Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 13 مايو 2024 9:51 صباحًا - بتوقيت القدس

لماذا عجز اشقاؤنا العرب عن انقاذنا حتى الان

تلخيص

يميل العقل الكسول الى ان يبسط الاجابة و يختزلها للرد على السؤال السابق ، مثل هذا العقل لا يرغب ان يرى الصورة بكامل ابعادها ، بل يحاول ان يجد سببا واحدا و مباشرا و سريعا للاجابة ، فالاشقاء العرب عاجزون عن مساعدتنا و انقاذنا مما نحن فيه لانهم متعاونون و متخاذلون، و هي اجابة تكفي رغم ما فيها من عاطفة طفولية و رغبة في الاهانة وجلد الذات و ادارة الظهر للعالم ، ولكن ذلك لا يكفي حقا لا تكفي الاهانة و الجلد ولا الرفض ولا البكاء ولا استثارة الهمم او النخوة .
الاشقاء العرب ، و على الرغم من مواقفهم التي نستنكر بعضها و نرفض بعضها الاخر و نعتقد جازمين ان بعض سياساتهم لا تؤدي الى المطلوب منها حتى لاهلها ، الا انهم ، للحقيقة ، اوقعوا انفسهم في منطقة العجز و منطقه ، و قادوا انفسهم طوعا او كرها الى شباك القوى الكبرى و شبكاتها الامنية و السياسية ، ذلك ان معظهم الانظمة العربية الشقيقة تعاني من الفقر و البطالة و الديون و اشكالية العلاقة بين الحاكم و المحكوم و من التهديدات الداخلية و الخارجية و من تعطيل القوى المدنية الفاعلة و من الاستئثار بالحكم و القرار و التفرد في السلطة و الثروة و هي نقاط ضعفا تستغلها القوى الكبرى و غير الكبرى لابتزاز تلك الانظمة، بحيث تبدو تلك الانظمة على شفا حفرة من كل شيء، السقوط السياسي و الهزيمة العسكرية و التفكك المجتمعي و الانقسام الجغرافي .
يبدو النظام العربي في معظمه لم يحسم مضامينه او مقولاته ، و لم يقدم المقولة الجامعة ولا السياسة الضامة ولا الخطة الناجعة ، ولم يحول النظام العربي في معظمه الدولة الى ان تكون هي الفاعلة و القادرة ، بل ما تزال الدولة العربية احدى المقترحات و ليس اخرها او قاسمها المشترك العظم ، و لهذا فأن النظام العربي يخاف من التقسيم الجغرافي و الطائفي و العرقي و الديني و السياسي ، و رغم الثروات لدى البعض منها فأن ذلك لم يحولها الى نموذج حديث للدولة بقدر ما جعلها اكثر استهلاكية و اقل انتاجية بمعنى ان تتجمل بالحداثة دون ان تصل الى عناصر الحداثة و مكوناتها ، يمكن القول ان النظام العربي و خصوصا بعد الربيع العربي يضطر الى ان يراجع ذاته من جديد و يضطر الى اعادة تقييم فكرة الدولة اصلا ذلك ان مفهوم الدولة العربية الحديثة يتراجع لصالح مفاهيم ما قبل الدولة و الى مستويات امنية و استحواذية لطغم متعددة .
ما علاقة ذلك كله بالسؤال المطروح ، لماذا عجز اشقاؤنا العرب من انقاذنا مما نحن فيه من عذاب و ظلم و تشريد و محاولات شطب و تغييب !
للاجابة على ذلك بكل صراحة فأن بعض هذه الانظمة الشقيقة وجدت في التطبيع مع اسرائيل حل لمشاكلها الداخلية و ضمانة لبقائها و سببا للرضى عنها و غض البصر عن تجاوزاتها امام ما يطلق عليه زورا و بهتانا المجتمع الدولي ، و التطبيع اسرائيل ، بالتجربة الفعلية ، اثبت انه ليس ضمانة لشيء و لم يشكل حلا للازمات الداخلية ، بل على العكس من ذلك ، اصبح التطبيع احدى القضايا الجدلية في تلك الانظمة ، و لكن التطبيع ادى الى تقنين العلاقة مع الشعب الفلسطيني و تحديد الوسائل لدعمه و مساعدته و ادى ايضا الى زيادة مسائلته و حصاره و انتقاده.
اكثر من ذلك ان التردي السياسي و الضعف الاجتماعي و غياب الرؤية الشاملة الامنية و الاقتصادية للاقليم العربي اضعف كل الانظمة العربية و تركها مكشوفة و اغرقها في صراعات ثنائية و احلاف متعارضة و اغرى بعضها في ان ينوب عن قوى اخرى في حروب وكالة بغيضة و بشعة لم تؤد الا لمزيد من الضعف و التهتك و التفكك ، كان من الغريب ان السنوات العشر السابقة شهدت حروبا عربية عربية غير مسبوقة و لهذا لم يكن من السمتغرب ان تنتهز اسرائيل الفرصة لشن حروب متعددة على الشعب الفلسطيني و لم يكن من المستغرب ان تحاول ايران في ذات الفترة ايضا ان تتقدم بحذر و لكن بثبات لتطوير برنامج نووي غامض .
بأختصار ، الانظمة العربية في معظمها في حالة اضطراب و جدل و تهديد و في حالة بحث عن اتجاه و مضمون و سياسة ، الانظمة العربية تبحث عن امكانات و ملاذات للامان و التحالف الضامن مع قوى متصارعة لا ترى في قضايانا اهمية الا بما يخدم مصالحها .
اخيرا لا يمكن لنظام عربي ان ينقذنا كما ينبغي فيما شبكة علاقاته المتعددة مع كثير من القوى الكبرى التي تدعم اسرائيل و تعمل على ابقائها متفوقة على الاقليم بكل ما فيه و هذا يعني انه لو كانت هناك نوايا حسنة و دوافع مصلحية اخرى للنظام العربي لتقديم العون للشعب الفلسطيني الا ان ذلك سيصطدم بحائط من العجز و قلة الخيارات و انعدام القدرات ، ما الحل اذن ! الحل برأي هو ان يعيد النظام العربي تعريفه لذاته و علاقاته و اهدافه و مرجعياته ، فالنظام لخدمة الوطن و المواطن و ليس لخدمة طغم معينة مهما كانت هذه الطغم تمتلك من الشرعية او الاحقية او الوهم الشيء القليل او الكثير .
لا يمكن لاي نظام مهما كان ان ينتصر دون ان يعيد تشكيل علاقته مع جمهوره على اساس المشاركة الحقة في القرار و الفعل و تشكيل المجتمع .


بعض الانظمة وجدت في التطبيع حل لمشاكلها الداخلية و ضمانة لبقائها و غض البصر عن تجاوزاتها امام ما يطلق عليه زورا و بهتانا المجتمع الدولي


دلالات

شارك برأيك

لماذا عجز اشقاؤنا العرب عن انقاذنا حتى الان

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)