Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 08 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا - بتوقيت القدس

محو غزة عن الخريطة

من يشهد عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، يتأكد من أن تصريحات قادة الاحتلال ليست مجرد كلام قيل وانتهى، ولا هي غوغائية بلهاء أو فقاعة هواء، بل مخطط مُعد يسعون إلى تحقيقه وفرضه على أرض الواقع، وتجسيده بكل الطرق والسُبل، وهو يتمثل في قتل أكبر عدد من الناس، وتهجير البقية للسيطرة على القطاع والتحكم بثرواته، خاصة الغاز على ساحل البحر، حيث أطماع الاحتلال تظهر بصورة واضحة، فيواصل عملياته الإجرامية دون هوادة، ويواصل سياسة القتل والحصار وتدمير كل أشكال الحياة، ويرفض وقف الحرب، كما يرفض كل مقترح يدور حول إتمام صفقة تؤدي إلى وقف الإبادة، وذلك تماشيًا مع تحقيق أهدافه التي يسعى إليها.


السيطرة على غزة وتهجير الناس وسرقة خيرات الأرض وما عليها، ما تحتها وما فوقها، وتغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي، ورسم خارطة جديدة تحد من مساحة غزة الضيقة والصغيرة أصلًا، وإحلال المستوطنين في بعض المناطق، خاصة في شمال القطاع هدف تسعى لتحقيقه حكومة نتنياهو وهو من الأهداف المعلنة، أما ما خفي من أهداف فهو بالتأكيد أفدح وأخطر، وما شهدناه ونشهده من وقائع يحاول فرضها، سواء بشق الطرق ورسم الخرائط وإقامة الأبراج العسكرية وعزل المناطق عن بعضها، وطرد السكان بالقوة والبطش والترهيب والتجويع، من أجل الوصول أهدافه المعلنة وغير المعلنة. 


أمنيات قديمة جديدة سكنت قادة الاحتلال على مر العقود وطيلة سنوات الاحتلال، كان بعضها يدور حول أن يبتلع البحر غزة، بين ليلة وضحاها حتى تصبح بلا أثر، وهم اليوم يعملون على شطبها ومحوها من خلال حرب الإبادة المستمرة، ويواصلون ارتكاب كل جرائمهم بحق البشر والشجر والحجر، رغبة في محوها وطرد وتهجير وقتل سكانها، وهدم معالمها ليتسنى لهم سرقة ما في باطن أرضها، من غاز ونفط وموارد وتاريخ وأمجاد، بيد أن غزة عصية على ذلك، فهي قبل البحر كانت وحضارتها راسخة وحضورها منذ الفلسطيني الأول، وهذا ما يفسر صمود الناس وتشبثهم في أرضهم، ورفضهم المطلق لكل أشكال التهجير، برغم حرب الإبادة المتواصلة منذ أربعة عشر شهرًا.


لم يسلم من حرب الإبادة الجماعية شيء في غزة، المدارس والجامعات ودور العبادة والمستشفيات وشبكات الكهرباء والمياه والأماكن التاريخية والآثار العريقة، وهذا جزء من عمليات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال، حيث جعل قطاع غزة غير صالح للحياة، فاقدًا لكل سبل العيش، طاردًا سكانه وهو يعمل على تهجيرهم بكل الطرق والوسائل من أجل تحقيق أهدافه غير المعلنة من وراء الحرب.


مع استمرار حرب الإبادة واقتراب استلام دونالد ترامب لمهامه في يناير القادم، تزداد المخاطر التي تحدق بقطاع غزة وسكانه، وليس غزة وحدها بل الضفة الفلسطينية والقدس حيث يتهددها غول القضم والضم وسرطان الاستيطان، في ظل التلاقي العنصري الذي يجمع الرجلين نتنياهو وترامب، على قاعدة المصالح المشتركة والانحياز الأعمى.

دلالات

شارك برأيك

محو غزة عن الخريطة

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 557)