"سيفعلون"، كررها ثلاثاً، كما لو أنه إله، رداً على أسئلة الصحفيين حول ما إذا كانت القاهرة وعمّان ستستجيبان لدعوته لاستقبال الفلسطينيين الغزّيين، الذين لم يبرحوا أرضهم، بالرغم من آلاف الصواريخ التي انهمرت على رؤوسهم، ويتوهم العُتُلّ الزنيم بسهولة نقلهم مُكبّلين، كما فعل مع المهاجرين الكولومبيين.
"إنهم الفلسطينيون يا غبي"، لا يخضعون للذهب، ولا للسيف، لا تخدعهم وعود، ولا يُرهبهم وعيد، يؤمنون بحتمية انتصارهم، وإقامة دولتهم، وتعمير ما دمّرته أعتى الأسلحة التي طوّرتها وجرّبتها "دولة القيم الإنسانية" على بيوت الطوب والصفيح في جباليا والشابورة وبيت لاهيا، وقضى تحت أنقاضها عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.
العائد من جديدٍ إلى البيت الأبيض يُخاصم الكون وهو يُقلّب وجهه في السماوات، فينقلب على الأنظمة والقوانين، ويتوعّد دولاً وشعوباً بالضمّ والتّهجير والتّرحيل، ويتوعد بالعودة إلى حرب النجوم.
يبدو أنّ لقاح كورونا لم يُفلح في تعقيم النسخة الأولى من الترامبيّة، المستفزة للبشرية، وجاءت النسخة الثانية منها متحورةً عارية، تمارس عروضها المستفزة للحرية والحوكمة والشفافية والنظم الديموقراطية.
هكذا ينحدر ترامب بالدولة العظمى إلى شركة مقاولاتٍ للبلطجة والعقارات، ويستبدل تمثال الحرية ببرج ترامب.
ما فشل ترامب في تحقيقه خلال ولايته الأولى، لن يتمكن من تحقيقه في ولايته الثانية والأخيرة.
سيذهب ترامب ومعه الترامبيّة، كما كل الحركات العنصرية، مثلما ذهبت من قبله حضاراتٌ سادت، ثم ما لبثت أن بادت، وإمبراطورياتٌ لم تكن الشمس تغيب عنها، حتى غابت.
شارك برأيك
الترامبيّة المُتحوّرة!