Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 13 مارس 2025 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

الأكراد ضحايا الجغرافيا

سرني أن توصلت دمشق قبل يومين إلى اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مؤسسات الدولة، وقبلها بأيام دعا عبدالله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، إلى إلقاء السلاح وحل الحزب لنفسه، وهذه انفراجة كبرى في طريق حلحلة المسألة الكردية. فلأجيال طويلة، ظل الأكراد عالقين بين حدود لم يرسموها وخرائط صُممت بناءً على المصالح السياسية، لا على حقائق التاريخ.

ورغم أن الأكراد أحد أقدم الشعوب في الشرق الأوسط، فإنهم لم يحصلوا على دولة تجمع شتاتهم، بل وجدوا أنفسهم موزعين بين تركيا وإيران والعراق وسوريا، في معركة دائمة بين المطالبة بحقوقهم والاصطدام بالأنظمة التي تحكمهم، بينما يتكرر خذلان المجتمع الدولي لهم مرارًا.

لكن القضية الكردية ليست مجرد خلاف سياسي، بل هي مأساة إنسانية مستمرة. في تركيا، حُوربت لغتهم، وسُوّيت قراهم بالأرض، ووُضعوا في مواجهة قوانين تصفهم بـ"الإرهابيين". في إيران، واجهوا قمعًا ممنهجًا، حيث يُنظر إلى تنوعهم كتهديد، وكان الحرمان من الحقوق السياسية والثقافية هو القاعدة. أما في سوريا، فقد جُرّد مئات الآلاف منهم من جنسيتهم لسنوات طويلة، وكأن وجودهم ذاته محل جدل. وفي العراق، رغم تمتعهم بإقليم ذي حكم ذاتي، فإن علاقتهم مع بغداد تظل متوترة، وكأن السلام بالنسبة لهم حلم بعيد المنال.

ومع ذلك، لم يكن الأكراد مجرد ضحايا جغرافيا قاسية، أو أنظمة مستبدة، بل كانوا صُنّاع تاريخ في قلب الأحداث. من صلاح الدين الأيوبي، الذي غير مجرى التاريخ الإسلامي، إلى الأدباء والمفكرين الذين أثروا الثقافة، إلى المقاتلين والمقاتلات الذين تصدوا لأكثر الجماعات تطرفًا، لم يكونوا أبدًا شعبًا هامشيًا، بل فاعلين أساسيين في كل مرحلة تاريخية.

منذ انهيار الدولة العثمانية، بدأت رحلة الأكراد في البحث عن حقوقهم، فكانت الثورات والانتفاضات المتكررة، التي غالبًا ما أُخمِدت بالقوة. من ثورة الشيخ سعيد بيران في تركيا، إلى تجربة جمهورية مهاباد القصيرة في إيران، إلى الانتفاضات الكردية في العراق، وأخيرًا إلى ظهور قوات سوريا الديمقراطية في سوريا. في كل مرة سعوا فيها إلى حل سياسي، انتهى الأمر بالخيانة أو القمع، وكأن مجرد الاعتراف بحقوقهم يمثل تهديدًا وجوديًا للدول التي يعيشون فيها.

ورغم كل هذا، لم تنطفئ شعلة الأمل لديهم. في كل عام، يوقد الأكراد نار نوروز، ليس فقط احتفالًا بقدوم الربيع، بل كرمز لصمودهم في وجه محاولات الطمس والإقصاء. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل سيظل الأكراد أسرى لهذا الصراع الأبدي، أم أن هذا القرن سيحمل لهم بداية جديدة؟ نرجو هذا..

دلالات

شارك برأيك

الأكراد ضحايا الجغرافيا

المزيد في أقلام وأراء

مطالب "الجمهوريين" في استطلاعات الرأي

جيمس زغبي

القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال الإداري الإسرائيلية سردية القمع المنظم ضد شهود...

بن معمر الحاج عيسى

الحاجة إلى مراجعة النظام العربي

جواد العناني

أهلا بكم في الديسكو

عيسى قراقع

لحم اليمن الحي

سليمان جودة

ماكرون أول مستقبلي الشرع الاوروبيين في قصر الاليزيه باريس

صراع الماء بين الهند وباكستان

مصطفى شلش

ذاكرة الانتقاء الرحيم

رمزي الغزوي

لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتنياهو قريباً؟

حلمي مُوسى كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية

الملك في واشنطن

حمادة فراعنة

شخصية ترامب وصناعة التاريخ

مجدي الشوملي

مرة أخرى بعد الألف...ارحمونا يرحمكم الله

فراس ياغي

المرأة الفلسطينية.. من دور "الضحية" إلى بطلة الرواية

أمين الحاج

زيارة ترمب!

د. عبد المنعم سعيد

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟

من أصبح منكم آمنا في سربه؟

نتائج الحروب العالمية الثلاث - الحلقة الثانية

هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة وهل يعيد تشكيل قوة الردع...؟؟؟

غزة في عين العاصفة: احتلال دائم وتهجير ممنهج !!

السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1200)