دوّنت المقاومة الفلسطينية مع شعبنا الفلسطيني العظيم، يوم أمس الموافق ٢٥-١-٢٠٢٥، يوماً للتاريخ وسط مظاهر الفخر والاعتزاز بالكبرياء الفلسطيني، الذي تجسد بأروع صوره، من خلال الإفراج عن أسرى فلسطينيين فرضت عليهم إسرائيل محكوميات ظالمة بعد أن سجنتهم لفترات طويلة جداً، جلهم من أسرى المؤبدات.
وتجسدت إرادة شعبنا بأسمى وأرقى صورها من خلال ما جرى يوم أمس من مآثر فلسطينية نعتز ونفتخر بها، حيث تم تخليص ٢٠٠ أسير من عذابات السجون، وإجراءات التنكيل الإسرائيلية والحبس لفترات طويلة جداً، ورغم إبعاد عدد كبير منهم إلى مصر ومن ثم ستكون وجهتهم إلى دول خارجية أخرى، فإن فرحة التحرير والتخلص من نير الاحتلال وسنوات القهر والإذلال كانت على قدر الحدث المهم، في صفقة هي الأكثر نوعية في تاريخ الحركة الأسيرة نظرا لاشتمالها على هذا الكم المميز من المحررين.
وكالعادة بحثت إسرائيل بكل الطرق عن محاولات افساد فرحة الإفراج عن جنرالات الصبر الفلسطينيين، وبعضهم أمضى عشرات السنوات في السجون، وذلك بداية بالمماطلة وتأخير عملية الإفراج، مروراً بفرض اجراءات صارمة في محيط السجون التي انطلقت منها حافلات المحررين وصولاً إلى عملية مطاردة عائلاتهم واقتحام منازلهم، ومنع أي مظاهر للاستقبال، بالتزامن مع سياسة الاعتداء على الأهالي وقمعهم بالقنابل الغازية.
تجلت صورة النصر الفلسطينية، وسط التفاف شعبي وجماهيري في كل المحطات، غزة والضفة الغربية بما فيها القدس ومصر، حيث فرض الفلسطينيون إيقاعهم، في يوم سيبقى محفوراً في سجلات الكبرياء، كل ذلك وإسرائيل لا تريد مشاهدة علامات ورايات النصر، لكنها وجدت نفسها أمام هالة شعبية صاخبة، وأمام شعب يعشق الحياة .
قدمت المقاومة الفلسطينية يوم أمس عرضاً متميزاً خلال عملية تسليم وتحرير المجندات الإسرائيليات الأربع، حمل العديد من الرسائل المعبرة والقوية التي هزت أركان المنظومتين السياسية والعسكرية لإسرائيل، انطلاقاً من الحشد الهائل من المقاتلين والنشطاء الذين ظهروا ببزاتهم العسكرية، وسط تنظيم تقف خلفه إدارة محنكة وقيادة واعية، ظهرت من خلاله بمظهر الدولة القادرة على تقديم نفسها بثقة وحضور للرأي العام العالمي، برسالة احترام لحقوق الأسيرات الإسرائيليات من خلال ظهورهن بالزي العسكري، بعد اعتقالهن بهذا الزي، وتقديم هدايا لهن، والسماح لهن بأداء تحية الوداع للمقاومة، وإظهارهن في عدد من الشرائط المصورة وهن على بحر غزة، وتقديمهن الشكر للمقاومة على حسن المعاملة، حيث ثبت وباعتراف الاحتلال بأنهن في حالات صحية جيدة جداً، في الوقت الذي لم يكن فيه أقل المتفائلين ينتظر هذا السيناريو.
أثبتت المقاومة أنها كيان متكامل ومنظم، وأنها ليست عصبة إجرامية أو إرهابية مكونة من بعض العناصر، كما تسعى إسرائيل لتصويرها، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل من خلال إدارة سجونها وجيشها وشرطتها وأجهزتها الأخرى حملات التنكيل بالسجناء الفلسطينيين، وحولت حياتهم في المعتقلات والسجون إلى جحيم لا يطاق، وكل ذلك في ظل عدوانٍ قاسٍ لم يرحم شعبنا في غزة والضفة على حد سواء.
رسائل شعبنا ومقاومتنا وصلت إلى العالم بأسره، وفيها كل المعاني الوطنية والأخلاقية والإنسانية وسنبقى نردد على مسامع البشرية جمعاء وإلى الأبد:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
شارك برأيك
٢٥-١-٢٥ يوم للتاريخ