أقلام وأراء
الأحد 01 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس
أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار
من الأشياء التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، إعمال العقل واتخاذ القرار. واتخاذ القرار لا يتعلق بأمر معين، وإنما بجميع شؤون الحياة، ابتداء من اختيار الطعام الذي نأكل، والملبس الذي نلبس، والشراب الذي نشرب، والمدرسة التي نتعلم فيها، والجامعة التي نلتحق بها، مرورا بالوظيفة التي نعمل بها، والبلد الذي نسافر إليه، وانتهاء بالحروب التي تشن، والنزاعات التي تقع. وبالتالي، فالحياة ما هي سلسلة من القرارات تتراوح ما بين القرارات الشخصية البسيطة المتعلقة بإشباع الحاجات الأساسية المتعلقة باستمرار الحياة، إلى القرارات الخطيرة المتعلقة بمستقبل الأمة والأجيال.
وعلى الرغم من أهمية اتخاذ القرار، إلا أنه ليس الكل قادر على اتخاذه، وإن اتخذه، فليس بالضرورة أن يكون قراره صائباً حكيماً. وقد يرجع هذا إلى اختلاف طبيعة الأفراد في مستوى ذكائهم، وثقافتهم، ومعرفتهم، ومعلوماتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، ونضجهم، وعقيدتهم، ومبادئهم، وقوة شخصيتهم، وإرادتهم؛ لذا فترى بعض الناس يصيب في اتخاذ القرار، والبعض الآخر يخطئ، وقد يحقق البعض أهدافه من ورائه، وقد يفشل البعض الآخر.
من هنا تأتي أهمية جمع المعلومات الكافية قبل اتخاذ القرار، والقيام بالاتصالات المناسبة، واستشارة ذوي العلاقة والخبرة والاختصاص، ودراسة الموضوع من جميع جوانبه دراسة وافية شاملة، ووضع الفروض الإيجابية والسلبية المترتبة على نتائجه، ومن ثم اعتبار ردود أفعال الآخرين، مجتمعياً وإقليمياً ودولياً وخاصة إذا كان القرار خطيراً يتعلق بمستقبل أمة وأجيال قادمة. ومن الأهمية بمكان لدى اتخاذ القرار أن تكون الأهداف المرجوة من اتخاذه واقعية وقابلة للتحقيق، وبأقل خسارة إنسانية ونفسية ومالية.
أما في الحياة العادية، فمن المهم قبل اتخاذ القرار التشاور مع الأهل والأقرباء، والمعارف والأصدقاء، واستشارة الكبير، وذوي الخبرة والاختصاص، وخاصة إذا كان القرار يتعلق بالأسرة، أو المؤسسة، أو العمل، أو البلد. بمعنى آخر، يجب على من يتخذ القرار دراسة كل الظروف المحيطة به دراسة شاملة، سواء أكانت هذه الظروف شخصية تتعلق بالفرد نفسه من حيث قوة إرادته وثقته بنفسه وقدرته على التنفيذ؛ أو خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة سواء أكانت اجتماعية، أو اقتصادية، أو إقليمية، أو دولية... إلخ، من العوامل التي قد تؤثر على نجاح القرار وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
ولعل الأكثر أهمية لدى اتخاذ القرارات الخطيرة، أن يجرى استطلاع للرأي لأكبر شريحة من المجتمع التي سوف تتأثر بنتائجه، وغالباً ما يتم هذا عن طريق إجراء دراسات على أرض الواقع تشمل جميع طبقات المجتمع، وفئاته، والنوع الاجتماعي، والعرق، والدين، والحزب، والمنطقة، والحي وغيرها من العوامل ذات العلاقة بحيث تكون العينة المستطلعة تمثل المجتمع الأصل الذي سحبت منه. وكذلك من المهم جداً أن يشارك في اتخاذ القرار كل من الذكر والأنثى لأن نتيجة القرار لا يقع أثرها على جنس بعينه وإنما على كلاهما، من هنا يستوجب مشاركتهما.
وحتى في الأمور البسيطة العائلية، فليس من الحكمة أن ينوب الرجل عن المرأة في اتخاذ القرار، وما كل ذلك إلا لأنه لا يستطيع أن يفكر بما تفكر، ويشعر بما تشعر، ويرغب كما ترغب. ناهيك عن أن المرأة تظل نصف المجتمع ويجب أن تستشار ويؤخذ رأيها وتشارك في اتخاذ القرار سواء في المنزل، أو المدرسة، أو الجامعة، أو الوزارة، أو المؤسسة، أو المركز، أو البلدية، أو الدائرة، أو المشفى، أو النقابة أو المحكمة، أو الشركة...إلخ؛ نظراً لاختلاف طبيعتهما التي فطرهما الله عليها، والتي تجعلهما لا يتطابقان في الشعور، ولا في الأمنيات، وذلك لأنهما لا ينظران للأمور بوجهة النظر نفسها.
ونعود ونقول، إن كل من الرجل والمرأة يجب أن يشتركان في اتخاذ القرار، وألاّ يتفرد به طرف واحد، حتى يكون القرار صائباً متوازناً متكاملاً يؤدي إلى النتائج المرجوة. كما يجب ألا يتخذ أي قرار إلا بعد مشاورة جميع ذوي العلاقة، وذلك حتى يتحمل الجميع مسؤولية النتائج المترتبة عليه من خير أو شر، لا أن يتحمله فرد بعينه، أو جنس بذاته، هذا إذا أردنا أن نعيش حياة سعيدة تسودها الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
المشهد الراهن والمصير الوطني
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 560)
شارك برأيك
أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار