أقلام وأراء

الثّلاثاء 22 أكتوبر 2024 9:57 صباحًا - بتوقيت القدس

لحظات سنوارية آلمت إسرائيل وسيخلدها التاريخ

مشاهد قليلة تبقى عالقة في ذهن التاريخ من مخلفات الحرب، أي حرب، بغض النظر عن مكانها وزمانها وهدفها، وعمن انتصر فيها ومن هزم. في حرب طروادة اليونانية الرومانية قبل أكثر من ألفي سنة، تخلد حصانها الخشبي، وفي موقعة أحد، قبل ما يزيد على 1400 سنة، تخلد النازلون عن الجبل قبل انتهاء المعركة طمعاً في الغنائم، في حرب تشرين المجيدة قبل أكثر من خمسين سنة، تخلد "يوم الغفران"، وثغرة الدفرسوار. بالنسبة للمؤرخين، هناك عشرات الأشياء التي يتم التوقف عندها في كل حرب، أثناءها وبعدها، وبالتأكيد ما قبلها "مسبباتها".


في الحرب الحالية الدائرة منذ سنة، ستتخلد أشياء كثيرة، بحكم حداثة سنها، ووسائل الإعلام المتطورة التي لم تعد مقتصرة على السمع فقط، بل والنظر أيضاً، سيتخلد أنها ليست حرباً بالمعنى العلمي للكلمة، فهي بين جيش منظم حديث مدعم بكل ما يحتاج من ترسانات الأسلحة العالمية، والقدرات التكنولوجية والاستخبارية، وبين ميلشيات، عصائب، كتائب، تحارب من تحت الأرض، ولا تملك الكثير من مقومات الحرب، مثل المقاتلات النفاثة التي تملكها إسرائيل، تصول وتجول بها في أي وقت وفي أي مكان، دون أي اعتراض من مضادات أرضية.


سيتخلد في هذه الحرب (اللا حرب)، الجوع الذي فرض على الشعب الفلسطيني، كسلاح أمضى من القتل وأدواته المتعددة والذي أودى بحياة عشرات آلاف الأطفال ممن ليس لهم علاقة بحماس أو الجهاد أو الإسلام أو العروبة أو السياسة عموماً، لأنهم مجرد أطفال مجردين من أي مفاهيم على الإطلاق.


في غمرة أيام معدودة، سيقف التاريخ، كما أشار محللون ذو مشارب مختلفة، إلى يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس محور المقاومة الفلسطينية عموما، بأنه قتل في معركة وهو يقاتل، وقد تجاوز عمره الستين عاماً، قتل صدفة دونما قصد أو استهداف، رغم أنه المستهدف رقم واحد، من قبل إسرائيل وأقمار أمريكا وبريطانيا الصناعية، ورغم أن خبر مقتله، خبر مفرح وسعيد للاسرائيليين، إلا أن المفارقة العجيبة، أن نتنياهو لم يفرح، إذ ظهر الرجل خارج الأنفاق، لم يكن مختبئاً في جحره محاطاً بعدد وازن من المختطفين الإسرائيليين، كما كانت تذيع الماكينة الإعلامية عنه، لم يرفع يديه للاستسلام، بل ظل يقاتل حتى الطلقة الأخيرة، ثم بقنبلة يدوية، هذا بالطبع يغضب نتنياهو إلى الأبد، وقد صب جام غضبه على من سمح بنشر هذه الصورة التي التقطتها طائرة مسيّرة، كان يرغب وهو السياسي المحنك، أن يفبركها، فيظهره كما أظهرت الماكينة الأمريكية صدام حسين أشعثاً مذهولاً منهكاً مستسلماً.


أما المشهد الآخر، فهو المتعلق بالمسيّرة التي قصفت منزل نتنياهو بعد يوم واحد من العثور على جثة السنوار، فقد مرت بمحاذاة مروحية إسرائيلية، كانت لربما تبحث عنها لتسقطها قبل أن تنفذ هجومها على المنزل أو على أي هدف في المدينة. كيف تستطيع مسيّرة قطعت مسافة 70 كيلومتراً فتصل إلى هدف بعينه، هو ثكنة عسكرية وأمنية وسياسية، أكثر منه منزلاً، فتصيبه إصابة مباشرة، ولربما دمرته عن بكرته، ولهذا ظلت صورته حتى الآن ممنوعة. وهل تكون المسيّرة التي لم يعلن حزب الله عنها، وتتهم إسرائيل ايران بها، قد حملت اسم السنوار

دلالات

شارك برأيك

لحظات سنوارية آلمت إسرائيل وسيخلدها التاريخ

المزيد في أقلام وأراء

الشرق الأوسط في قبضة الحاكم والجلاد

حديث القدس

سياسة شجاعة وحكيمة

حمادة فراعنة

الحكمــة مـن الابتــلاء

أفنان نظير دروزة

ماذا بعد استشهاد السنوار؟

هاني المصري

هل تمارس الإدارات الأمريكية الصدق لمرة واحدة؟!

راسم عبيدات

الكارثة والبطولة

جمال زقوت

رسائل صمود وكبرياء

حديث القدس

الحرب والمحتجزون والهجرة

اجتماع دول البريكس القادم.. الواقع والتحديات

جباه عالية.. جباليا

بهاء رحال

عار الصمت

محاسن الخطيب.. زهرة تُقصف!

رؤى لمواجهة آثار العنف المحلي

تشويه صورة الشهيد: حرب الوعي الإسرائيلية

بين جباليا و"دريسدن" !

ابراهيم ملحم

الـمُسَيّرة التي قضت مضاجع نتنياهو!

حديث القدس

السنوار وهنية ومذكرات الاعتقال في المحكمة الجنائية الدولية

د. دلال صائب عريقات

ضم شمال قطاع غزة والمسؤولية الأمريكية

سري القدوة

الدعم الألماني المطلق لإسرائيل.. عقدة ذنب أم استمرار في الذنب؟

د. عمار الدويك

إطالة أمد حرب الإبادة.. هذا ما يسعى إليه نتنياهو

بهاء رحال

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 442)