جاءت تصريحات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال ووزير الجيش الأسبق موشيه (بوغي) يعلون بوصفه نشاط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه تطهير عرقي، كدليل إضافي واعتراف من داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، على ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من حروب إبادة ومجازر وحملات تطهير عرقي، وتهجير مبرمج لمواطني قطاع غزة وعدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وأماكن سكنهم التي دمرها الاحتلال.
وفي مقابلة خلال عطلة السبت اعترف يعلون بأن الجيش يقوم بتطهير المنطقة من الغزيين "، وهو ما يتوافق مع خطة الجنرالات التي تهدف إلى إنشاء منطقة عسكرية عازلة، يتم بموجبها طرد المواطنين إلى و
سط وجنوب القطاع.
وتطرق يعلون إلى قضايا مهمة أُخرى، في مقدمتها توجه حكومة نتنياهو لجر إسرائيل لاحتلال قطاع غزة وضمه وإقامة مستوطنات جديدة على أراضي القطاع.
وفي إشارة يعلون إلى أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يؤيدون الانفصال عن غزة والانسحاب وإنهاء العدوان، وذلك دليل آخر على أن سياسة الحكومة اليمينية التي يقودها نتنياهو ومعه سموتريتش وبن غفير لا تعير الرأي العام والشارع الاسرائيلي أي اهتمام، وهي بذلك لا تلتفت إلى ما يمكن وصفه، إن صح التعبير، بمصالح الإسرائيليين، وهنا لا بد من الإشارة لاستطلاع أجرته القناة ١٢ من التلفاز الإسرائيلي، وأشارت فيه إلى أن ٧١ بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون نهاية الحرب على غزة، والتوجه إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار.
رغم هذه الآراء والتوجهات، ورغم التحركات الدبلوماسية الأخيرة، وزيارات الوفود الفلسطينية من فتح وحماس والجهاد الإسلامي للقاهرة، وإجراء مباحثات مع الجانب المصري حول إمكانية فتح معبر رفح ورفع وتيرة دخول المساعدات الإنسانية، كجزء من اتفاق أوسع وأشمل، قد يتبعه وقف لإطلاق النار، ورغم التحركات التي تدعي الولايات المتحدة القيام بها على الصعيد الدبلوماسي، فإن نتانياهو أعلن بشكل واضح أنه لن يوقف العدوان على قطاع غزة.
وبالعودة إلى مقابلة يعلون، فإن المحاور سأله : هل قلت "التطهير العرقي" في قطاع غزة - هل هذا ما تعتقد أننا في طريقنا إليه؟
فأجاب يعلون: "لماذا في الطريق؟ لقد حصل فعلاً، فاليوم لا توجد بيت لاهيا، ولا توجد بيت حانون".
وأضاف: في الواقع نحن نقوم بتطهير المنطقة من الفلسطينيين ومسحهم من الوجود.
ما ينتظر قطاع غزة من مخططات إسرائيلية أكبر بكثير من صفقة تبادل، أو وقف جزئي أو هدنة مؤقتة، فعلى الأجندة السرائيلية خطة استراتيجية ، هدفها القضاء على قضية شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وطرح المزيد من مشاريع الاستيطان هنا وهناك، وفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة وممارسة سياسة التهويد بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مدينة القدس، بما في ذلك تعزيز الوحدات الاستيطانية وهدم منازل المقدسيين، ووضع اليد على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وكل هذه الإجراءات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة التوجهات الإسرائيلية وسياساتها التعسفية والعنصرية بحق شعبنا الفلسطيني، لتأتي اعترافات يعلون من صلب وعمق المنظومة العسكرية الإسرائيلية ليؤكد أن إسرائيل كيان لا يمكن الوثوق به، لا بمفاوضات ولا بمباحثات ولا صفقات، وأنه سيواصل سياسة الموت بحق كل ما هو فلسطيني
شارك برأيك
اعتراف من الداخل