أقلام وأراء
الثّلاثاء 23 يوليو 2024 9:14 صباحًا - بتوقيت القدس
مشهدٌ غير مبرر
تلخيص
مشهدٌ صادمٌ شاهدناه، وعلى الهواء مباشرة وعبر مقطع فيديو. لم نفهم المشاعر والأحاسيس التي تملّكت من قام بتصويره دون تدخل فيه، أو الأهداف التي سعى لتحقيقها من نشره، حيث ظهرت فيه مجموعة من الأشخاص يهاجمون شاباً بالعصي، وينقضّون عليه بالحجارة، يفترسونه ويضربونه على رأسه بالعصي حتى الموت، في مشهد فجع الجميع، بقدر فجاعته لذوي المغدور عندما تلقوا نبأ وفاته. مشهدٌ صدم الجميع بفعلٍ غير مسبوق، حيث انغمست في قلب من شاهده الغصة والحسرة والألم والوجع، ومما زاد الألم تصوير المشهد والسعي لنشره ونقله على الهواء، بدون أدنى إحساس بهول الموقف وعدم التدخل لمنعه، حيث لم يحرك أحد ساكناً، ودون تدخل من المصور ومن معه، ومن تواجد، و حتى دون طلب المساعدة لوقف هذه الجريمة النكراء.
مشهد لم يكن معهوداً في المجتمع الفلسطيني، بل مخالف لكل القيم والأخلاق وشرف الخصومة، إن كانت هناك خصومة، ومخالف لعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي يتداعى شبابه وأطفاله ونساؤه قبل رجاله لفض الشجار، وحل الخلافات بين المواطنين، ومنع الاعتداء على بعضهم البعض.
كيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي نمعن النظر، ونستمتع في تصوير جريمة قتل شاب أمام جمع من الناس دون تدخل؟! لا مبرر لذلك، ولا عذر لمن تواجد في المكان.
لا مبرر لعدم التدخل وحماية شاب يتعرض للقتل بأبشع الطرق والأساليب.
سيسألكم الله عن صمتكم وعدم تدخلكم.
لا مبرر لتجعل التصوير والحصول على الفيديو تحقيقاً للسبق في نقل المشهد الدامي أكثر أهميةً من حماية الأرواح. والأجدر كان أن تترك هاتفك، وتبدأ بفض العراك.
لا مبرر للخوف من التدخل في هذه الحادثة، رغم همجية مرتكبيها حتى وإن تعرضت للضرب أو الاعتداء فأجدادنا علمونا أنّ "الحَجّاز له ثلثا الضربة"، ولا يجازيه أحد.
أين الأخلاق التي تربينا عليها والتي ترفض العنف بأشكاله؟ أين النشأة التي ننشئ عليها أبناءنا والتي تنطلق من ديننا الحنيف، وقرآننا الذي يقول: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما"؟!
ما الذي غيّر فكرنا، وزرع في داخلنا هذه الثقافة الدخيلة، والتي أصبحت فيها اللقطة والمشهد وجمع الإعجابات والمتابعين أهم وأعظم من التدخل وحماية الأرواح؟ إنه الهاتف والسوشال ميديا والبحث عن الشهرة على حساب الدم.
مشهدٌ صادمٌ وغير مستوعب، وغير مبرر أن يصمت كل من تواجد في المكان، وكأنّ على رؤوسهم الطير لا يلتفتون يمنةً أو يسرة.
.............
لا مبرر لتجعل التصوير والحصول على الفيديو تحقيقاً للسبق في نقل المشهد الدامي أكثر أهميةً من حماية الأرواح. والأجدر كان أن تترك هاتفك، وتبدأ بفضّ العراك.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
الترامبيّة المُتحوّرة!
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
محدث:: قوات الاحتلال تشرع بعمليات هدم في الضفة
صحة غزة: 20 شهيداً و20 إصابة خلال 24 ساعة الماضية
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
مشهدٌ غير مبرر