Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:12 صباحًا - بتوقيت القدس

مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله

أعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي الموافق 26-11-2024 موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار مع حزب الله الذي جرى التوصل إليه عبر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بوساطة أمريكية.


وفيما لم تنشر تفاصيل الاتفاق، إلا أن غالبية المجتمع الإسرائيلي بواقع 61% وفقاً لإستطلاع الرأي الذي نفذته القناة العبرية (13) مباشرة رأت أن الاتفاق لا يجسد انتصار إسرائيل في الحرب، ولم يحقق أياً من أهدافها المعلنة، كما كشف الإستطلاع أن هناك انفساماً داخل المجتمع الإسرائيلي حول تأييد الاتفاق بواقع 44% مع، و37% ضد.


الأمر الذي دفع رئيس الوزراء نتنياهو لتبرير موافقة إسرائيل على الاتفاق بتوضيح ثلاثة مبررات، كان أولها أن الاتفاق يسمح لإسرائيل بالتركيز على مواجهة التهديد الإيراني، وثانيها أن الاتفاق يُمكّن إسرائيل من منح الجيش المنهك وقت للراحة، كما يمنح الدولة وقتاً لملء مخازنها من الأسلحة والذخيرة، وكان آخرها أن الاتفاق يكسر مفهوم وحدة الساحات ويفصل غزة عن لبنان.  


وعلى الرغم مما تظهره هذه المبررات من واقع إسرائيل الاستراتيجي ونواياها في المرحلة المقبلة، فإن هذه المقالة ستسعى لفحص ما إذا كان الاتفاق حقاً قد كسر مفهوم وحدة الساحات وفصل غزة عن لبنان.


وتتطلب موضوعية الفحص توضيح الزاوية التي تنظر من خلالها إسرائيل لوحدة الساحات، إذ ترى إسرائيل أن وحدة الساحات أو توحّد العرب في قوة عسكرية فاعلة ومؤثرة مساس بشروط بقاء الدولة، وفي هذا الشأن يجادل الخبراء في الأمن القومي الإسرائيلي وكذلك الخبراء في الجيوبواتيك من اليهود حول العالم أن إسرائيل قد نجحت خلال القرن الماضي، أي منذ الإعلان عن قيامها العام 1948 وحتى العام 2000، في توفير شروط بقاء الدولة كما كتب قبل عدة أعوام الخبير في الجيوبولتيك المعروف جورج فريدمان، وهي هنا ثلاثة شروط:

-     وجوب منع العرب من التوحد في قوة عسكرية واحدة مؤثرة وفعالة.


-     وجوب دوام تحكم إسرائيل في اختيار زمان ومكان وتسلسل الحرب.


-    وجوب عدم خروج إسرائيل للحرب بالتزامن مع وجود انتفاضة فلسطينية داخلية.


وتظهر قراءة واقع إسرائيل الاستراتيجي ما بعد العام 2000 أن استراتيجية إسرائيل في منع العرب من التوحد في قوة عسكرية واحدة مؤثرة كانت ناجحة مع الدول والجيوش العربية النظامية، ولكن ما بعد العام 2000 ثبت فشل هذه الاستراتيجية مع قوى محور المقاومة التي تعتبر أنها منظمات من خارج نظام الدولة.


وينبغي هنا التوضيح أن هذا الفشل يعتبر من أهم محركات السجالات الفكرية والسياسية بما في ذلك الانقسامات الاجتماعية داخل إسرائيل، لا سيما أن هذا السجال بدأ يظهر للعلن بعد الانسحاب أحادي الجانب من لبنان هروباً من المقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة حزب الله، ثم الانسحاب أُحادي الجانب من قطاع غزة العام 2005 هروباً من المقاومة الإسلامية في غزة بقيادة حركة حماس، ثم هزيمتها أمام حزب الله في حرب تموز 2006، وعدم تحقيقها أي من الإنتصارات العسكرية على المقاومة في غزة خلال في أي من الحروب التي شنتها على غزة منذ العام 2008، والتي كان أبرزها معركة وحدة الساحات العام 2022، ثم تطور فكرة وحدة الساحات إلى استراتيجية كما تجلت في مواجهة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر 2023.


ربما يظهر ما تقدم كيف تنظر إسرائيل لوحدة الساحات، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نجحت إسرائيل عير اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية في كسر مفهوم وحدة الساحات وفصل غزة عن لبنان كما يقول نتنياهو؟


للإجابة عن هذا السؤال يقول الخبراء في الأمن القومي الإسرائيلي من الإسرائيليين أنفسهم إن وقف إطلاق النار مع لبنان (حزب الله) قد يكون ساهم في تهدئة الجبهة مؤقتاً، لكنه لم يحقق بشكل واضح هدف تقكيك وحدة الساحات للأسباب التالية:


1- استمرار التنسيق الاستراتيجي بين مكونات محور المقاومة.


2- الخطاب الإعلامي لمحور المقاومة، إذ يعزز هذا الخطاب الوحدة بين الجبهات، ما يعني أن التهدئة على الجبهة اللبنانية لم تؤثر بشكل جذري على هذا البعد، الأمر الذي تجلى في خطاب إعلان النصر للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي أعلن بوضوح مواصلة الحزب تمسكه باستراتيجة مقاومة الاحتلال في فلسطين حتى التحرير، وفي خطاب السيد الحوثي الذي أعلن مواصلة مساندته لغزة وأهلها ومقاومتها.


3- الاحتمال المرتفع للعودة للتصعيد من جديد، لا سيما أن إسرائيل ليس بواردها الالتزام ببنود الاتفاق الموقع مع لبنان، والالتزام أكثر ببنود الاتفاقية الثنائية الأمريكية الإسرائيلية غير المعلنة.


4- إعلان الساحة اليمنية مواصلة التزامها بمساندة المقاومة في غزة وقصفها لوسط إسرائيل بصاروخ باليستي صباح أمس الموافق 1-12-2024.


5- حرص حزب الله على عدم الخروج على وحدة الساحات والإلتزام بالمقاومة كاستراتيجية تحررية ضمن حسابات دقيقة تراعي الوضع اللبناني الداخلي والوضع الإقليمي كما تجلى بوضوح في كلمة الأمين العام للحزب، فحزب الله القوي لبنانياً وإقليمياً أكثر قدرة على مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته ومشروعه التحرري من الاحتلال من حزب الله الضعيف والمعزول لبنانياً وإقليمياً. 


6- إدراك مكونات محور المقاومة أنهم يعبرون عن وجدان الشعوب العربية والإسلامية، رغم الأثمان الباهظة التي دفعها ويدفعها الشعبان الفلسطيني واللبناني.


ويضيف الخبراء في الأمن القومي الإسرائيلي أن جبهة غزة هي الجبهة الأكثر تأثيراً على بقية الساحات، هذه الجبهة التي يبدو الجيش الإسرائيلي جاثياً على ركبتيه أمامها، الأمر الذي يتجلى في فشل الجيش في تحرير أسراه من قبضة المقاومة فيها، كما قال صباح أمس الأحد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا آيلاند في مقابلة صباحية له على القناة العبرية (12N).


يكشف ما تقدم أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة مجرم الحرب نتنياهو المطلوب للاعتقال إنما تواصل خداع الإسرائيليين، حيث يقول نتنياهو إنه نجح في تفكيك وحدة الساحات وفصل غزة عن لبنان بإعلان موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار، إذ يدرك أصغر الإسرائيليين سناً أن جبهة غزة رغم صغر مساحتها الجغرافية، ورغم ما تتعرض له من إبادة وتطهير (كما أقر علناً مؤخراً وزير الجيش الأسبق بوغي يعالون) على مدى أربعة عشر شهراً، لا تزال تملك الكلمة الفصل المؤثرة على كل الجبهات والساحات.

دلالات

شارك برأيك

مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله

المزيد في أقلام وأراء

الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني

حمادة فراعنة

ترف الحوار تحت وطأة جريمتي الإبادة والتطهير العرقي

جمال زقوت

صوت الأذان سيصدح في كل مكان وكل زمان

حديث القدس

التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان

وسام رفيدي

"تعزيز الفوضى واستدامة الاحتلال" مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط

مروان أميل طوباسي

أنقرة تنوب عن تل أبيب في الحرب على سوريا

راسم عبيدات

خطط الاستيطان في غزة واستمرار الإبادة

بهاء رحال

حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمن التسويات في الإقليم

د. أحمد رفيق عوض

لسوريا ومع سوريا

حمادة فراعنة

ولا يُنبئك مثل خبير!

اعتراف من الداخل

حديث القدس

المكلومون

بهاء رحال

معركة المواجهة بين الهزيمة والانتصار

حمادة فراعنة

النموذج اللبناني.. وضوح الرؤية ووحدة القرار

د. دلال صائب عريقات

أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار

أفنان نظير دروزه

غزة في خضم الحرب: إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا

ياسـر منّاع

اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس

المحامي زياد أبو زياد

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العلاقات العامة: حقبة جديدة من الاتصال الذكي

بقلم: صدقي ابوضهير

أبرز التوجهات التقنية الاستراتيجية لعام 2025: نظرة مستقبلية

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الصورة بكل الأوجاع!

ابراهيم ملحم

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 171)