أقلام وأراء

الجمعة 01 مارس 2024 10:09 صباحًا - بتوقيت القدس

مفاعيل “انتفاضة ثالثة” في الضفة الفلسطينية

بعد (146) يومًا على حرب الإبادة الجماعية، ما زالت الإخفاقات تلاحق الكيان الصهيوني في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، اذ ما يزال يقف عاجزا أمام المقاومة الفلسطينية في “قطاع غزة" رغم الكلف الباهظة والمقارفات الاسرائيلية الوحشية البشعة.


ورغم فاتورة الدم ومختلف صنوف العذابات الاحتلالية التي يدفعها الأهل في الوطن المحتل ثمناً لتمسكهم بأرضهم، يتسارع نشاط الجماعات الاستعمارية “الاستيطانية” في الضفة الغربية معلنة عن أهدافها بوضوح كامل، وتمارس نشاطها دون قيود نحو هدف تهجير الفلسطينيين.


من جهتها، تنظر”منظمات المستوطنين” إلى حرب الإبادة الجماعية في القطاع باعتبارها فرصة للتهجير والتطهير العرقي في الضفة الغربية، حيث باشرت هذه المنظمات المسلحة، بمساعدة من جيش الاحتلال، الضغط للمسارعة في تهجير تجمعات فلسطينية من المناطق الاوسع المصنفة (ج). وفق “تفاهمات أوسلو”، والیوم، وفي ظل انشداد أنظار العالم إلى الإبادة الجماعیة والكارثة الإنسانیة الكبرى التي یتعرض لھا أكثر من ملیوني فلسطیني في القطاع، تتحرك الضفة، استمراراً منها في المقاومة ودعماً للجناح المقاوم الآخر في القطاع، والثالث في شمال فلسطين / جنوب لبنان، ما استثار المخططات الصهيونية لتجديد التطھیر العرقي ضد الفلسطينيين، في سياق استدامة الاحتلال وضم الضفة تدريجيا.


لقد تحولت هذه المنظمات الى تشكيلات عسكرية وشبه عسكرية في ظروف الحرب، التي يسلحها ويوجهها وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، وهي تحظى برعاية واضحة قديمة/جديدة من دولة وجيش وشرطة الاحتلال، بهدف التهجير، بعد أن اتخذ الكيان الصهيوني أحد أخطر الإجراءات عبر توزیع عشرات الآلاف من قطع السلاح على المستوطنین في الضفة منذ بدء حرب الإبادة في غزة. وبحسب منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية (كمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الانسان بتسيلم، وحركة “السلام الآن”، ومنظمة “يش دين – يوجد قانون) فإن “المستوطنين يهاجمون الفلسطينيين على امتداد السنوات، غير أن المستوى الحالي من العنف، بهدف التهجير، غير مسبوق، من حيث الوتيرة والشدة”.


أما هيئات الأمم المتحدة العاملة في الضفة فتروي هي الأخرى في تقاريرها الدورية الى الأمين العام للمنظمة الأممية، إن هجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين تواصلت على امتداد السنوات، ولكنها تضاعفت بعد السابع من أكتوبر، بمتوسط خمس هجمات يوميًا، ما أدى إلى استشهاد عدد غير قليل من الفلسطينيين.


بالمقابل، ومنذ 7 أكتوبر، تتوسع سلطات الاحتلال في انتهاكاتها للقانون الدولي، وتصدر أوامر عسكرية بوضع اليد على أراضي المواطنين الفلسطينيين.


هذا، وفي الوقت الذي يتفاقم فيه عنف وإرهاب المستوطنين، وتنمو في أوساطهم أفكار التهجير القسري، والتطهير العرقي للفلسطينيين، تتواصل النشاطات الاستيطانية في أكثر من محافظة، بتركيز على مدينة القدس ومحيطها بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات، وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديموغرافي، واخراجها من أي مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين. 


وتتصاعد الاعتداءات الإسرائیلیة، المشتركة والممنهجة، بين جيش الاحتلال والمستوطنين، بل انها تتصاعد على امتداد مدن وبلدات ومخيمات الضفة، وهو ما أدى الى توسيع أعمال المقاومة في الضفة.


صحيح أن الكيان الصهيوني يجھد لمنع انتفاضة ثالثة في الضفة، ويسعى لمنع انفجارها تحديداً في شهر رمضان، إلا أن المقارفات من قبل المستعمرين/ المستوطنين، وبدعم من الجيش وباقي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لم تنجح في كسر المقاومة في الضفة الفلسطينية، التي طالما أثبتت قدرتها على تجديد المقاومة شهراً بعد شهر وعاماً إثر عام، رغم كل ظروف وممارسات الاحتلال القاسي وقطعان المستوطنين، والذي مزّق أراضي الضفة وعزلها، سواء بالجدار العنصري الفاصل او بمختلف أنواع الحواجز الثابتة والمتحركة، ناهيكم عن اجراءات التدمير الاقتصادي (حجز الاموال الفلسطينية، وقف العمالة الفلسطينية والمباشرة باستبدالها بعمالة أجنبية مستوردة….الخ) بحيث تفاقم الغليان في مرجل الضفة وتكاد تصل به حد الانفجار!

دلالات

شارك برأيك

مفاعيل “انتفاضة ثالثة” في الضفة الفلسطينية

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس