Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 25 يوليو 2024 11:08 صباحًا - بتوقيت القدس

العوامل المقررة في الوصول إلى الصفقة

تلخيص

عوامل جديدة، إضافة للعوامل القديمة المتجددة، دخلت على خط ترجيح إتمام الصفقة بين المقاومة ودولة الإبادة في قادم الأسابيع، وبما يحقق جوهر شروط المقاومة منها. ومع ذلك، يمتلك نتنياهو كل القوة اللازمة لإدارة الظهر لتلك العوامل ورفض التوقيع، ما يعني ضرورة خفض مستويات التفاؤل بوقف حرب الإبادة بعض الشيء، ليس فقط لعوامل القوة التي يمتلكها نتنياهو، بل وأيضاً لتجربة شهور من المفاوضات والتي تميّزت بشيء واحد تحديداً: استخدام نتنياهو وفريقه الفاشي المفاوضات لارتكاب مزيد من الإبادة والمجازر عبر التسويف وإضافة الشروط الجديدة مع كل جولة تفاوض. أما الفيصل بين عوامل ترجيح الصفقة، وعوامل عدم توقيعها، فسيكون قدرة المقاومة، في محاورها الثلاث، غزة ولبنان واليمن، على تفعيل عوامل الدفع باتجاه الصفقة، وإلحاق الهزيمة بدولة الإبادة ومجرمي الحرب الإسرائيليين، وفرض وقف حرب الإبادة.

عوامل تدفع باتجاه الصفقة
أما العوامل التي تدفع باتجاه الصفقة فهي أولاً تعمق الخلاف بين نتنياهو وفريقه، بن غفير وسموتريتش، وبين المؤسستين العسكرية والأمنية، والأخيرة بفرعيها الشاباك والموساد، الأمر الذي حدا بنتياهو قبل أسابيع ليعلن ما بدا مفصلياً في تاريخ العلاقة بين الجيش والدولة في المشروع الصهيوني، عندما أكد (إننا دولة لديها جيش وليس جيش له دولة)، في تحديد واضح لموقع الجيش في العلاقة بين المؤسستين الدولة والجيش، علماً أن ما ميّز المشروع الصهيوني في التاريخ أن العصابات الصهيونية، التي تحولت لجيش، هي مَنْ أسس الدولة، لا العكس كما تاريخ الدول عموماً.


أما انضمام وزراء في الليكود، أعضاء في المجلس الوزاري المصغر، ووزراء يهودوت هتوراة وشاس للمطالبين بتوقيع الصفقة، فهذا يعني أن أغلبية مع الصفقة تتوافر داخل المجلس الوزاري المصغر، ما يعني، أن الثلاثي (نتنياهو، بن غفير وسموتريتش) في عزلة، وذلك يحصل لأول مرة منذ الثامن من أوكتوبر، "عزلة" يبدو أنها لا تؤثر في موقف نتنياهو وقراراته، فهو سيد القرار دون منازع، ودون النظر لموازين القوى داخل المجلس الوزاري المصغر.


انضمام وزراء حزبي يهودوت هتوراة وشاس للمطالبة بالتوجه نحو توقيع الصفقة قاد، لإعلان حاخامات الحزبين تأييدهما لعقد الصفقة، بما يملكه الحاخامات بالعادة من تاثير سياسي عند جموع المتدينين الصهاينة. هذا الأمر انعكس، كما يبدو، في تنامي نسبة المؤيدين للصفقة بين المستوطنين، حيث بلغت 66% في آخر استطلاع.


ويبقى العامل الأكثر تاثيراً في الدفع باتجاه الصفقة هو جبهات المقاومة، وهي أصلاً ذات العامل في تفعيل العوامل الدافعة أعلاه. فعلى جبهة القطاع، من نافل القول إعادة تأكيد المؤكد: لم يتحقق من أهداف الجيش أي هدف معلن لا في استرجاع الأسرى ولا في تصفية المقاومة، ولا في التهجير، لا بل لم تفقد المقاومة قدراتها على مفاجأة الجيش الإسرائيلي بعمليات نوعية تعكس حسب الخبراء العسكريين قدرتها على إعادة تنظيم الصفوف، وضمان آليات الاتصال والتوجيه والقيادة والتخطيط، هذا بالتأكيد رغم الخسائر الأكيدة والكبيرة في صفوفها، ورغم التضحيات المهولة التي قدّمها شعبنا.


أما التطور الأبرز هنا فهو المسيّرة اليمنية التي ضربت تل أبيب، ومعها ضربت كل معادلة الردع الإسرائيلي، وأدخلت متغيراً جديداً ونوعياً في لوحة الصراع ومنذ الثامن أكتوبر. إضافة لذلك إعلان حزب الله، وتنفيذ إعلانه هذا منذ الجمعة الماضية، بإدخال مستوطنات جديدة، لقائمة الأهداف المستهدفة رداً على قصف المدنيين اللبنانيين، وقد بلغت 10 مستوطنات، ما يعمّق أكثر فأكثر من أزمة الجيش في الشمال، إذ لا يمكنه الشروع باجتياح بري سيكون وقعه وبالاً عليه، كما لا يمكنه عدم الرد، وبالتالي يظل أكثر من 120 الف مستوطن مرحلّين خارج مستوطناتهم، ويظل الجيش عاجزاً عن حسم الصراع مع المقاومة اللبنانية.


كل ذلك يدفع باتجاه الصفقة بالتأكيد، وهنا لا بد من ملاحظة تصريحات، أكاذيب نتياهو الأخيرة حول (تراجع حماس عن مطالبها)، بما يؤشر للتمهيد بالموافقة على التوقيع على الصفقة. فهل يستغل زيارته لأمريكا ليعلن ذلك مدعياً أنه استجاب لمطلب الإدارة الأمريكية، خاصة بعد إعلان بايدن تنحيه، وتراجع حظوظ حليفه المفضل ترامب حسب آخر الاستطلاعات؟

عوامل القوة لدى نتنياهو

كل ما قيل أعلاه يدفع باتجاه التوقيع، ولكن لا يعدم نتنياهو عوامل القوة. أولها أن الرغبة المجرمة بالاستمرار في حرب الإبادة لا تميّز فقط الثلاثي نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بل هي رغبة مجتمع الاستيطان برمته في حالة موصوفة من الهوس المرضي بالقتل والإبادة لكل ما هو فلسطيني، ليس فقط بسبب زلزال يوم السابع من أكتوبر على الوعي والمكانة والثقة بالذات داخل ذلك المجتمع، بل لأن الرغبة في محو (السكان الأصليين) خاصية أي مجتمع استيطاني في التاريخ، ومجتمع الاستيطان اليهودي في فلسطين لا يشذ عن ذلك. نتنياهو يعبّر بكل إخلاص عن تلك الخاصية التي يلتف حولها المجتمع برمته. أما مظاهرات أهالي الأسرى التي تطالب بعقد الصفقة، ويجري تضخيم تأثيرها من قبل بعض الفضائيات، فلا تصل لحدود وقف حرب الإبادة تماماً، بل تدعو لعقد الصفقة لإطلاق سراح الأسرى ومن ثم استمرار الحرب.


وما يعزز من عوامل القوة لدى نتنياهو هو عدم تعرضه لأية ضغوط دولية لعقد الصفقة، فالموقفان الأمريكي والأوروبي الداعيان لعقد الصفقة لم يغادرا حدود الإنشاء الكلامي ليصلا لحدود ممارسة الحد الأدنى من الضغط السياسي، وهذا مفهوم. يدعون نتنياهو لعقد الصفقة، فيما يستمرون بدعمه سياسياً في المحافل الدولية، ويزودونه بالسلاح، ولم يفرضوا على دولته أية عقوبات حتى بعد التعامل مع القرارات الدولية الخاصة بالحرب بالرفض والتحقير والإهانة والعنجهية والفوقية. وما يقال عن هذين الخطابين ينسحب على الخطاب العربي الرسمي، ولو بطريقة مختلفة.


إن دعوة نتنياهو لإلقاء خطابه أمام الكونغرس تأكيد لا يقبل الجدل على دعم أعلى هيئة تشريعية لحرب الإبادة ضد شعبنا في القطاع، وهذا ما يعزز من قوته في المضي قدماً في حرب الإبادة ورفض توقيع الصفقة. بقي القول أن حرص نتنياهو على مستقبله السياسي من جهة، وضمان استقرار إئتلافه الحكومي من جهة ثانية، والسعي لتحقيق "نصر ما"، يقلل من تبعات تحمل المسؤولية عن السابع من أكتوبر،. لا شك أن كل ذلك يدفع باتجاه عدم التوقيع على الصفقة، ولكن قرار المعارضة بتوفير شبكة الأمان له لتوقيع الصفقة، والحفاظ عليه كرئيس للوزراء، يتطلب البحث في مكان آخر لتفسير موقف عدم التوقيع، وهذا ما نعتقد أنه يكمن اساساً في الرغبة الدموية المرضية باستمرار التقتيل، طالما ما زال يمتلك عوامل القوة.


إن تغليب عوامل الدفع باتجاه التوقيع على الضد من موقف نتنياهو وفريقه، رهن فقط باستمرار جبهات المقاومة بالضغط العسكري لتفعيل أكثر فأكثر لعوامل الدفع بما يفرض بالنهاية التوقيع على الصفقة.

كل ما قيل أعلاه يدفع باتجاه التوقيع، ولكن لا يعدم نتنياهو عوامل القوة. أولها أن الرغبة المجرمة بالاستمرار في حرب الإبادة لا تميّز فقط الثلاثي نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بل هي رغبة مجتمع الاستيطان برمته.

دلالات

شارك برأيك

العوامل المقررة في الوصول إلى الصفقة

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)