أقلام وأراء
الأربعاء 26 يونيو 2024 8:47 صباحًا - بتوقيت القدس
كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
تلخيص
منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية السابعة والثلاثين برئاسة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر 2022، اتجهت إسرائيل إلى تعميق الاستيطان في الضفة الغربية من أجل ضمها إليها، وقد جاءت هذه الاتجاهات من جانب هذه الحكومة التي تعتبر أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، والمكونة من حزب "الليكود" وحركتي "شاس" و "يهدوت هتوراة"، اللتين تمثلان التيار الديني الحريدي، وحركتي "المنعة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" اللتين تمثلان التيار الديني القومي. لقد عرى تسجيل صوتي مسرب جديد خطة لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لتعزيز سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أية محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية. وجاء في التسجيل ومدته نصف ساعة تقريبا، أن سموتريتش كان يقول خلال لقائه مع مجموعة من المستوطنين يوم 9 حزيران الجاري، إن حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها.
ما يهمنا تصريحات قادة الصهيونية الدينية المتكررة عن الضفة الغربية وارتباطها الوثيق بالتوراة، وأن "التنازل عن شبر واحد منها كفر"، حسب ما جاءت به التوراة. يقول موشي ديان: إذا كنا نملك التوراة ونعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي المنصوص عليها في التوراة، ويقول الحاخام كوهين: يمكن تقسيم سكان العالم إلى قسمين: إسرائيل من جهة، والأمم الأخرى مجتمعة من جهة أخرى. فشعب إسرائيل هو الشعب المختار. وهذه عقيدة الأرض الموعودة. "سأعطي نَسْلَكَ هذه الأرضَ من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات".
الأمر ذاته أن سموتريتش يعمل من أجل ضفة غربية متجددة، تتبع عضوياً لإسرائيل بالرغم من المسميات والتسميات الموجودة في الضفة الغربية، فقد فرض إدارة مدنية جديدة بصلاحيات أوسع، وعيّن مستوطناً متعصّباً نائباً لرئيس "الإدارة المدنية"، وأوكل إليه كامل الصلاحيات كي يتصرّف وكأن الضفة الغربية مزرعة لسموتريتش بإدارة هذا المستوطن، وستتم عودة المستوطنين إلى كافة المستوطنات التي تمّ إخلاؤها في محافظة جنين، ويسير العمل حثيثا للعودة للاستيطان في مستوطنات غزة المتروكة، وكذلك، زيادة في التفاؤل "الاستيطان في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني". هذا هو مخطط سموتريتش وهذه هي خطته التي يناصره ويدعمه فيها نتنياهو، بالرغم من بعض الانتقادات الناعمة.
حسب المطالعة التاريخية، فإن التاريخ العبري بمجمله كان في الضفة الغربية، فقد قامت دولة إسرائيل القديمة، وكذلك دولتا يهودا وإسرائيل بعد انقسامهما في الضفة الغربية، ووفق ذلك التاريخ، تنسب اليهودية لنفسها إرث الأنبياء داوود وسليمان عليهما السلام. مملكة إسرائيل قامت في شمال الضفة الغربية، وكانت عاصمتها آنذاك نابلس "شكيم" ويطلق عليها اسم السامرة "شامرون"، فيما قامت مملكة يهودا في الجنوب، وكانت عاصمتها القدس، ويطلق عليها اسم يهودا، ليصبح اسم الضفة الغربية وفق العقيدة اليهودية "يهودا والسامرة"، اسم تطلقه إسرائيل على الضفة حتى اليوم، رافضة الاعتراف بالتسمية الفلسطينية.
هذا التوظيف للتوراة وهذا الاستدراج للأسطورة في حياة اليهود هو ما استند إليه قادة الحركة الصهيونية في تحويل الوهم إلى حقيقة واللاتاريخ إلى تاريخ واللاوجود إلى وجود والاختلاق المجرد إلى واقع، وبدأ معه تسليط الضوء على القدس بشكل خاص، وهذا ما حملته التعبئة الفكرية الأيدولوجية للحركة الصهيونية. لا مبالغة في قول إنَّ هذا المنطلق دأب آباء الحركة الصهيونية ومنظروها منذ مطلع القرن المنصرم على ترسيخ ما يسمونه الهدف الأعظم في أذهان يهود العالم وهو احتلال القدس وجعلها عاصمة لدولتهم إسرائيل، وضم الضفة الغربية وزيادة الاستيطان فيها بشكل مكثف. تؤكد الدراسات التوراتية في النهاية على أن تاريخ إسرائيل هو تاريخ متجدد يتم إحياؤه دائماً، في حين أنّ التاريخ الفلسطيني قد انتهى فهو ملك لإسرائيل فقط، أما السكان فسواء كانوا قد اندمجوا في إسرائيل أو تمت إبادتهم فليس لهم الحق في هذا التاريخ.
ومن هذا المنطلق علينا دراسة وفهم ما أحدثته إسرائيل خلال النصف قرن السابق في الضفة الغربية لفهم الاستراتيجية التي تخطط لتنفيذها بمرحلية وبطء كل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ العام 1967 وإلى يومنا هذا ليكون بمقدورنا استشراف المستقبل، وهذا لا يتأتى بدون النظر في خارطة التوزيع الاستيطاني اليهودي والتوزيع الديمغرافي الفلسطيني؛ وكلا التوزيعين اتخذا طابعا قسريا خلال العقود الخمس السابقة بفعل قوة الاحتلال العسكري صاحبة القرار في كل شؤون الضفة الغربية.
إن سموتريتش يعمل من أجل ضفة غربية متجددة، تتبع عضوياً لإسرائيل، بالرغم من المسميات والتسميات الموجودة في الضفة الغربية، فقد فرض "إدارة مدنية" جديدة بصلاحيات أوسع، وعيّن مستوطناً متعصّباً نائباً لـ"رئيس الإدارة "المدنية"، وأوكل إليه كامل الصلاحيات.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب بلا نهاية على غزة
حديث القدس
المبادرة السعودية الجديدة وإيران وحرب غزة
إبراهيم أبراش
404
بهاء رحال
لماذا سيواصل ترامب سياسته في ولايته الأولى ؟
نبهان خريشة
مستقبل السلام في الشرق العربي أرض السلام والأنبياء
كريستين حنا نصر
"الدولة" التي تعبث بالعالم
د. إياد البرغوثي
حرب التجويع متواصلة في غزة
حديث القدس
المجاعة المجاعة!
ابراهيم ملحم
قمة الرياض.. الإرادة السياسية واستقلالية آليات التنفيذ هما الأهم
مروان إميل طوباسي
آليات للانتقال من حالة الهشاشة إلى حالة المناعة النفسيّة
د. غسان عبد الله / القدس
نتائج القمة المشتركة
حمادة فراعنة
عامٌ من طوفان المجازر ولا تزال حرب الإبادة مستعرة
د. رياض العيلة
غزة والإبادة.. الضفة والسيادة
حديث القدس
القمة العربية والإسلامية في الرياض
بهاء رحال
حرب الانبعاث الإسرائيلية
حمادة فراعنة
عودة ترامب والمصير الفلسطيني
جمال زقوت
فرصة قد لا تسنح في خمسين سنة
حمدي فراج
جرائم القتل والفوضى والانهيار مستمرة.. أين الخلل؟!
راسم عبيدات
ترامب والقضية الفلسطينية وإمكانية تحويل الأزمة إلى فرصة
هاني المصري
المؤامرة الإسرائيلية على الدور القطري مرفوضة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
"الدولة" التي تعبث بالعالم
الرئيس عباس: نعمل على وضع آليات لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير
إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في عدد من المحافظات
عشرون عاماً في حضرة الغياب.. دماءٌ غزيرةٌ جرت في نهر الحريّة
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
15 قتيلا في قصف إسرائيلي على دمشق
الأكثر قراءة
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
عشرون عاماً في حضرة الغياب.. دماءٌ غزيرةٌ جرت في نهر الحريّة
تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
وزير الاقتصاد الإسرائيلي: فليذهب القطريون للجحيم
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
"الدولة" التي تعبث بالعالم
أسعار العملات
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.75
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.29
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%58
%42
(مجموع المصوتين 19)
شارك برأيك
كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟