Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 29 أكتوبر 2024 9:34 صباحًا - بتوقيت القدس

الجامعة العربية.. خرساء صماء

غابت جامعة الدول العربية منذ بدأت حرب الإبادة في غزة عن المشهد، وأقول مثلما يقول قائل، ما الذي يمكن أن تفعله في حضورها، فغيابها وحضورها سيان، وهذا ما عرفناه عنها طيلة عقود مضت، خاصة في القضايا المصيرية الهامة، حيث تتخذ لنفسها شكلًا ديكوريًا وفي أفضل حالاتها تحاول تقريب مسافة المواقف إذا ما كانت مواقف الدول متباعدة، وعادة ما كانت تفشل في تجسير الهوة، وتكتفي بتوصيات تبقى حبرًا على ورق، وفي العقود الأخيرة حافظت الجامعة العربية على دورها في أدنى الحدود، حتى بهتت في حضورها، لدرجة لم يعد المواطن العربي من المحيط إلى الخليج يراهن على أي موقف يصدر عنها، ولا يتوقع منها أكثر من الشجب والاستنكار، ولكن حتى الشجب وبيانات الاستنكار والمؤتمرات غابت وسط المحنة والإبادة التي تتعرض لها غزة، فغابت عن صدارة بيانات الشجب والإدانة أيضًا، واختفت عن المشهد بصورة لافتة غير مفهومة وغير مبررة. ولم أكن أقصد هذه القسوة على الجامعة العربية التي هي بيت كل العرب، أو هكذا يفترض أن تكون، إلا أن غيابها في حرب الإبادة كان لافتًا لدرجة غير معقولة ولا مقبولة، وقد أظهرت حالة الضعف والترهل الكبير الذي هي عليه، فما تمثله يستدعي أن تكون صاحبة موقف، وصاحبة قرار، وأن تشكل حاضنة أساسية، وتوفر شبكة أمان على كافة المستويات، وما كان لأحد أن يتوقع التزامها الصمت المطبق طوال الوقت، وزحفها نحو الهروب من مسؤولياتها ومن مهامها الرئيسية بهذا الشكل.


الصمت اللافت لجامعة الدول العربية يعبر عن حالة الضعف العربي الهائلة التي شهدناها طيلة الأشهر الماضية، حيث وقفت الجامعة عاجزة عن إدخال الطعام والغذاء والدواء، كما عجزت عن وقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة، وما كانت الأمة العربية من قبل بهذا الوهن والضعف التي عبرت عنها بمواقفها الصامتة والخجولة أحيانًا، خلال المقتلة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة منذ أكتوبر الماضي. غزة التي تتواصل عليها حرب الإبادة كانت تتطلع لمواقف عربية أكثر دعمًا وأكثر حزمًا في وقف المقتلة، لكن الكثير من المواقف غابت وخرست أصوات واستكانت ضمائر، وطوت غزة أيامها في مواجهة الاحتلال بعنصريته ودمويته وحقده الذي لا ينتهي ولم يتوقف. 


أن نلوم أنفسنا قبل لوم الغريب، وأن نعتب على جامعة الدول العربية قبل أن نلوم ونعتب على الهيئات الدولية والإقليمية، وهل يكفي هذا اللوم والعتب أمام الدم الذي سال، وحجم المجازر والمذابح التي ارتكبت وترتكب، وأمام واقع المعاناة والقهر والعذاب اليومي في غزة، وما حاجتنا لجامعة عربية لم تكسر الحصار، ولم توقف المعاناة الجوع والعطش، ولم تنقذ من ماتوا جوعًا، وهل يكون غيابها المطبق أفضل من حضورها الباهت.

دلالات

شارك برأيك

الجامعة العربية.. خرساء صماء

الجيزة - مصر 🇪🇬

عمر ابراهيم قبل حوالي شهر واحد

ان لله وانا اليه راجعون

المزيد في أقلام وأراء

ترف الحوار تحت وطأة جريمتي الإبادة والتطهير العرقي

جمال زقوت

صوت الأذان سيصدح في كل مكان وكل زمان

حديث القدس

التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان

وسام رفيدي

مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله

اللواء المتقاعد: أحمد عيسى

"تعزيز الفوضى واستدامة الاحتلال" مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط

مروان أميل طوباسي

أنقرة تنوب عن تل أبيب في الحرب على سوريا

راسم عبيدات

خطط الاستيطان في غزة واستمرار الإبادة

بهاء رحال

حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمن التسويات في الإقليم

د. أحمد رفيق عوض

لسوريا ومع سوريا

حمادة فراعنة

ولا يُنبئك مثل خبير!

اعتراف من الداخل

حديث القدس

المكلومون

بهاء رحال

معركة المواجهة بين الهزيمة والانتصار

حمادة فراعنة

النموذج اللبناني.. وضوح الرؤية ووحدة القرار

د. دلال صائب عريقات

أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار

أفنان نظير دروزه

غزة في خضم الحرب: إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا

ياسـر منّاع

اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس

المحامي زياد أبو زياد

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العلاقات العامة: حقبة جديدة من الاتصال الذكي

بقلم: صدقي ابوضهير

أبرز التوجهات التقنية الاستراتيجية لعام 2025: نظرة مستقبلية

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الصورة بكل الأوجاع!

ابراهيم ملحم

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 163)