Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 12 مارس 2025 9:39 صباحًا - بتوقيت القدس

سوريا أمام المخاطر

تفجرت فى الساحل السورى ذي الأغلبية العلوية أحداث عنف ومواجهات مسلحة في أعقاب قيام عناصر تابعة للنظام السابق بقتل مئات من عناصر الأمن العام، أعقبه قيام قوات الجيش والأمن بإرسال تعزيزات كبيرة إلى هذه المناطق، وجرى استهداف وقتل عشرات المدنيين الأبرياء، في مشهد مؤلم فتح الباب أمام أخطار كثيرة تواجه المسار الانتقالى الحالي.

ورغم اعتراف الرئيس السوري بوجود انتهاكات وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين فيها، ورغم أن هذا المسار لم يمارسه نظام بشار مع معارضيه من كل الاتجاهات، فإن هذا لا يعني أن النظام الجديد قادر على بناء دولة القانون وطمأنة باقي مكونات الشعب السورى، ولا مواجهة المتربصين به خارجيًّا من إيران إلى إسرائيل، وهو يحتاج لأداء مختلف ومنظومة سياسية تستوعب الجميع بالتوازي مع بناء مؤسسات دولة على أسس وطنية لا أن تكون مجرد امتداد للفصائل العقائدية المسلحة فتبنى دولة التنظيم والطائفة لا دولة المواطنة.

والحقيقة أن المجتمع السوري قدم وعيًا كبيرًا في التعامل مع التحديات التي تواجهها التجربة الانتقالية والنظام الجديد، وهذا راجع ليس فقط إلى إرث سوريا الحضاري وتاريخها العريق، إنما أيضًا إلى كون السوريين دفعوا «فاتورة» الدم والتضحيات من أجل التحرر من نظام الأسد وحلفائه المحتلين قبل نجاح ثورتهم، على عكس كثير من تجارب التغيير العربية التي دفعت فيها الشعوب التضحيات الكبرى بعد ثوراتها أو انتفاضاتها.

ومن هنا فإن هناك توافقًا تلقائيًّا في سوريا بأنه لا يجب العودة بأي شكل إلى النظام السابق، وأنه حتى داخل مدن الساحل لم يستطع أن يحصل فلول بشار على تأييد أغلب الناس، وأن الداعم الأول لتجربة أو لفرصة أحمد الشرع هو جرائم بشار ونظامه، وأن التوحد المجتمعي خلف أي بديل لهذا النظام سيعطيه قوة دفع لبعض الوقت، ولكنه لن يحميه من أخطار كثيرة ومن أي أخطاء يقع فيها.

من حق النظام الجديد أن يواجه أي تمرد أو اعتداء على أجهزته ومؤسساته الناشئة بالقوة المطلوبة، ولكن ليس من حقه أن يواجه مدنيين عزل بالسلاح، كما أنه مُطالَب بأن يؤسس آلية لدمج كل المكونات في منظومة سياسية واقتصادية عادلة، وأن يسعى لجذب العلويين لصالح المسار السياسي الجديد، خاصة أن كثيرين منهم عارضوا بشار الأسد، ومع ذلك لم يبذل النظام الجديد بحكم تركيبة فصائله العقائدية الجهد المطلوب من أجل التمييز بين مرتكبي الجرائم في حق الشعب السوري وبين طائفة عريضة أعدادها بالملايين.

لا يجب محاسبة النظام الجديد وفق معايير سويدية، إنما يجب أن يحاسب على ضرورة تأسيس دولة مدنية وليس دينية، وأن يكون فيها احترام لكرامة الإنسان وطي صفحة التعذيب والقتل، ويصبح الحد الأدنى المطلوب احترام الهامش السياسي الذي تعرفه أو عرفته كثير من الدول العربية.


عن "المصري اليوم"


...........


من حق النظام الجديد أن يواجه أي تمرد أو اعتداء على أجهزته ومؤسساته الناشئة بالقوة المطلوبة، ولكن ليس من حقه أن يواجه مدنيين عزل بالسلاح، كما أنه مُطالَب بأن يؤسس آلية لدمج كل المكونات في منظومة سياسية واقتصادية عادلة.

دلالات

شارك برأيك

سوريا أمام المخاطر

المزيد في أقلام وأراء

مطالب "الجمهوريين" في استطلاعات الرأي

جيمس زغبي

القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال الإداري الإسرائيلية سردية القمع المنظم ضد شهود...

بن معمر الحاج عيسى

الحاجة إلى مراجعة النظام العربي

جواد العناني

أهلا بكم في الديسكو

عيسى قراقع

لحم اليمن الحي

سليمان جودة

ماكرون أول مستقبلي الشرع الاوروبيين في قصر الاليزيه باريس

صراع الماء بين الهند وباكستان

مصطفى شلش

ذاكرة الانتقاء الرحيم

رمزي الغزوي

لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتنياهو قريباً؟

حلمي مُوسى كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية

الملك في واشنطن

حمادة فراعنة

شخصية ترامب وصناعة التاريخ

مجدي الشوملي

مرة أخرى بعد الألف...ارحمونا يرحمكم الله

فراس ياغي

المرأة الفلسطينية.. من دور "الضحية" إلى بطلة الرواية

أمين الحاج

زيارة ترمب!

د. عبد المنعم سعيد

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟

من أصبح منكم آمنا في سربه؟

نتائج الحروب العالمية الثلاث - الحلقة الثانية

هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة وهل يعيد تشكيل قوة الردع...؟؟؟

غزة في عين العاصفة: احتلال دائم وتهجير ممنهج !!

السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1199)