تسود أجواء ضبابية غير واضحة المعالم في ظل استمرار التصريحات العشوائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير أهالي غزة إلى دول الجوار، بالتزامن مع عدم رغبة حكومة اسرائيل الى الذهاب الى المرحله الثانيه لوقف إطلاق النار
وبين هذه التناقضات السياسية، يظل المواطن الغزّي، الذي صمد في وجه ويلات الحرب والدمار، متمسكًا بأمله في العودة إلى منزله، سواء كان مدمّرًا جزئيًا أو كليًا، ليعيد بناء حياته من جديد على أرضه. ومع ذلك، تبرز عقبة كبرى تهدد هذا الحلم، وهي غياب ضمانات لوقف إطلاق نار دائم.
على الجانب الإنساني، يعاني سكان غزة يوميًا من غياب البنية التحتية الأساسية وانهيار القطاع الصحي، فيما يواجهون برد الشتاء القارس بلا مأوى، بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية منازلهم. وفي ظل هذه الظروف القاسية، فقد العديد من الأطفال وكبار السن حياتهم نتيجة البرد الشديد، بينما لجأ البعض إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة جزئيًا طلبًا للدفء، لكنها انهارت عليهم، لتضيف إلى مأساتهم ألمًا جديدًا.
أما فيما يتعلق بملف التهجير، فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها عدة مؤسسات أن الغالبية العظمى من الغزيين يرفضون مغادرة أرضهم، رغم كل الصعوبات، ويصرون على البقاء. ومع ذلك، لا ينفي ذلك وجود فئة من المواطنين الذين يعربون عن رغبتهم في مغادرة غزة، إذا سنحت لهم الفرصة للعبور إلى الأراضي المصرية دون أي تكاليف، والتي قُدِّرت بنحو 5000 دولار للفرد. يأتي ذلك بحثًا عن حياة آمنة تتوفر فيها أدنى مقومات العيش، إلى حين تثبيت وقف إطلاق النار والبدء الفعلي في إعادة إعمار غزة.
مع مرور أكثر من عشرة أيام على شهر رمضان المبارك، الذي استقبله أهالي غزة بروح الإيمان والتفاؤل، تلوح في الأفق مؤشرات على تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، ودخولها المرحلة الثانية وعودة القطاع إلى دوامة العنف والدمار وهذا ما لا يريده أهل غزة المنهكين.
شارك برأيك
غزة بين التهجير والصمود