في الرابع عشر من شهر ايار للعام ١٩٤٨ تم نشر وثيقة إعلان قيام كيان إسرائيل بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان ديفيد بن غوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية قيام الكيان الإسرائيلي واحتلال ما اسماه (الشعب اليهودي) أرضه التاريخية..
تم التوقيع على الوثيقة من قبل ٣٩ يهوديا معظمهم من يهود شرق أوروبا ايذانا بإعلان اقامة الكيان الإسرائيلي على كامل التراب الفلسطيني ليكرس الاحتلال اغتصابه للأرض الفلسطينية بتعليلات ومبررات ومزاعم لا اساس لها في وقائع التاريخ بان لليهود حق في اقامة دولة في فلسطين وان يكون لهم وطن مستقل .
خاطبت الوثيقة بمزاعمها يهود العالم
وفتحت لهم الأبواب للهجرة اليهودية أينما كانت فزاد عدد اليهود في فلسطين ، ودول العالم فاعلنت لهم عن إقامة دولة إسرائيل وطالبتهم بالاعتراف بها كدولة مستقلة وذات سيادة وبعد ١١ ساعة فقط كانت الولايات المتحدة اول الدول التي اعترفت بإسرائيل كدولة .
كما خاطبت الوثيقة الدول العربية المجاورة واعلنت لهم عن إقامة الدولة وطالبتهم بتقبل وجودها وانها تبدي التزاما واستعدادا للقيام بعمليات سلام لكن القوات النظامية المصرية والقوات السورية وألوية الجيش الأردني اجتازت الحدود ودخلت إلى فلسطين لتندلع الحرب وصولا إلى حزيران حيث تم قبول هدنة لمدة أربعة اسابيع وفي ١٩ تموز ١٩٤٨ تم توقيع الهدنة الثانية بين القوات العربية والقوات الإسرائيلية ليبدأ الاحتلال الفعلي لفلسطين .
يوم أسود في تاريخ الامة العربية عندما أعلنت إسرائيل عن اقامة كيانها على ارضنا لتواصل إسرائيل احتلالها لفلسطين التاريخية للعام السادس والسبعين على التوالي ..
فلسطين قلب العرب التي تفوح منها القوة والشجاعة والتضحية ،ضحى ابناء شعبها بدمائهم وأرواحهم وأنفسهم في سبيلها ، ولا زلوا يتمسكون بكافة الثوابت الوطنية والمواقف النضالية من اجل استعادتها وإعلان تحريرها ، وستبقى البوصلة تشير اليها ، فهي الضوء الذي ينبعث من السماء والتراب الذي يحتضن الشهداء ..والحقيقة التي لن يحجبها الضباب .
فلسطين أرض خلقت للسلام ، هي عالم ودنيا ووطن وجنة ودولة ، عشقنا لها لن يموت ، ارادها الغزاة مسرحا للحرب وسفك الدماء ..ومجازر ومقابر في كل الارجاء ..اغتالوا فرحة الأطفال ..وقتلوا البسمة والضحكة في كل مكان ..هدموا البيوت وهجروا اجمل بني البشر …قضوا على ثمار الزيتون والزعتر ، لتبدأ قصة النكبة ، التي تعود اليوم إلى غزة وتتكرر ، ورغم الالم والحسرة وطعم المر والعلقم ، إلا ان رائحة المسك والعنبر ستفوح ، لتوقظ احلامنا من مضاجع أنهكها القدر ، لتعود فلسطين وقدسها رمز الاباء والصمود ، لتبقى درة الوجود ..
يبكي اصحاب المروءة فقط على فلسطين ، اولئك الذين سروا إلى مذبح التضحيات ، فأحيوا في نفوسنا ، لحظات المجد المرصع بالدماء ، فالوفاء لحرية فلسطين لغة لا يفهمها إلا من آمنوا بحتمية النصر ، مهما دار دولاب الزمن وطوى من السنين ..
فلسطين كما قال الشاعر الراحل محمود درويش هي سيدة الأرض..كانت تُسمى فلسطين، صارت تُسمى فلسطين” وهنالك ما يستحق الحياة” وهو على حق.
فلسطين تتجدد عبر السنوات الست والسبعين الماضية. …
هُزمت جيوش ونُكبت شعوب وانكسرت مشاعر واكتظت الأحاديث بالخيبات غير أن فلسطين لم تُهزم، ظلت باقية على العهد ، وفية للأبد ..
لا أحد يجرؤ على التفكير في ضياعها فذلك أمر عبثي لان فلسطين كانت وصارت وستبقى فلسطين.
شارك برأيك
فلسطين لم تهزم … كانت وصارت وستبقى فلسطين