أقلام وأراء
الجمعة 24 يناير 2025 8:42 صباحًا - بتوقيت القدس
في مغزى اتفاق وقف إطلاق النار

بموازاة إقرار الحكومة الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة وصفقة تبادل الأسرى، وما استجرّه هذا الاتفاق من توقّعات بشأن احتمال إنهاء الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر (2023)، لوحظ أن هناك ما وصف بأنه "صرير أسنان" من هذه الحكومة، وليس فقط من طرف جناحها المسيانيّ الأشد تطرفّاً، وكذلك ثمّة تأكيدات على أنه جاء استجابة لضغوط مارستها إدارة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترامب، ناهيك عن أنه تقريبا الاتفاق نفسه الذي جرى التوصل إليه في أيار/ مايو 2024، وعرضه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، ولكن رئيس الحكومة نتنياهو عرقله بإصراره على رفض بنود فيه، ثم عاد ووافق عليها تحت وطأة ضغوط الإدارة الجديدة في واشنطن.
وعند متابعة ما كُتب من تحليلات وتعليقات إسرائيلية يمكن القول إن الاتفاق أوجد مزيجا مختلطاً من المشاعر في أوساط الإسرائيليين، ناهيك عن طرح أسئلة فيها قدر من تقييم منطوٍ على دلالات. أول هذه الأسئلة ما إذا كان بالإمكان تنفيذ الصفقة الناجزة قبل أشهر؟ ومع أن معظم الذين طرحوا هذا السؤال، الذي هو من نوع "ماذا لو؟"، تهرّبوا من محاولة الإجابة عنه، بحجة ضرورة إبقائه إلى حكم التاريخ، أو حكم لجنة تحقيق مستقّلة إذا تشكّلت أصلاً، إلا إن قلة منهم حاولت تقديم جواب، ومنه في الوسع الاستدلال على ما يلي:
أولا، مغزى الاتفاق واضح، أن إسرائيل لم تقضِ على حركة حماس، عسكريّاً، وإن وجهت إليها ضربة قوية، ولم تقض عليها سلطويّاً. ولا يحتوي الاتفاق على شيء يضمن عدم استعادة الحركة قوتها، كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تطرح خطة سياسية لما يوصف بأنه "اليوم التالي" للحرب، وبقيت مُصرّة على استخدام القوة ومزيد من القوة لأسباب سياسية، ومن أجل البقاء الشخصي بالنسبة إلى نتنياهو.
ثانيا، إلى جانب ذلك كله، جرى إنهاك الجيش الإسرائيلي بمهمّات لم يكن لها أي تأثير في شروط إنهاء الحرب، كما أضعفت مكانة إسرائيل الدولية.
يشير المناخ العام السائد في إسرائيل إلى أن المصلحة السياسية الأكثر أهمية لنتنياهو البقاء في السلطة، وهي التي تحكم على اتّجاه الأمور أكثر من أي مصالح أخرى عامة. ومن شأن إنهاء الحرب في غزّة أن يُعرّض بقاءه في الحكم للخطر، لعدة أسباب، في مقدمها: ما دامت الحرب مستمرّة يصعب المطالبة بانتخابات جديدة، أو بإقامة لجنة تحقيق رسمية يمكنها أن تحمّله المسؤولية عن إخفاق "7 أكتوبر"؛ شركاؤه في الائتلاف الحكومي من الجناح اليميني المتطرّف متمسّكون باستمرار الحرب، ويهدّدون بإسقاط الحكومة إذا ما التزمت صفقة تبادل الأسرى بوقف الحرب. ولهذا السبب، يلمّح نتنياهو بأنه سيفعل كل ما في وسعه لكيلا تنتهي هذه الحرب. ويرى هؤلاء الشركاء في الحرب فرصة للعودة إلى الاستيطان في غزّة، من خلال توسيع نطاق سيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحاتٍ من أراضي قطاع غزّة، وبعد ذلك تحويلها إلى مستوطنات، نظرا إلى أن هجوم "طوفان الأقصى" أوجد مبرّرات أمنية قويّة لتغيير الحدود مع غزّة.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يداعب شركاء نتنياهو حلم استعادة الاستيطان في غزّة. ومثلما يستذكر بعضهم، سبق لترامب أن لمّح في "صفقة القرن" عام 2020 إلى أنه جاهز للتفكير بصورة مختلفة بشأن كل ما يخصّ منطقة الشرق الأوسط، عندما اعترف بضم هضبة الجولان السورية إلى إسرائيل، وبحث إمكان السماح لإسرائيل بفرض السيادة على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
كما أن الرئيس الأميركي المنصرف، جو بايدن، وافق بِصَمْتِه، على أعتاب انتهاء ولايته، على سيطرة الجيش الإسرائيلي على مناطق في جنوب سورية، من أجل "تأسيس حدودٍ يمكن الدفاع عنها". والآن، لدى ترامب فرصة للقيام بذلك في شمال غزّة
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
"حرب سلاسل الامداد" خدعة اللص الذي يصرخ: توقف ايها اللص
شينخوا- القدس دوت كوم
رسائل متبادلة بين الملك وترامب..، غزة مفتاح السلام لشرق عربي مزدهر
كريستين حنا نصر
خطة العرب لمواجهة ترمب
حديث القدس
بين النارين
حمادة فراعنة
أسباب طرح ترمب مخطط احتلال غزة وتهجير سكانها
صلاح جمعة نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط
ترمب.. وتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية
جيمس زغبي
بين التهديدات والمواقف العربية.. فلسطين في عين العاصفة
مروان اميل طوباسي
النظام الدولي الجديد.. بين الهيمنة والتوازن
د. محمود خليفة- سفير دولة فلسطين لدى بولندا
آثار غزة وحرب التاريخ" لحسام أبو النصر في متحف درويش
رام الله -"القدس" دوت كوم- توفيق العيسى
هذا زمان الشد فاشتدي
مؤيد شعبان
مناورات وسط المؤامرات
حديث القدس
البائع والمشتري لــ"ريفييرا غزة"!
نبهان خريشة
ما بين جامعة بيرزيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
راسم عبيدات
ترمب يشتري غزة.. مرتك حلوة يا جحا وبتلبق لي
حمدي فراج
الجار الإيراني
حمادة فراعنة
بصراحة.. عن سيناريوهات "اليوم التالي"
هاني المصري
العزلة الأمريكية... فرصة لبناء قوة مضادة تفرض إرادتها
د. فوزي علي السمهوري
القمة العربية وأولوية توحيد الفلسطينيين
جمال زقوت
صاحب الصوت الذهبي.. وداعاً
د. خالد جميل مسمار
لقاء اليوم في واشنطن
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
ترامب يهدد بالعودة للحرب في حال لم يتم الإفراج عن المحتجزين
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

تربويون يطالبونها بالعدول عن القرار.. لماذا سحبت "الأونروا" كتاب الصف الخامس؟

قطر تبدأ إمداد غزة بـ 15 مليون لتر من الوقود
الرئيس الفرنسي: إعادة بناء غزة يجب أن لا يأتي على حساب عدم احترام الفلسطينيين
بصراحة.. عن سيناريوهات "اليوم التالي"

بن غفير: إسرائيل أصبحت أضحوكة الشرق الأوسط

الأكثر قراءة
بيان من البيت الأبيض يكشف تفاصيل جديدة عن لقاء ترامب مع العاهل الأردني
ملك الأردن: لا يمكن تحقيق الاستقرار بالإقليم دون تنفيذ حل الدولتين
80 مليون دولار لحصر الأضرار وإزالة الركام وإنشاء عدد من مراكز الإيواء المؤقتة في قطاع غزة
عشية لقائه مع العاهل الأردني، ترامب يعلن أنه لن يكون للفلسطينيين حقا بالعودة إلى غزة

ترامب يؤكد لدى استقباله العاهل الأردني على الاستيلاء على غزة وضم الضفة الغربية
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

فارس يطالب الرئيس عباس بسحب مرسوم مخصصات الأسرى والشهداء

أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 627)
شارك برأيك
في مغزى اتفاق وقف إطلاق النار