Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 27 يوليو 2024 9:00 صباحًا - بتوقيت القدس

ليست شجاعة بل وضاعة!

تلخيص

ليسَ من الشجاعة ولا الحضارة، بل من البلاهة والسذاجة، ما حدث في الكونغرس الأمريكي الذي احتفى بقاتل الأطفال والنساء، مرتكب المجازر والمذابح، هادم المستشفيات والجامعات، ورُحِب به بالتصفيق المتكرر الذي يعبر عن شكل المنظومة التي تحكم أمريكا بمثل هؤلاء الأعضاء الأشرار المعادين للعدل، التوّاقين لمزيد من الظلم، البهلوانيين في حركاتهم ومواقفهم.
مشهدٌ مقزز، وطريقة بلهاء حين وقف أعضاء الكونغرس يصفقون لخطاب كاذب شرير. فما حمله الخطاب من نقاط تعبر عن أفراط كبير في الكذب غير المسبوق، ودعوة صريحة لدعم الخطط الدموية وحرب الإبادة في غزة، وتشويه الحقيقة واتهام الضحية، وبدلًا من أن يكون هذا الكونغرس منبرًا للحق، وصوتًا يدافع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة، ظل على عادته التي عرفتها الشعوب منذ صارت أمريكا القوة العظمى في العالم، محابيًا للاحتلال وداعمًا أساسيًا للعنصرية وراعيًا للإرهاب.
خطاب كله كذب وافتراء، وكل مفاصله تشويه للحقيقة التي رآها ويراها العالم بالصوت والصورة، وبدلًا تقديمه للقضاء ومحاكمته على جرائمه، صفقوا له، فكيف لنا أن نحترم هؤلاء الأشخاص الذين هم بلا حياء يقفون مرحبين بالقاتل، الأمر الذي يمثل صفعة أخرى للعدالة الدولية ولحقوق الإنسان.
خطاب انتهازي بشع، فاق كل أساليب الكذب التي عرفتها البشرية عبر التاريخ، وهذا لم يكن مستغربًا، فهو يتقن هذا الأسلوب ولا يعرف غيره، كما كان متوقعًا من أعضاء الكونغرس الواقعين تحت تأثير اللوبي والمال الصهيوني، لكن المستغرب أن يكونوا بهلوانيين على هذا الحد من هستيريا التسحيج والتصفيق.
نتنياهو الواقف أمام المصفقين نفسه لم يصدق ما يرى، فحتى في كنيست الاحتلال لم يحظَ يومًا بالتصفيق والاحترام، بل على الدوام يشتمونه ويخرجون دون الالتفات لما يقوله، ويقاطعون خطاباته، أما أمام الكونغرس فأصيب بالدهشة لما رآهُ من بلاهة في وجوه تقف أمامه، وتصفق له كالحمقى بعد أن استطاع اللوبي الصهيوني أن يشتري إنسانيتهم وضمائرهم بمال بخس، ودفعهم ليشهدوا بالزور على تلك المهزلة.
جملة الأكاذيب التي قالها نتنياهو في الكونغرس لن تغير في الحقيقة من شيء، ولو صفقت له أمريكا كلها ومعها زمرة الحلفاء الدائمين والداعمين، فهذا العالم وقد كشفت صورته وحقيقته، وتكشف زيف إدعائه، وفضح بكل هيئاته التي لا تزال تحاول المساواة بين الضحية والجاني، وبين مرتكبي جرائم الحرب، وبين من هم يعانون ويلات الإبادة الجماعية، وهذه الحقيقة التي لم يعد بمقدور أحد طمسها وتقديم أمريكا وغيرها بلثام العدل والحق كما كان في السابق قبل أن تتكشف حقيقتها البشعة التي رأيناها وهي تستقبل قاتل الأطفال والنساء، الملطخة يداه بالدم النازف في غزة، وهو يحاصرها ويمنع عنها الغذاء والدواء، بينما يطلب من أمريكا العتاد والسلاح والمال، لارتكاب المزيد من المجازر والمذابح بحق الفلسطينيين، ويواصل حرب الإبادة التي لا تزال متسمرة.

...........
نتنياهو الواقف أمام المصفقين نفسه لم يصدق ما يرى، فحتى في كنيست الاحتلال لم يحظَ يومًا بالتصفيق والاحترام، بل على الدوام يشتمونه ويخرجون دون الالتفات لما يقوله، ويقاطعون خطاباته، أما أمام الكونغرس فأصيب بالدهشة لما رآهُ من بلاهة في وجوه تقف أمامه.

دلالات

شارك برأيك

ليست شجاعة بل وضاعة!

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 554)