أقلام وأراء
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:13 صباحًا - بتوقيت القدس
التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان
بدأت تحركات التكفيريين، على اختلاف تلاوينهم، وباختلاف مصادر التوجيه والدعم العسكري والتمويل المالي والتشغيل، الأمريكي والتركي والصهيوني والخليجي، بهجمة مركزة على مدينة حلب السورية، في ذات الوقت الذي وُقّع فيه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وبعد أيام معدودة من التهديد العلني لنتنياهو للقيادة السورية على دعمها للمقاومة، وفي ذات الوقت بعدما صعّد العدو الصهيوني طوال الشهرين الماضيين من ضرباته في سوريا، تزامناً مع عدوانه على لبنان، لما يعلنه أنها خطوط إمداد المقاومة ومخازنها ومشاغل تصنيع اسلحتها وذخائرها. وبغض النظر عن مدى صدق إعلام دولة الإبادة بخصوص الأهداف التي يضربها في سوريا، فقد استهدفت ضرباته مرات عديدة منشآت مدنية راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين، إلا انه ليس بسرٍ القول أن سوريا شكّلت وما زالت ظهر المقاومة اللبنانية والفلسطينية بالدعم عبر كافة الأشكال، وهذا ما يشرّف سوريا، وكلّفها، وما زال، أثماناً جدية تدفعها عن طيب خاطر، وليس الحرب المنظمة عليها منذ العام 2011 إلا أبرز أشكالها.
دائماً ما كان للتزامن دلالاته. فمن جهة فإن ضرب سوريا، وتجديد الحملة العسكرية عليها يصب في موقف حرب دولة الإبادة على المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، فلا سوريا ولا المقاومتين، أخفتا الدعم السوري العلني، والمتوقع بطبيعة الحال، للمقاومتين، ورغم أنه كلفها حرباً ضروساً عليها منذ 13 عاماً، كانت من نتيجتها أوضاع اقتصادية صعبة ومؤلمة بفعل الحصار الإمبريالي، واحتلالات تركية وأمريكية لأراضيها، ودويلات عميلة على رأسها الأكراد والتكفيريون، أي تقسيم فعلي، رغم كل ذلك لم تتوقف سوريا عن دعم المقاومتين.
لذلك تأتي هجمة التكفيريين وبهذا الزخم على حلب السورية استمراراً صريحاً للعدوان الصهيوني على لبنان، والذي ما توقف، ولو مؤقتاً إلا ليتجدد في حلب، ولخدمة ذات الموقف: ضرب المقاومة وامتدادها القومي في سوريا. كل هذا وفق ما يحلم به نتنياهو ببناء (شرق أوسط جديد)، الهدف الذي سقط في لبنان، حتى اللحظة، بفعل المقاومة، وهذا هدف لن يُبنى إلا على قاعدة تصفية المقاومة.
أما (الخليفة) أردوغان، حبيب التيار الإسلامي الإخواني، الطامع في الشمالين السوري والعراقي، فقد أراد تطبيعاً مع النظام هو في الواقع ابتزاز، لأنه رغب به عبر مفاوضات على قاعدة، ليس فقط بقاء احتلاله لأجزاء من شمال سوريا، بل وأيضاً وعلى قاعدة دعمه للعديد من المجموعات المسحلة تدريباً وتسليحاً وتوجيهاً، أي تطبيعاً يفرض شروطاً مذلة على سوريا، فكان من الطبيعي رفض تلك الشروط والإعلان من قبل القيادة السورية مرات عديدة، أن لا تفاوض ولا تطبيع إلا على قاعدة الانسحاب من الشمال، ووقف الدعم للمجموعات المتأسلمة المتلفعة زوراً براية الإسلام والمدعومة تركياً.
وفي الخلفية من الطرفين، الإسرائيلي والتركي، يقف الموقف الأمريكي الذي لا يضره فتح جبهة إشغال للروس في سوريا، والتكفيريون جاهزون لتقديم الخدمات لمشغليهم كالعادة، كامتداد للحرب الأطلسية على روسيا دعماً لصبيّهم زيلينسكي في أوكرانيا، الذي لم يتورع هو الآخر عن إرسال (مقاتلين) أوكرانيين، هم في الواقع مشهورون كمرتزقة وعصابات تعج بهم المافيا الأوكرانية في العالم.
أما بعض الخليجيين الذين ومنذ العام 2011، موّلوا وسلّحوا ودرّبوا، كل أنواع العصابات المسلحة التكفيرية من كل الجنسيات، وجدوها فرصة سانحة لاستعادة دورهم لضرب النظام في سوريا، والجمهورية الإسلامية في إيران، والمقاومة في لبنان وفلسطين واليمن، وبالتعاون مع نتنياهو وأردوغان، فسوريا، مع كل قوى المحور، باتت الخندق المتقدم في دعم المقاومة ضد حلف الإبراهيمية الذي تلتقي مصالحه في الصلب مع مشروع (الشرق الأوسط الجديد).
هي هجمات على حلب في إطار توجه ومشروع سياسي يشمل المنطقة ككل: بناء (شرق نتنياهو الأوسطي الجديد)، وبدعم إمبريالي أمريكي، ومشاركة فعلية للأنظمة الإبراهيمية التي تضع المقاومة على رأس جدول أعدائها.
وعليه، في هذا السياق ينبغي رؤية تجدد الهجمات الواسعة على حلب، ولذلك وأخيراً ينبغي توجيه كل الدعم والتضامن والإسناد الشعبي العربي مع سوريا وقيادتها لهزيمة هذا المشروع على أرضها، وبقاء سوريا ظهر المقاومة الصلب.
دلالات
تلحس طيزي قبل حوالي شهر واحد
عنصري كاره للمسلمين
المزيد في أقلام وأراء
الإرادة انتصرت على الإبادة
حديث القدس
الضفة الغربية بين مطرقة الجيش الإسرائيلي وسندان المستوطنين
عقل صلاح
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
غسان عبد الله
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
سماح جبر
اتفاق الهدنة الوشيك وطريق النجاة من الفوضى القادمة
وليد العوض
صفقة التهدئة
حمادة فراعنة
الهدنة وصفقة تبادل الأسرى
بهاء رحال
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
الأكثر تعليقاً
مصطفى: غزة تحتاج إلى حكومة قادرة على مداواة جراح شعبنا وإعادة توحيدها
محاضرة في النمسا تثير تساؤلات: لماذا يسرق الاسرائيليون تراث الفلسطينيين؟
رئيس الوزراء: يجب ألا تحكم أي سلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة
"الرئاسة" تدين جريمة الاحتلال في مخيم جنين
أبو ردينة: القيادة سعت منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة
محدث: 10 شهداء في قصف للاحتلال على مخيم جنين
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
الأكثر قراءة
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
"رويترز" تنشر أجزاءً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%58
%42
(مجموع المصوتين 426)
شارك برأيك
التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان