أقلام وأراء
الثّلاثاء 20 أغسطس 2024 9:20 صباحًا - بتوقيت القدس
يد واحدة لا تصفق ويد مؤازرة تقطعها إسرائيل
أحيا العالم امس اليوم العالمي الإنساني ( World Humanitarian Day ) وهو اليوم المخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني ، وأولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب المساعدات الإنسانية ، وتم ربطه بتاريخ التاسع عشر من آب للعام ٢٠٠٣، والذي يصادف اليوم الذي قتل فيه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو و٢١ من زملائه ، في تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد ..
عندما يحيي العالم مثل هذا اليوم ، الذي يحمل مآثر إنسانية جمة، وهو يستذكر ممثلين لمنظمات إنسانية وإغاثية ، دفعوا حياتهم ثمنا للصراعات والنزاعات وحالات الطوارئ ، في وجهات عديدة من العالم ، فان الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وقف بالأمس وتذكر بصمت وخشوع وهدوء ووقار ، ما فعلته طواقم العمل الإنساني والإغاثي من الامم المتحدة او الوكالات الإنسانية الأخرى في فلسطين وحملتهم الشريفة والنقية لمساعدة الفلسطينيين ، وهم يواجهون حرب وجريمة الابادة الجماعية ، حيث تصدت هذه الوكالات وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، لإغاثة ابناء شعبنا وخصوصا في قطاع غزة ، لمؤازتهم ومساعدتهم والوقوف بجانبهم لمواجهة مخاطر العدوان التدميري ، الذي قضى على كل مقومات الحياة الفلسطينية ، وفي مقدمتها مدارس الايواء واللجوء ومقرات النزوح ، وخيام العيش المؤقتة ، ومساجد ودور وكنائس العبادة ، فمسحتها إسرائيل عن بكرة ابيها ، فارضة على النازحين العيش في الشوارع والأزقة والحواري ، بجوار منازلهم المدمرة وخيامهم الممزقة ، ولم يكتف هذا الاحتلال الغاشم بقتل الفلسطينيين فقط ، وانما تجاوز حدود ومعايير الإنسانية بجنوده الأرهابيين ، فقتل اكثر من ٢٨٠ عاملا من عمال الإغاثة الاجانب ، لمنعهم من تقديم المساعدات ، حتى ان الطواقم الطبية الفلسطينية والأجنبية ، قام الاحتلال بالقضاء على مقوماتها الرئيسية ، فغدت تعمل في ظروف صعبة ومعقدة ، ولا تستطيع الوفاء بحاجة الناس الذين يحتاجون حقيقة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وطارئة .
جاء اليوم العالمي للعمل الإنساني ، في ظل استمرار حرب الابادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي ، بحق ابناء شعبنا الفلسطيني ، وسط ارتقاء الاف الشهداء واصابة عشرات الالاف ، اضافة للمفقودين والنازحين واللاجئين والمختطفين الفلسطينيين والمعتقلين، الذين يمارس الاحتلال بحقهم أبشع جرائم التعذيب والقتل الانتقامي .
هذا اليوم يحتم على العالم اجمع ان يقف عند مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية ، لتقديم اكبر حالة من التضامن مع شعبنا وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة ، وتجريم ممارسات الاحتلال وانتهاكاته الجسيمة ضد ابناء شعبنا وضد طواقم العمل الإنساني نفسها في غزة ، وذلك من اجل الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه المتواصل منذ السابع من اكتوبر ، وبالتالي توفير الاجواء المناسبة لعودة مؤسسات ووكالات العمل الإنساني والخيري والصحي للعمل ، وتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه توفير الحماية ، وتقديم الدعم والإسناد لشعبنا في كل مناطق وجوده ، وخصوصا في غزة ..
العمل الإنساني المخصص لتوفير المأوى والملجأ والطعام والماء والرعاية الصحية والحماية والتغلب على الكوارث الصحية والمجاعة والنزوح وغيرها الكثير ، هي ظواهر متفشية ومنتشرة في قطاع غزة ، ومن هنا فالمطلوب رفع وتيرة ودرجة المساعدة والمؤازرة في القطاع ، وتسهيل عمل هذه الوكالات والمنظمات ، لكن اليد الفلسطينية الواحدة لمواطني القطاع والتي تحتاج ليد اخرى تساعدها وتقف بجوارها وتساندها ، قطعها الاحتلال ومنعها من المساعدة وقتل العشرات من اصحابها ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كم من الايام يجب ان تدرج الامم المتحدة على رزنامتها السنوية ، كأيام للتضامن والمؤازرة والتعاضد مع الشعب الفلسطيني ، وهو يواجه المآسي والصعاب ؟ .
باعتقادنا ان الرزنامة لن تتسع ، نظرا لكثافة الاحداث والمناسبات والتواريخ التراجيدية ، التي قتل فيها الاحتلال كل ايام وساعات ودقائق ولحظات حياة شعبنا ، اضافة لقتل عشرات العاملين من الوكالات والهيئات الإنسانية ، والمطلوب في اليوم العالمي الإنساني الوقوف بجانب شعبنا الفلسطيني ، وفي كل ايام السنة التي يحتاج شعبنا فيها لمساعدات إنسانية كبيرة ، بدلا من ادعاء الديمقراطية والإنسانية في الزيارات الدبلوماسية وجهود المفاوضات واتصالات الدول العالمية ، وجميعها تتجاهل حقيقة مأساوية تخص اوضاع شعبنا ، وهمها فقط حفنة من المحتجزين الإسرائيليين والسعي لإطلاق سراحهم تحت بند الإنسانية !!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
السيسي: السلام العادل والمستدام هو خيار استراتيجي لمصر
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 85)
شارك برأيك
يد واحدة لا تصفق ويد مؤازرة تقطعها إسرائيل