Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 13 فبراير 2025 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

آثار غزة وحرب التاريخ" لحسام أبو النصر في متحف درويش

تبدأ  الكاتبة ريتا طه تقديم أمسية إطلاق كتاب "آثار غزة وحرب التاريخ"، للكاتب حسام أبو النصر عن دار الفينيق في عمان، بوصف شاعري كهواء بحر غزة، كما قالت وهو وصف "القلقشندي" لغزة في كتابه  "صبح الأعشى" وفيه يقول: "وغزة على طرف الرمل بين مصر والشام، بين البر والبحر بجانبيها، مبنية على نشز عال على نحو ميل من البحر الرومي. ذات جوامع ومدارس وزوايا، وبيمارستان وأسواق، صحيحة الهواء، وشرب أهلها من الآبار لخفة مائها وبساحلها البساتين الكثيرة، وأجل فاكهتها العنب والتين، وبها النخيل". 


ومع ذلك تقول مقدمة الأمسية والمحاورة: "نحن الآن لا نناقش عملاً أدبياً لنتناول جمالياته من أجل شرحها أو الاستفسار حول ما تكتنفه من غموض، ولا من أجل استطعام حلاوة صور شعرية ملونة. فكاتبنا لم يلون قتامة المشهد الذي ما زال يعبق برائحة الحرائق والغبار والجثث المتحللة، ولكنه في الوقت ذاته لم يثقل علينا كثيراً بوصف التفاصيل، فهو مدرك تماماً بأنها لم تتفلت بعد من ذاكرتنا، ولن تصل قريباً إلى مرتبة الذكريات، لتبدأ الأمسية بسؤالها للكاتب هل لديك تنبؤ، أو ربما تخوف بأن هذا التدمير الهائل، كفيل بخلق سياق جديد للتأريخ الفلسطيني ووضعه في خانة الأسطرة لعدم إمكانية إثبات وجوده بشكل مرئي؟  

 

التخوف والتنبؤ

 

عن التخوف والتنبؤ يجيب الكاتب والمؤرخ حسام أبو النصر ذلك فهو الدافع الرئيسي لأن نكتب، فلو لم يكن لدينا تخوف لما كتبنا، وهذا ليس العدوان الأول الذي يستهدف المواقع التاريخية والأثرية، بل كان هناك تسلسل وتدرج في عملية الاستهداف، بدأت بعمليات السرقة التي تمت في العام 1948، واستمرت إلى عملية الإبادة والتدمير الكامل لكل المواقع المراكز والمعالم الأثرية والتاريخية.


ويتحدث أبو النصر عن ظروف كتابة هذا الكتاب قائلاً: أن كتابة التاريخ ليست ترفاً وتختلف عن الكتابة الإبداعية، فنحن ملزمون أن نبقى متمسكين بقلمنا في أصعب الظروف، وأن نكتب ونؤرخ كل ما يحدث لأنها عملية تسلسل لكل المراحل التي مرت وتمر علينا، وهي جزء من عملية التوثيق، فبالتالي كان لا بد أن يخرج الكتاب الذي بدأته في بداية الحرب، وبعد أن بدأت تتشكل ملامح التدمير على الرغم من تعالي أصوات تقول بأن الدم هو الأولوية الآن، وعلى أهمية هذا الرأي إلا أنه لم يجعلني أتراجع لأن للتاريخ والإرث والآثار هي حصيلة ما تركناه وتركه الشهداء، فبالتالي كان لا بد من توثيقه كما وثقت عمليات الإبادة للمدنيين بالتوازي سواء جوامع أو كنائس أو بيوت أثرية ومقامات ومقابر أثرية، لذلك كان لا بد أن نكون جاهزين للكتاب في الظروف العصيبة، لأننا كنا في ذلك الوقت نتواصل مع الأهل لتفقدهم والاطمئنان عليهم، وفي حينه تلقيت خبر استشهاد ثلاثة من أصدقائي والذين كانوا يعملون معي.


في هذه الحرب، فقدنا الكثير من المؤرخين والباحثين مثل سليم المبيض وجهاد المصري وناصر يافاوي، فالمشكلة، ليس لدينا الوقت حتى نحزن فعلينا، أن نكتب ونكتب ونكتب ونتلقى الخبر، ونستمر في الكتابة، فإذا حاولت أن تحزن ستتوقف عما تكتبه وتوثقه، ولن نفيهم حقهم إلا بالاستمرار.

 

مئة عام وتاريخ لم ينجز

 

وفي مداخلته، قدم الدكتور والشاعر الكبير المتوكل طه نبذة عن الدور الذي تلعبه الصهيونية بشكل حاسم واستراتيجي في إبادة وتهديم ونسف وإلغاء الجغرافيا الفلسطينية، باعتبار أن تلك الجغرافيا جسد التاريخ.


 ويضيف طه: "فعندما هدمت الصهيونية 500 قرية ومدينة في العام 1948، عملياً هي قامت بهدم التاريخ الذي كان نتاج تفاعل الفلسطيني مع أرضه عبر آلاف السنوات، وأسست جغرافيا جديدة ستحمل تاريخاً جديداً، يوحي بتأريخ جديد، فعندما تقوم الصهيونية والتحالف المسعور معها الغربي الأميركي بحصد كل نتوء في غزة، فهي تلغي التاريخ في هذه البقعة، وتحاول أن تؤسس - ولن تستطيع بالطبع -  جغرافيا أخرى بتاريخ آخر.


وعن المنجز التاريخي، قال طه: إننا نعيش لأكثر من  مئة عام من مظلمتنا الثقيلة، ولم ننجز تأصيلنا التاريخي بكل مكوناته، أي أننا لم نكتب روايتنا التاريخية من مئة سنة حتى الآن. صحيح أن هناك محاولات فردية، ولكننا لم ننجز تلك السبيكة الصلبة القادرة على الرد على رواية الاحتلال عن نفسه وعنا.


وتساءل أين مراكز الأبحاث؟ واعتبر أن غيابها وغياب المجلات الثقافية والأدبية هي أمر قاتل، مضيفاً: نحن غائبون إلى حد جارح.


وعن غياب المؤسسة التي ترعى الجهود الفردية، يقول الصحفي والناقد يوسف الشايب في مداخلته: " كنا نفتخر بمركز الأبحاث الفلسطيني، ونعتبر أن من يمتلك إصداراً عنها فهو حاليا يمتلك كنزا" في إشارة لغياب دور هذه المؤسسات. وتساءل عن التغييب المقصود حد الإقصاء على حسب تعبيره لهذه المؤسسات، والتي إن وجد بعضها، فدوره غير فاعل وعن جدوى تغييبها الذي يؤدي إلى إقصاء دور الثقافة، ولأن الثقافة هي فعل مقاومة وصمود، وفي هذه الفترة الحرجة بالذات دعا إلى ضرورة إعادة  دائرة الثقافة في منظمة التحرير لتنظيم الإطار الثقافي، وضرورة إعادة تفعيل الاتحادات.

 

الفعل التراكمي والمرحلة الآنية

 

وحول سؤالنا عن كيفية صناعة وإنجاز هذا الكتاب، قال أبو النصر: إن كتابة التاريخ عمل تراكمي فالكتاب عبارة عن ثلاثة فصول، منها ما كتب سابقاً من خلال أبحاثه السابقة، فهو حصيلة ما عمل منذ سنوات وليس آنيا، إضافة لعمله في تلك المواقع المذكورة سابقا في غزة، وفي العام 2014 كتب أول بحث نشر في مجلة شؤون فلسطينية عن المواقع الأثرية المدمرة في تلك السنة، وصولاً إلى عدوان 2023، بدأت التوثيق في الشهر الأول من خلال الكوادر على الأرض الموجودة في تلك المواقع، وبالتالي كان لحجم العدوان وشكله إن كان تدميراً جزئياً أو كلياً، وعدد مرات الاعتداء على المواقع، وتفصيل عملية الاعتداء.


وفي ختام الأمسية وقع أبو النصر كتابه للجمهور

دلالات

شارك برأيك

آثار غزة وحرب التاريخ" لحسام أبو النصر في متحف درويش

المزيد في أقلام وأراء

أول الغيث قَطْرُ!

حديث القدس

الانقسام الإسرائيلي

حمادة فراعنة

دوام ترديد التهديد بالتهجير وانعكاساته النفسيّة المتوقعة!

غسان عبد الله

الرسوم الجمركية الأمريكية "من أجل الفنتانيل" تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية

جي وينهوا

الوعد المشؤوم

حديث القدس

بين ابتزاز غزة بالتهجير واجتثاث مخيمات الضفة.. ما العمل؟!

جمال زقوت

الرقص على حافة الجنون

رمزي الغزوي

العناد الفلسطيني ورفض التوطين والتهجير

حمزة البشتاوي

هذه رسالتي لحركة "حماس"

محمد المصري

أزمة النظام السياسي الفلسطيني بين الشرعية الثورية والانتخابية ومعضلة الديمقراطية

مروان إميل طوباسي

أميركا وتداعيات "الدعم غير المشروط"

جيمس زغبي

اعتذار الرئيس الأميركي

حمادة فراعنة

زامير والتهديد بالتغيير

حديث القدس

خطاب فانس في ميونخ.. الضلال والسطحية والتطرف

أحمد رفيق عوض

جمعية فلسطين الدولية.. تفوّق نوعي متعدد الطبقات

حمادة فراعنة

مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية ضد مخطط التهجير

رائد عبد الفتاح مهنا

عن السعدنة وطريق السعادين

مصطفى بشارات

الأنظمة وتهجير غزة.. بين "التنمية بالحماية الشعبية" ومواجهة الصهيوأمريكي

د. عادل سمارة

التحول في الترمبية في المرحلة الثانية

رمزي عودة

نتنياهو وتزييف الحقائق

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 662)