أقلام وأراء
الأحد 01 ديسمبر 2024 9:39 صباحًا - بتوقيت القدس
المكلومون
تعبنا من صورتنا المخملية، يقول ناجٍ من ليل القصف، قد لا تعجب البعض كلماتي، فقد أرهقتنا هذه الصورة، وأن يرانا العالم أقوياء، نحن عاديون مثلكم، بشر من لحم ودم، نحتاج أن نبكي طويلًا، وأن نجمع بقايانا بعيدًا عن الصورة وعين الكاميرا وأصوات المحللين من كل العواصم. لا أريد هذه البطولة التي أراني فيها.
أشتهي قهوة الصباح ولو فوق ركام بيتي، ولا أجدها، ولا أتمنى تعاطفًا لفظيًا من أحد، حين أدخل خيمتي في الليل، فلا شيء فيها يحميني من برد الشتاء وماء المطر الذي أغرقنا ولم يتلطف بنا. غرقنا في وحل الطين وتيه الدرب والنزوح من منطقة إلى أخرى، وأوجعتنا أيامنا إلى درجة لم يعد بوسعنا أن نحتمل أكثر. خذوا عني هذه البطولة، لا أريدها، فقط أريد أن أبكي طويلًا وأنا أجمع ذكرياتي مع من رحلوا واستشهدوا وارتقت أرواحهم إلى السماء.
تقول سيدة لم نأكل الخبز منذ أيام، أطفالي ثلاثة وزوجي استشهد قبل شهر، ولا نملك الطعام ولا الدواء، وخيمتي بللها مطر الشتاء، ولا ثياب لدي أو فراش نأوي إليه. تقول أخرى ها أنا وابنتي الوحيدة آخر الناجين حتى الآن من عائلة كانت تعد تسعة أفراد، إضافة إلى الجد والجدة، وكلهم ماتوا في لحظة قصف على خيام النازحين، لا نملك شربة ماء ولا رغيف خبز. تأتي كاميرا أحدهم فتلتقط صورة لملامح عجوز قهرته الأيام، فبكى عجزه وضعفه وبؤس الحال، ورفع يديه إلى السماء راجيًا وداعيًا وباكيًا. مشاهد الناس ومعاناتهم لا تصف حقيقة اللحظة، فالصورة عادة ما تصاب بالنقصان، والحقيقة أكبر وأكثر ألمًا ووجعًا، وغزة اليوم أكثر من أي وقت مضى تحتاج وقف الإبادة الجماعية ووقف التطهير العرقي والحصار، فهل من مغيث!
تعِبَ الناس من هول حرب الإبادة المستمرة، ولم يعد بوسعهم احتمال المزيد من الألم والموت والفقد، وهم في أمس الحاجة لالتقاط أنفاسهم، وأن تتوقف المقتلة فأنين الضحايا ملأ الدنيا، وأصوات نداءات الاستغاثة عابرة للقارات، وحال الناس البائس يجول في قنوات العالم، ولم تسعف الصورة المعبأة بالنقصان، أهلنا في غزة بوقف الإبادة ولم يرتق النظام الدولي لمستوى العدالة وتحقيقها في غزة التي تموت كل لحظة، فأين هي مواثيق الأمم؟ وأين هي هيئات وقوانين حقوق الإنسان؟
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
د. رمزي عودة
محمد الطوس "أبو شادي" يبعث من جديد بعد أربعين سنة
وليد الهودلي
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. قفزة نحو المستقبل أم تحدٍّ أخلاقي يلوح في الأفق؟
سارة الشماس
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الترامبيّة المُتحوّرة!
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي الشهر الماضي
المشهد الراهن والمصير الوطني
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
المكلومون