من إكتوبر، ومنع تشكيل لجنة تحقيق وطنية، إضافة لتنفيذ كل ما يمليه المستوى السياسي الذي يريد مواصلة الحرب والتخلي عن صفقة التبادل، وهذا سيكون مقبولاً على زامير.
تعيين زامير يعني تنفيذ المزيد من حملات العدوان العسكرية في الضفة الغربية، حيث إن التلويح بذلك أصبح واضحاً من خلال تصريحات الأيام الأخيرة، ورغم فشل الجيش الإسرائيلي وعجزه عن تحقيق أي هدف عسكري أو سياسي للحرب على غزة، إلا أن العديد من المحللين يُعلّقون آمالاً على زامير بإخراج الجيش من أزمته، حيث وصفوه بالجنرال الخبير.
رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي يُعد من أهم قادة الجيش، ولديه صلاحيات واسعة لتنفيذ وترجمة القرارات العسكرية والسياسية، وعليه فإن خططه الهجومية نحو إيران والمنطقة بشكل عام ستكون من بين الأهداف المهمة التي يتطلع لتحقيقها، وذلك بدعم وتوجيه من نتنياهو، الذي رفض الإفصاح يوم أمس خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي عما وصفه بفتح أبواب الجحيم على غزة، كما يريد الرئيس الاميركي، لكن المؤكد انه مع رئيس هيئة اركان كهذا لن يجد نتنياهو صعوبة في اتخاذ كافة القرارت التي يريدها، لمواصلة الحرب على الضفة واستئنافها على قطاع غزة، مع إبقاء الخديعة حاضرة من خلال الموافقة على إرسال وفود إلى القاهرة والدوحة للتفاوض بدون صلاحيات، وكل ذلك بهدف تنشيط الخيار العسكري الذي سيعرقل مفاوضات المرحلة الثانية، ويستبدلها بحرب جديدة، هدفها تهجير وترحيل الفلسطينيين لتحقيق رؤية ترمب
شارك برأيك
زامير والتهديد بالتغيير